المحيط
29-03-2022 - 08:00 am
" تركيا ".. الغراب الذي فقد مشيته!
باستطاعتك - أحيانا ً - أن تقرأ تاريخ الناس من ملابسهم!
(1)
" تركيا " مرتبكة.. ومُربكة!
هي مثل امرأة تقف أمام المرآة، وهي لا ترتدي سوى ملابس البحر المثيرة و" الحجاب " الورع!
تلتفت إلى تاريخها المُعلّق في دولاب الملابس:
مرة تفكر بارتداء ما يغطيها من رأسها إلى أخمص قدميها..
ومرة تفكر بخلع ما تبقى من الملابس!
(2)
الأغلبية الشعبية تريدها أن تعود إلى سجادة الصلاة.
و" العسكر " يحاولون قدر استطاعتهم الحفاظ على ما تبقى من إرث " أتاتورك ".
و" حزب العدالة والتنمية " يقف في الوسط...
لا يريد أن يُغضب الأغلبية الشعبية التي أوصلته إلى ما وصل إليه، ولا يريد أن يُغضب " العسكر ".
(3)
هي امرأة رائعة.. ولكن..
تنظر إلى ملابسها فلا تعرف إلى أي حضارة تنتمي.
تستمع إلى موسيقاها.. فتشعر أنها خرجت من آلة عجيبة..
ف" طنبورها " حاول أن يعزف لحناً غربياً وفشل، ولم يقدم سوى النشاز..
فلا هو الذي قدّم النغمة الغربية كما يفعلها " الجيتار " ولا هو الذي حافظ على نغماته الشرقيّة!
(4)
على الجسر الشهير الذي يربط الجزء الآسيوي بالجزء الأوروبي في مدينة إسطنبول
تقف " تركيا " في المنتصف!
فلا هي التي استطاعت أن تعبر وتتقدم، ولا هي التي فكّرت بالعودة.
إنها مثل امرأة " معلقة " في جسر معلّق..
لم يطلقها الشرق، ولم يتزوجها الغرب!
(5)
أيها التركي.. ليس لك سوى رأس واحد.. فأيهما سيُوضع فوقه:
" القبعة " الأوروبية، أم " الطربوش " العثماني؟!
الخيار الثالث: أن يبقى هذا " الرأس " عارياً ومكشوفاً!
(6)
عزيزتي " تركيا "..
صارت هويتك مرتبكة، وأنت بحاجة إلى أن تعودي " تركيّة "!
وتأكدي أن " طنبورك " الجميل لن يتحوّل إلى " جيتار " مهما حاول
عازفوك المهرة وغيّروا بأوتاره!
فعودي يا " تركيا " إلى " تركيا ".
محمد الرطيانمنقول