******
كنا ونحن صغار لا يعرف الخوف إلى قلوبنا طريقاً.
لا نهتم كثيراً للمحاذير ...
لا نكاد نرى الشقوق ....
ولا تشغلنا انكسارات الطريق ....
كنا صغاراً والجرأة فينا هي أكثر ملامحنا وضوحاً ....
لقد طرأت ببالي فكرة مجنونة
لماذا لا أُجرب هذه الهواية الخطرة الممتعة ولكنه الواقع الذي عشته بعد التجربة الأولى .
لقد حاول الإنسان على مر العصور أن يحاكي الطيور في تحليقها ، والصقور في إبائها ولكنه لم ينجح في كل
محاولاته .
ولعل من أول ما يخطر ببال كل منا عند الحديث عن الطيران تلك التجربة التي خاض غمارها عباس بن
فرناس في محاولة كانت هي الأولى من نوعها فيما أعلم .
ذاع صيت هذه الهواية في منطقة عسير صيفاً على قمم السودة الشامخة ، وشتاءً على شاطئ البحر
وفي السهول القريبة منه .
منشبة ، جبل هادا ، القحمة ، الحريضة ... الخ
أسماء أماكن أصبحت حديث كثير من الناس في الفترات الماضية وليس فقط لجمال طبيعتها بل لما أصبح
فيها من عروض رائعة لأبطال الطيران الشراعي .
جلست مع أخي وقد كان أحد المحترفين في هذه الرياضة المجنونة ثم تجاذبنا أطراف الحديث حول المهنية
اللازمة لتجربة هذه الرياضة ثم عرضت عليه رغبتي الأكيدة في تجربتها فما كان منه إلا أن رحّب بالفكرة
وأبدى استعداده لأن يأخذني في رحلة ماتعة فوق تلك السهول الخضراء ( منشبة ) .
ومنذ تلك اللحظة بدأت أحسب الأيام بل الساعات ، وأخذت أفكر هل ستكون تجربة رائعة أم أنها ستكون
النهاية
انطلقنا يوم الاثنين 22/1/1430ه قبيل صلاةالعصر عبر عقبة ضلع مروراً بمربة ثم الدرب ثم منشبة .
ولا أنس ذلك الرفيق الأنيس أبوتميم الذي كان له هو تجربة
قديمة لعله أن يحكيها لكم بعد انتهائه من الاختبارات .
وصلنا إلى الموقع وقد كانت الريح شديدة نوعاً ما مما جعل أخي يلمح إلا أننا قد لا نتمكن من الطيران
صورة تبين طريقة تحديد اتجاه الرياح .
وفي تلك اللحظات الممزوجة بالفرح والحذر كنت أطمح لأن أطير إلى أعلى حتى أعرف مدى مصداقية من
يدعي أنه يجد المتعة في التحليق .
أعمال صيانة سريعة ... وتأكد من صلاحية الماطور ...
هدأت الرياح وتعدل الجو وحان الوقت لنبدأ المغامرة :36_11_3: حلقنا عالياً ....
وعشنا أجواءً خيالية .
وقد كان الحبيب أبو تميم ينابعنا عن طريق الاتصال اللاسلكي ...
وبعد أكثر من 45 دقيقة من الطيران كان لزاماً علينا أن نعود إلى الأرض ..
هبطنا لنجد أمامنا هذا البراد الأسود
ولسان حال صانعه يقول
وإلى رحلة أخرى وتصوير أجود وتفاصيل أوسع أستودعكم الله ..
ومغامرة رائعة
يعطييك العافية