- بلد الابتسامة وذكريات لا تنسى !!
- اليوم الأول الجمعة 19/اكتوبر /2007 :
- تباً للي على بالي !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله قلوب العرب المسافرون جميعاً بالسعادة الدائمة ..
أقدم لكم تقرير رحلتي المتواضعة يسبقها الحب لهذا المنتدى وأعضاؤه والذين لقيت منهم من الأخوة والمحبة ما يجعلني أكبرهم جميعاً وأقدرهم وإن كنت لم أقابل في حياتي أحداً منهم سوى ما تسطره أيدينا عبر هذه الشاشة الصغيرة التي تجمعنا كل مساء ..
بلد الابتسامة وذكريات لا تنسى !!
سريعة كانت تلك الخطا التي بدأت معها هذه الذكريات فما أن غربت شمس يوم الخميس 18/اكتوبر/2007م حتى وجدت روحي تسابق خطاي نحو المطار لتقتل تلك النشوة في بدايتها إعلان الجارودا تأجيل الرحلة حتى الساعة الواحدة ليلاً تقلبت خلالها في تلك الصالة ما بين اليمين والشمال وما بين مشاهدة فرحة الخادمات بالعودة لأهلهن والتي كان التعبير عنها بالضحكات والقرقر كما يسميه الباكستانيين ..
وحلت الساعة الواحدة وكان أمامي طابور طويل يذكرني بطابور التميس في صباح يوم الخميس إلا أن لكل طابور مزاج خاص تعرفه من تقاسيم وجوه المنتظرين ! إلا أن فرحة أخرى قتلتها الجارودا حين أركبتنا في الباص السياحي والذي كان بحق أقل من هذه التسمية حيث كانت الطائرة ربما مخصصة للمعتمرين والحجاج فقد كانت المقاعد كثيرة جداً وخالية من وسائل الراحة فضلاً عن حصولي على المقعد الأمامي الثالث بعد كابينة الطيار وفي وسط الطائرة لا تنظر أمامك إلا كهل يسمع شخيره من يجلس في الكرسي قبل الأخير في آخر الدرجة السياحية أو شخص آخر لا يتكلم أو يلتفت وإذا بادرته بابتسامه جاوبك بصمت رهيب مع ابتسامة لا أعلم منها إلا أنه لا يفهم ما أقول وبعبارة عامية كأنه يقول لي " إلفقه أنت ووجهك "..
ما أقبح الوحدة ويالحظي التعيس حين أصبحت وحيداً دائماً ..ومتى الفرج ..آه ما أبعدك ياجاكرتا !!
اليوم الأول الجمعة 19/اكتوبر /2007 :
انتهت معاناة 9 ساعات كانت كتسعة أيام عند رؤية القرميد الأحمر تعانقه خضرة الطبيعة وأشجار جوز الهند ولحظات كانت أسرع من خطواتي لمطار الرياض تلك التي أنهيت فيها اجراءات الفيزا واستئجار غرفة في فندق GRAND CEMPAKA من المكتب المجاور لكاها والذي زاد علي عن سعر كاها مبلغ 50.000 روبية ما يعادل 18ريال سعودي حيث استأجرت الغرفة بمبلغ 420.000 روبية وإلى التاكسي الذي كان أسرع من كل ما سبق ومباشرة بدأت ذكريات البلد يعود للذاكرة ما قد نسيته منها وعلى الفور بدأت أقلب رأسي كالمجنون ! هذ المستنقع القريب من المطار زاد عن العام الماضي ! وهذه البناية الجديدة لم تكن هنا والجالان تول بنفس الزحمة ومكتب دفع الرسوم ..... بدأ العداد يحسب مع هذه الالتفاتات أولى ذكريات جاكرتا !!
إلى فندق قراند جيمباكا ليبدأ أول يوم في رحلة 2007 وكانت رحلة ماتعة جمعت مع متعتها وجمالها آلاماً وآهات ربما دمعت عيني في مرحلة من مراحلها إلا أن المحصلة كانت رحلة جميلة أتمنى تكرارها مرة أخرى وأعرض عن تلك الآهات لأسجلها لاحقاً في مواضيع مستقلة لعدم فائدتها للسائح وأما الرحلة فألخص بدايتها بهذه الصورة التي اختصرت فيها مئات الصور وربما تحكي بعض جمال الرحلة .
لعل أول ما أبدأ فيه في تقرير هذه الرحلة كلمات تتردد على لساني وآن الآوان للبوح بها :
تباً للزملاء الذين يشغلونك في كل يوم " تعال نتقهوى ، الشباب بالاستراحة " وإذا أردتهم في رحلة كهذه الرحلة انسلوا .
تباً لصانعي البطاريات التي تنتهي بسرعة وتخونك عند اللحظات الجميلة وتفقدك توثيقها بذاك الصوت المزعج الذي يقنعك بأن البطارية انتهت ويجب شحنها وتبا تباً مثلها لذاكرات الكاميرات إذا امتلأت واضطرتك لحذف بعض الصور " والله قهر "
تباً لكل حقير في مكتب الهجرة يطلب هدية .
تباً لكل سائق تاكسي بلا استثناء
تباً للي على بالي !!
تباً لي معهم يوم ما قضبت أرضي وخليت أندونيسيا لأهلها !! والله ما لقيت منها إلا المشاكل والتفكير السيء من كل من يعرف إني رحت هناك !!
كان وصولي للفندق في حدود الساعة الثانية ظهراً لذلك كان أول عمل قمت به أداء الصلوات الظهر والعصر ثم استسلام لنوم بعين واحدة حتى لا أفقد جمال المنظر الذي أشاهده مع النافذة " مسوي نفسي ذيب " والحق أن منظر المدينة يجعلك لا تستطيع النوم ولكم أن تتصوروا جمال هذا المنظر من خلال هذه البانوراما والتي تكلفت فيها استئذان الفندق ثم الصعود للدور السابع عشر وهناك كان لصوت الرياح ومنظر الباجاي والدبابات في الأسفل كالنمل تحتي إحساس لا أكاد أصفه إلا من خلال قدماي التي بدأت ترقص مثل أيام الابتدائية أمام المدرس الفلسطيني !!
استيقظت مع صلاة المغرب وهناك نزلت لمسجد قريب وتوجهت للصلاة فيه ثم كانت معي مجموعة كبيرة من كتاب تفسير العشر الأخير كنت قد أحضرتها معي وتوجهت بها مباشرة لشخص من طلاب العلم تعرفت عليه سابقاً وإلى بيته الذي لاتصل إليه إلا بعد أن يصيبك الدوار بين أزقة ذلك الحي القديم وفي الطريق إليه كانت كلمة هالو مستر تلاحقني من كل طفل أو شاب حتى وصلت لصاحبنا وناولته الكتب وجلست معه في بيته ثم ودعته وصلينا العشاء سوية في مسجد قريب من بيته ثم إلى مطعم قريب كنت أعرفه سابقاً يقدم الأكلات الإندونيسية ثم إلى الفندق لنوم عميق استعداداً ليوم الغد وهنا أدرك ذكريات الصباح فسكت عن الكلام المباح !!
يالله روح نوم ياوالاد !! بكروه مادراسوه !!
وسجلني ثاني المتابعين
لك مني كل الود
اخوك/بارع