الجبل الأخضر
30-05-2022 - 05:30 am
أشكر بداية أخي (صقر بيروت على معلوماته القيمة التي أفادني بها... فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله )
وأقول :
إذا أردت الخروج من إطار الزمان والمكان بأسرع وقت وبأقل جهد
فسافر من دمشق إلى بيروت !
لا يختلف اثنان على جمال الطبيعة في سويسرا الشرق لبنان !
لكن هل هذا كل شيء .... !
أترككم مع خواطري المبعثرة!
(1)في مدخل لبنان :
موظف الجمارك : بعزبك معي ... ممكن استمارة السيارة .
أنا : لا لا أبدا ... ما فيه عذاب ... تفضل !
موظف الجوازات : بعزبك معي ... بالشباك التاني .
أنا : لا أبدا يا خي مافيه عذاب يالعكس بأروح عادي .
موظف الجوازات الثاني : بعزبك معي عبي لي هلكروت .
أنا : لا أبدا يا عزيزي ما فيه عذاب النظام نظام .
موظف الاستقبال بالفندق : بعزبك معي ممكن الجواز .
أنا : لا يا خوي وين مصختوها ... بعذبك ...بعذبك ... أنا والله ... لو متعذب كان رجعت من عالحدود للشام ... !!
عندها علمت أنه : في بيروت ... يبيعونك القول بغالي الثمن ....أما في الشام فتشتري الفعل بأرخص الأثمان !
(2)
في بيروت النظرة الأولى هنا ... لا تختلف عن النظرة الأولى هناك ... !
بلد ليس له مما جاوره إلا القليل :
كلام الناس لوحات المحلات أسماء الوجبات بكل اللغات إلا العربية !
افتقدنا صوت المؤذن وتلاوات الأئمة ...
حتى فيروز (اللبنانية) لا تسمع صوتها إلا في (دمشق) !
أما الحجاب في الشام فلا يعدو كونه : ( في خبر كان) ... أما هنا فهو: (في خبر المبتدأ بعد لولا) ...
ملحوظة نحوية :
خبر كان : متغير بحركة النصب ، وقد يحذف إن دل عليه دليل !
أما خبر المبتدأ بعد لولا ... فهو محذوف وجوبا!
(3)
في متحف المشاهير في لبنان...
نجد تماثيل عديدة ... في سابقة فريدة (هكذا قالوا)...
رؤساء الدول ... مشاهير الفنانين ...رجال الدين
تنوع مذهل لا يخلو من أبعاد سياسية سياحية ....
العجيب أن هذه التماثيل المتعددة في مكان واحد بعضها يتحرك... ويتكلم بل قد يغني !
أما في الشام فلا نرى سوى تمثال واحد في كل مكان صامت لا يتحرك ....
وهنا جوهر الاختلاف في صناعة السياحة !
(4)
في الشام تطلب الطعام وتأكله بسلام ... ثم لا مانع من بخاشيش الكرام .... بعد إلحاح اللئام !
أما في بيروت فقبل الطعام تسأل السؤال ... هل اللحم لحم حلال ؟... فيجاب عليك بأحسن مقال ... معد سلفا للضيوف الثقال: ولو ... الله يسامحك !!!
(5)
كنت أظن الاختلاف بين القدس الغريبة والقدس الشرقية في والحضارة والنظام والتقدم ضمن المدينة الواحدة... قد فرضه واقع الاحتلال والتمايز بين بلد مقهور وآخر قاهر !
حتى زرت بيروت ... ورأيت مدى الاختلاف بين شمالها وجنوبها!!!
فعرفت أن العشوائية والتخلف في هذا الزمن صناعة إسلامية للأسف .
ولا عزاء لدمشق.... فكلها جنوب !
(6)
في مغارة لبنان – ومن منا لا يعرفها – ممنوع اللمس ... حتى مداومة النظر بالصور بخلوا بها... فأداة تصويرك محجوزة ... يريدونك إما تشتري صورهم أو تعود إليهم ... وفي كلا الحالين لا بد أن تدفع !
أما في مغارة مشتى الحلو – ومن منا يعرفها!!- ستجد في كل زاوية منها ذكريات وآهات لعشاق مروا من هنا ... قد يعز وجود القلم ... فيستعمل الفحم... لا يهم لون المكتوب أهم شيء أن تكتب الفكرة ... وتكون في سجل الخالدين بدون أن تدفع!
ألاحظتم الفرق !!!
(7)
عندما جلست على شاطئ بيروت ... أتأمل غروب الشمس ...
جال بي الخيال وصال ...
تذكرت لحظات عشتها على كورنيش جدة في أيام زواجي الأولى .... وتذكرت شاطئ الحديدة الجميل ولحظات مع أحبة في الله ... وكذا جلساتنا في رأس البسيط ...
قلت في نفسي : سبحان الله لا فرق بين بيروت وجدة واللاذقية والحديدة في منظر الغروب ولحظاته الساحرة ... فلم يتكالب الناس على بيروت !!!!! لكني عندما نهضت من مكاني والتفتت خلفي أدركت الفرق جيدا !!!!
ما سجلته هنا ليس تفضيلا لبلد على آخر .... ففي كل مكان لا بد أن تجد السار والمؤلم ... المهم أن تعرف كيف تكيف نفسك فوق كل أرض وتحت كل سماء (قلبناها قسم الخريجين)
والله على ما أقول شهيد ...
! !