- تحفة فنية من الطبيعة النادرة.."قابادوسيا" مفتاح لحياة ما وراء النجوم
تحفة فنية من الطبيعة النادرة.."قابادوسيا" مفتاح لحياة ما وراء النجوم
هيا بنا فى رحلة إلى مدينة من أجمل المدن التركية، رحلتنا اليوم فى مدينة قابادوسيا، وهى تقع وسط البلاد في أقليم اناتوليا بعيداً عن ضوضاء أنقرة وازدحام اسطنبول، يغفل الكثير من زوار تركيا عن إيلاء بعض الاهتمام بقابادوسيا، ربما لضيق الوقت أو لكثرة ما يمكن أن يشاهدوه في أجزاء البلاد الأخرى، ولكن لو عرف هؤلاء الزوار عن سر هذه المدينة فبلا شك ستكون وبلا تردد في مقدمة قائمة الأماكن التي يجب زيارتها في تركيا، لا يوجد هناك شواطئ جميلة أو أسواق ذات طبيعة متميزة حتى أن الطعام الذي تقدمه لزوارها لا يختلف عن باقي المدن التركية.
هي مدينة صغيرة الحجم وعدد سكانها قليل لا يتجاوز بضعة آلاف، لكنها تنافس أكبر مدن العالم في قدرتها على جذب السياح من مختلف أرجاء العالم، كل من زارها انبهر بجمالها وروعة طبيعتها، بعض السياح فضلوها على اسطنبول، عنوان تركيا.
تجمع قابادوسيا بين عاملي الحضارة العريقة والطبيعة النادرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يعود تاريخ قابادوسيا إلى آلاف السنين قبل الميلاد، حيث سكنها الحتيون والبيزنطيون والرومان إلى أن وصلت فترة حكم العثمانيين، أما طبيعتها الجغرافية فهي نتاج ما تفننت به الطبيعة الأم في تحويل أرضها إلى تحفة فنية يعجز أي نحات عن تخيلها.
إن لم تكن الطبيعة والحضارة تكفيان فهناك المزيد مما تعرضه هذه المدينة على زوارها مثل ركوب الخيل، وممارسة رياضة الدراجات الهوائية فوق السهول والهضاب، كذلك ركوب المنطاد الذي ينقل الزائر إلى عالم آخر بعيداً عن الواقع.
عندما حاول منتجو فيلم "حرب النجوم" الشهير العثور على مكان يجسد ما يمكن أن تكون عليه الحياة في كوكب آخر وجدوا ضالتهم في قابادوسيا وصوروا أجزاء كثيرة من فيلمهم هناك، ومن ثم بعد أن نجحت هذه التجربة بشكل كبير تبعهم منتجو فيلم الخيال العلمي الكبير "كوكب القردة" وقد نجحوا بإقناع المشاهدين بأن هذين الفيلمين قد تم تصويرهما فوق سطح كوكب غريب، دون الحاجة للديكورات والتأثيرات المضللة.
يشترك جميع زوار قابادوسيا على اختلاف أصولهم وجنسياتهم في أن هذه المدينة هي مفتاح العالم للحياة ما وراء النجوم.
تمتاز قابادوسيا بطبيعتها الجغرافية النادرة التي تكونت منذ آلاف السنين إثر غبار بركاني غلف بمواد بازلتية بفعل انجراف التربة والرياح والفيضانات مما أنتج أشكالا مخروطية غريبة. فقام السكان المحليون ومنذ وقت طويل باستغلال نتاج الطبيعة وحولوه لصالحهم. فقد قاموا بالحفر داخل هذه الأشكال المخروطية وبنوا منازلهم وكنائسهم وأسواقهم وجعلوا الممرات تربط بين الأحياء كلها تحت الأرض، فهي تمتد مئات الأمتار تحت السطح، فكان النتاج تفنن الطبيعة وأضيف إليه إبداع البشر ليخرج للعيان على شكل مدينة مخروطية كاملة من رمال بركانية تبعث العجب والحيرة لدى كل زائر، حتى لا ينسى هذه المدينة رائعة الجمال.
ولكن الصور قد لا توضح جمال المنطقة
ليتك تتحفنا ببعض الصور من عدستك الخاصة