ظهر محمد بن يوسف بن نصر أو ابن الأحمر الملقب بالغالب بالله في وقت اشتدت فيه المحن، وانعقدت عليه الآمال؛ لتميزه بالشجاعة ومجاهدة العدو، والتف حوله الناس وبايعوه فى أرجونة وما حولها على بعد ثلاثين كيلومترًا من جيان في (رمضان 629ه = يوليو 1232م) وتوافد عليه جنود الأندلس؛ فأعلن نفسه أميرًا وانتقل إلى جيان، ودخلت فى طاعته بلاد الجنوب كلها، لكنه أحس أنه في حاجة إلى معقل يعتصم به؛ لأن جيان مدينة مكشوفة، فوقع اختياره على غرناطة الواقعة عند سفح جبل الثلج، وكان يوجد في أعلى الجبل حصن منيع سبق تعميره أول عصر ملوك الطوائف، فتوجه إليه وسكنه واستقر به، وشيئًا فشيئًا أخذ يوسع نطاق سلطانه، حتى أصبحت دولته تضم بين جنباتها ثلاث ولايات كبيرة هى: غرناطة وألمرية، ومالقة، ووصلت حدودها إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، واتخذ مدينة غرناطة عاصمة لدولته، وساعد على دعم دولته استيلاؤه على ألمرية ومالقة لما لهما من أهمية عظيمة في المجالين التجارى والبحرى
ويذكر في هذا أن بنى نصر ملوك غرناطة ينسبون أنفسهم إلى الصحابى الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج وأحد زعماء الأنصار.
بلغت الدولة أوجها الثقافي وأصبحت مملكة غرناطة مركزا للحضارة الإسلامية في الأندلس. قام يوسف الأول (1333-1352 م) ثم محمد الخامس (1354-1359 م ثم 1362-1391 م) ببناء قصر الحمراء. بعد سنة 17/1408 م بدأت مرحلة السقوط. دخل العديد من الأفراد في صراع داخلي على السلطة . كانوا يلجئون أحيانا إلى الملوك القشتاليين لطلب المساعدة.
جرت محاولة أخيرة لإنقاذ الدولة عن طريق مولاي الحسن (1464-1482 م ثم 1483-1485 م) وأخوه الزغل الذين حاولوا تدعيم الدولة. لم يستطع محمد الثاني عشر (1482-1483 م ثم 1485-1492 م) أحد أبناء الحسن، لم يستطع أن يقاوم أمام الضغط المتزايد على مملكته من طرف الملكين إيزابيلا (قشتالة) وفرديناند (الأرغون). تم محاصرة غرناطة واختار محمد الثاني عشر أن يسلم المدينة سنة 1492 م وسقطت بذلك آخر القلاع الإسلامية في الأندلس.
شكرا لك اخي الكريم ..
وفي انتظار المزيد من المعلومات