- صورة للمسجد الأزرق وهو مسجد أحمد الأول وليس الثالث كما يقال
- صورة تخيلها الأوربيون للسلاطين العثمانية أثناء الحفلات الرسمية
- صورة للجامع الجديد المبني قبل 400 سنة( يني جامع )
- مبنى حيدر باشا نقطة انطلاق القطار في الطرف الآسيوي قديما وحديثا
- صورة أخذتها من شرف في متحف طب قبي
- صورة التقطها سفارجي من على شرفة المقهى المطل على خليج البسفور
" تركيا بلد الجمال والتناقض"..!! تقرير مفصل بالخواطر والصور
بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه أستعين
صورة لأيا صوفيا أخذتها قبل الإفطار من مطعم الفندق في الدور العلوي في آخر يوم لي في تركيا
وأنا أعيش وسط أجواء جميلة في تركيا كان هناك رجل من أحبابي يوارى الثرى ويُدفن في حفرة في بلدتي !! رغم أننا تفارقنا قبل أسابيع.. هو ذهب يُعالج وأنا ذهبت لعمل في تركيا ! بحجم هذا التناقض في السفر والفراق تعيش تركيا تناقضا أكثر منه !! تركيا البلد الذي بدأت رحلتي القصيرة إليها يوم الثلاثاء 7/7/1427ه 1/8/2006م ولا أخفيكم أنه انتابني خوف وارتباك لأني لوحدي مسافر إلى بلد علماني تتكتل فيه عصابات المافيا والماسونية بفضل بعض الرؤس الكبيرة مثل سليمان ديمرال رئيسها السابق. هذا البلد الذي يريد محاكاة أوربا ولكن تناقضه في مبادئه جعل أوروبا تتوقف في قبول انضمامه إليه !! وبعد مجيئي الكل يسألني كيف هو الأمن فيها ؟! .. لا يزال هناك تصور أن تركيا بلد الاختطاف والعصابات والسرقات ! وهذا حقيقة قرأتها في وجوه بعض الأتراك وخاصة العلويين منهم ..
صورة للمسجد الأزرق وهو مسجد أحمد الأول وليس الثالث كما يقال
لقد زاد خوفي وأنا في الطائرة عندما أحسست بأن الطيار أراد أن يغوص وسط البحر لقرب مطار أتاترك في أسطنبول من البحر ولكن تصاميم بناء البيوت العثمانية سرق نظري من النافذة وأبعد جمالها خوفي ! .. لقد أحسست أني في بلد أوربي فعلاً خصوصا أني استخدمت وسيلة الميترو ثم الترام (ولابد من التفريق بينمها لمن يهمه الأمر) من أجل أن أصل إلى الفندق ورغم أن هذه الوسيلة لا تصلح إلا لمن هم مثلي- أي شباب- لا نساء وأطفال معهم بسبب الزاحم الشديد فيها رغم تفاهة سعارها ..
صورة تخيلها الأوربيون للسلاطين العثمانية أثناء الحفلات الرسمية
نظراتي الأولى ل الآسِتانة (وهي الاسم العثماني لاسطنبول) جعلتني أحاول ربط البلد الذي تحقق فيه قبس من مشكاة النبوة وهي فتح القسطنطينية(اسطنبول) بالحاضر (................ ) الذي أراه أمام عيني! وأحاول أن أجمع بين بلدين عاش في كل منهما رجال قاموا بالخلافة الإسلامية (بدايةً من عهد السلطان سليم الأول الذي قضى على المملكة الصفوية (.......... ) ، وأيضا عاش فيها رئيس وُلِدَ من (.................. ) فحملت بالهالك القذر مصطفى كمال أتاترك الذي لا يزال الأتراك المخلصون لربهم-نحسبهم كذلك- أمثال أربكان وأردوغان يتسائلون كيف استطاع أن يقبل الشعب تغيير أبرز هوية للأمة التركية وهي الحروف من العربية إلى اللاتينية ولكن الخوف من حبل المشنقة جعل الأمر سائغا عندهم! لدرجة أني رأيت بعض الأتراك من يتزعم فكرة أن أتاترك ساحر(أي استخدم السحر في فرض نظرياته على الشعب)..
ولو تكلمت إلى السنة القادمة في هذا ما بلغت نصف قذارة هذا الرجل –أتاترك- التي خلفها للأمة التركية بمباركة من بريطانيا العظمى –والعظمة لله وحده- وبمدد من صهاينة أوروبا ..
صورة للجامع الجديد المبني قبل 400 سنة( يني جامع )
اسطنبول لمن أراد التمتع بالنظر البصري فقط يكفيه ثلاثة أيام يلف فيها على حي سلطان أحمد الذي فيه (أيا صوفيا-جامع سلطان أحمد الأول وليس الثالث (المسجد الأزرق) ومتحف طوب قوبي سراي) ويذهب لحي الفاتح وميدان بايزيد وجامع السليمانية والمسجد الجديد المبني عام 1597-1663م وينظر إلى مبانيها المتشابهة وأوقافها .. كل ذلك يستطيع أن يعبره عبر الترام من نقطة: أمين نو ثم سيركجي ثم قول خانه ثم سلطان هميت بليرة واحدة لكل ركوب في الترام السريع والكريه برائحة أفواه بعض الأتراك والأوربيين حينما تقف ملاصق في وجهه بسبب الزحام داخل الترام..
مبنى حيدر باشا نقطة انطلاق القطار في الطرف الآسيوي قديما وحديثا
أما من أراد النظر بعين البصر والبصيرة كيف كان ينقل الأتراك الماء مثلا عبر الجسور، وكيف كانت بناية أيا صوفيا النصرانية وكيف هي العظمة عند المسلمين الذين طمسوا صور المسيح كما يزعمون بل وصور جبريل عليه السلام كما صوروها قبحهم الله في أيا صوفيا وهي هذه:
صورة موجودة في أيا صوفيا يتخيل فيها النصاري أن المسيح عن يمينه مريم وعن يساره جبريل وباني استانبول بين يديه راكع تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
حينها ستدرك القيمة العظيمة التي خسرها المسلمون الأتراك بعد مجيئ الهالك أتاترك والكماليين من بعده الذين لا يزالون يسيطرون على الجيش التركي وعلى الحكام الأتراك المنتخبين.
تستطيع وأنت في الطرف الأوربي من اسطنبول أن تقيّم الدولة العثمانية في مبانيها وأوقافها وصدقاة سلاطينها وعلو جوامعها وكثرة مكتباتها!!
ومن خلال معايشتك للأتراك تعرف أن هذا الشعب برمّته لا يزال شعب لطيف وحبيب لولا تقديسه للأوربيين .. وحين تنكأ بعض الجراحات لهم وتذكرهم بأجدادهم فقلّ أن تجد شخص من الأتراك القدماء وخاصة الأتراك العرب إلا وأحد من أجداده قد قتل بسبب مناهضته للبس القبعة التي فرضها عليهم أتاترك وهي عبارة عن تغريب الفكر واللباس .. أو سجن لأنه يريد دولته تحكم بالإسلام ..
ومن هنا نستطيع أن نقسم الأجيال التركية المعاصرة إلى قسمين: 1- قسم غرته الحضارة وأعجب بالكماليين (وهم أتباع مصطفى كمال أتاترك مؤسس الجمهورية والذي أسقط الخلافة) لأنهم يريدون أن يجعلوا من الشعب التركي المسلم شعب متحضر. 2- قسم مدرك أنه لا يمكن إعادة الوضع إلى ما كان عليه ولكن يجب أن تبقى تركيا دولة إسلامية بأي شكل وهم أشد منا كراهية إلى الأفندم (وهو مصطفى كمال واتباعه)..
صورة أخذتها من شرف في متحف طب قبي
رغم حلاوة الجو ولطافة الهواء التركي إلا أن مناظر العري في النساء هي التي تعكر صفوك .. ورغم ذلك فيجب التفريق بين تعرّي الأوربيات والروسيات وتعري التركيات .. ومن هنا أحكي لكم ما فرقته عيني بين الطرف الآسيوي والطرف الأوروبي (واعذروني على هذه الصراحة) ولكن: حينما أتيت عبر الباخرة من الطرف الأوربي إلى الطرف الآسيوي إلى موقف (كادي كو) أي (إقطاع القاضي) وكان مجيئي قبل غروب الشمس وكنت على عجل بسبب موعد زيارة لبعض الأشخاص وأنا على عجل أمشي إلى منزله في الطرف الآسيوي أخبرت صديقي التركي المترجم على استحياء قلت له بتلعثم : لأني أول مرة أدخل الطرف الآسيوي أحسست بأنه هناك فرق كبير! قال : وماهو؟، سكتُ قليلا ثم قلت على خجل أيضا: والله أحسست أن الوجوه اختلفت ! وخاصة النساء (غفر الله لي) فضحك صديقي التركي الدكتور وقال: والله هذا جميل جدا ويدل على نباهتك (طبعا احمرت خداي ) ثم قال: كنت سأقول لك هذا الشي ولكن أعجبتني حين بادرت به لأن الطرف الآسيوي أكثر ما يسكنه الأتراك الأصليون والعرب، والطرف الأوربي أكثر ما يسكنه الأوربيون خصوصا في الصيف والأتراك الروس والمتجنسون عموما .. كذلك أحسست أن التعري خف قليلا في الطرف الآسيوي .. ولأذكر شاهد على هذا: ركبت في تكسي وأنا ذاهب إلى السليمانية (الطرف الأوربي) ومعي صديقي التركي الدكتور المترجم وأخذ يبربر هو والسواق بكلام لا أفهمه ثم ضحك زميلي قلت: خير وش فيكم؟ قال: يقول السواق : بالله هذه تركية؟ هذه ليست تركية هذه روسية؟ إذ لا يمكن أن تلبس التركيات هذا اللبس.. وإذا بهم ينظرون إلى امرأة تمشي في أقصى الشارع في تمام العري. قلت حينها: الله يحفظ لنا حكامنا في السعودية ويديم علينا نعمة الأمن والإسلام والستر... حينها تذكرت تلك المرأة السعودية التي رأيتها بالأمس في يلوفا عند حمامات ترمال وهي تلبس القفازين وسط حشد كبير من النساء المتعريات والرجال المتعرين .. كذلك أمرأة كويتية رأيتها محتشمة في نفس المكان مع زوجها الذي عرفت من لهجته أنه كويتي ..
برغم هذه الحرية المزعومة في تركيا هل تصدقون أنه لا يحق للمرأة التركية أن تعمل في الدوائر الحكومية متحجبة !! بينما فرنسا قاتلت من أجل هذا القرار لكن تركيا بفضل أتاترك فاقت على فرنسا !!
صورة للقبور المنتشرة في تركيا وقد بُنيت عليها الزخارف خلافا لهدي النبي عليه الصلاة والسلام
حينما أقول لكم رأيت شاب تركي يحفظ القرآن عن ظهر قلب ومتخرج من الكلية الدينية (الإلهيات) ومن معهد الأئمة والخطباء هل تخيلتم كيف هي صورة الإسلام عنده؟؟
الجواب على هذا السؤال: لعل من دخل متحف طوب قابي سراي وخصوصا في غرفة الخزائن المقدسة يرى رجل في زاوية الغرفة يتلوا القرآن بصوت مرتفع تقديسا للأشياء الموجودة في الغرفة مثل سيوف الصحابة وموضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ولا أدري عن صحته شيء، هؤلاء الشباب الذين يقرأون القرآن بالتناوب على مدار 24 ساعة قابلت أحدهم وهو يجيد العربية وهو متخرج من الكلية الدينية (الإلهيات) ومن معهد الأئمة والخطباء و يحفظ القرآن عن ظهر قلب ولعله رآه بعضكم.. هذا الشاب وصديقي الدكتور التركي أخبروني عن أشياء عجيبة في فهم الإسلام لديهم يعني منها: تحريم الغناء شيء غريب عندهم، خروج المرأة متكشفة بالبنطال والشعر تجده عند بناتهم وأخواتهم عادي !! وحدث ولا حرج عن البدع الموجودة في العبادات، وقل أن تجد مسجد إلا وفيه مقبرة لذلك يجب التنبه للإخوة السياح في عدم الصلاة بأي مسجد .. كل هذا موجود عند أعلى طبقة متدينة فكيف لو رأينا العامة ثم نزلنا إلى درجة المتحررين ثم العلمانيين ثم الكماليين ثم اليساريين .. ستجد شيء عجيب في تركيا!!
صورة التقطها سفارجي من على شرفة المقهى المطل على خليج البسفور
الشاي التركي في ذوقي ليس بذاك الطعم الرائع إلا إذا شربته في حديقة قصر طوب قبي المطلة على مضيق البسفور فالمنظر يجعل لطعم الشاي نكهة أخرى ويزيدك جمالا الهواء العليل وأنت جالس على تلك الكراسي المطلة مباشرة على البحر من الأعلى .. وبعد كل حين تسمع صوت القطار من تحتك بشكل يغير عليك الجو الذي تعيشه في السعودية حيث لا نعرف القطار إلا في الصور فقط .. لكن لا تدقق النظر في الأشخاص الذين يمرون في الشوارع أو جالسين على الأسوار حتى لا تتعكر المناظر الجميلة، لماذا؟ لأن تركيا من البلاد التي يكثر فيها أبناء الشوارع: أي الذين يعيشون في الشارع لا لأنهم لقطاء بل إن تركيا بلد أوربي قلد الغرب في رذيلة ومنها المخمورين الذين لا يستطيعون أن يتحملوا أي شيء في الحياة بسبب الخمر والحشيش، وقد رأيت اثنين منهم عن قرب واحد يعيش فوق سور والآخر قرب سور شركة مقاولات أجسام بشرية منتهية لا تتحمل إلا محسن يأتي ويعطي ليرة ثم يذهب ويشرب بها خمرا .. أسأل الله لي ولكم ولعموم المسلمين العافية والسلامة..
من خلال الثمانية أيام التي تعاملت بها يوميا عرفت أن الأتراك يطبقون العطلة بمعناها الصحيح، حيث أن يوم الأحد هو يوم إجازة عندهم ولكن لم أتوقع أن يغلق عندهم كل شيء حتى إني قلت لم يبق إلا بيوتهم ليغلقوها على أنفسهم إلا ما كان من بعض الدكاكين والبقالات .. وربما السر هي السعودة عفوا قصدي الترككة :أي أن العاملين هم أتراك وليس لهم فرصة إلا الأحد للراحة..
بائع تركي جوال استغل فرصة أغلاق السوق المغطى ليوم الأحد حتى يعلق بضاعته على الباب
كذلك عرفت من خلال التعامل مع الدوائر الرسمية عرفت أنه شعب لطيف ينجز لك المهمة في وقتها المحدد لا يزيد ولا ينقص ولين هين في التعامل ولا ألومهم فالجو والخضرة لها عوامل نفسية رغم الفقر القابع في بلادهم ..
هذه نظرات وشذرات كما وعدتكم بها .. أتمنى أن تكون أعجبتكم وقد صاحبتها خواطر قد تخطئ وقد تصيب .. فأرجوا العفو والسموحة ..
أخوكم سفارجي بيك