- بعلبك مدينة الشمس في البقاع الغربي
- قلعتها تستضيف مهرجانات عالمية في لبنان
- المهرجانات
- الاقامة والمطاعم
- المعالم الأثرية الاخرى في بعلبك
بعلبك مدينة الشمس في البقاع الغربي
قلعتها تستضيف مهرجانات عالمية في لبنان
نادراً ما يغادر السائح لبنان من دون زيارة مدينة بعلبك وتحديداً هياكلها الرومانية، احدى روائع العالم القديم، التي تستقطب حسب احصائيات منظمة اليونسكو 120 الف سائح سنوياً، يقصدونها لرؤية عظمة الآثار الرومانية. وكلمة بعلبك تعني في الفينيقية «مدينة بعل» وقد سميت نسبة الى اله الشمس بعل، لذا اطلق عليها لقب «مدينة شمس»، وعندما احتلها الاغريق عام 332 ق.م عرفت حينها بمدينة Heliopolis نسبة الى Helios اله الشمس لدى اليونانيين.
الرومان دخلوا المدينة عام 16 ق.م في عهد الامبراطور اغسطس وخلفوا وراءهم الآثار التي اكسبت بعلبك شهرتها العالمية. وتعتبر هياكل بعلبك من اكثر الآثار الرومانية المحافظ عليها رغم مرور مئات السنين وتعرضها للسرقة والحروب والزلازل، خاصة عام 1759 عندما دمر زلزال قوي قسماً كبيراً من المدينة، الا ان علماء الآثار واكثرهم من الالمان والفرنسيين واللبنانيين استطاعوا ترميم الهياكل واعادتها تقريباً مثلما كانت. وتضم قلعة بعلبك معابد جوبيتر وفينوس وباخوس التي كانت مخصصة قديماً للطقوس الدينية كتقديم الذبائح للآلهة، اما اليوم فيمكن للزائر التوقف عند ضخامة هذه الهياكل وروعة هندستها.
فمعبد جوبيتر الذي يعتبر الاهم يحتوي على احجار يصل قياسها الى عشرين متراً، فيه ستة اعمدة عملاقة لا تزال صامدة وهي اساس روعته وأهميته الكبيرة، ويرجح ان هذه الاحجار استقدمت منحوتة من روما بسبب طابعها الغربي وجمعت في بعلبك.
المهرجانات
- وتشتهر بعلبك بمهرجانها الدولي السنوي الذي يقام في معبدي جوبيتر وباخوس والذي يستقطب اهم واشهر الفنانين العالميين لإحياء حفلات رائعة في احد اجمل الاماكن الاثرية في العالم.
وكان هذا المهرجان قد افتتح رسمياً في صيف 1956 ومن مؤسسته زلفا شمعون عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون، وقد استقطب منذ البداية اهم المغنين والراقصين العالميين اضافة الى اشهر اعمال الاوبرا، كأوبرا باريس وميلانو، كما استضافت هياكله عمالقة الفن العربي، وأبرزهم ام كلثوم، ولا ننسى مسرحيات الرحابنة وإطلالات فيروز ووديع الصافي وصباح فخري ونصري شمس الدين وفرقة عبد الحليم كركلا للرقص الشعبي. غير ان هذه المهرجانات توقفت خلال الحرب اللبنانية لفترة 22 عاماً لتعود من جديد عام 1997 ولتستمر حتى اليوم بفضل جهود رئيسة لجنة المهرجانات مي عريضة، التي استطاعت احضار اهم الفنانين والفرق العالمية لامتاع الجمهور المتعطش للفن والتسلية. ومن ابرز من جاء في السنوات الاخيرة المغني العالمي ستينغ وفرقة Lord of the dance. اما هذا العام، فكانت الفنانة القديرة وردة الجزائرية من اهم الاسماء التي شاركت في المهرجان لتطل على جمهورها بعد غياب طويل.
ومن المؤكد ان هذه المهرجانات تنشّط الحركة الاقتصادية في المدينة، بداية يستفيد اهلها من بيع التذكارات على مدخل القلعة خاصة العباءات والتحف الخشبية التي ترمز الى بعلبك، كما بإمكان الزائر تذوق الصفيحة البعلبكية الشهية وهي عبارة عن لحم مغلف بعجينة صغيرة مربعة الشكل يشتهر بها البقاعيون عامة والبعلبكيون بشكل خاص.
الاقامة والمطاعم
- تزدهر الفنادق والمطاعم بشكل كبير خلال هذه الفترة. فمن اراد حضور احدى الحفلات، خاصة اذا كان آتياً من منطقة بعيدة، يمكنه قضاء الليلة في احد فنادق بعلبك حيث سيشعر بالراحة وحسن الاستقبال.
ويقدم فندق Palmyra الذي يعود تأسيسه الى حوالي 120 سنة والواقع في الشارع المقابل للآثارات منظراً رائعاً للمقيمين، كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في احدى صالاته. اما بالنسبة الى غرفه فهي مريحة وتختلف الواحدة عن الاخرى من حيث الديكور وقد استقبلت العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك امثال الجنرال الفرنسي شارل ديغول والكاتب جان كوكتو. سعر الغرفة يتراوح اجمالاً بين 35 و55 دولارا.
ولمن اراد الاقامة في فندق افخم يمكنه التوجه الى Annex Palmyra الذي يقع في الشارع نفسه. وغرف هذا الفندق واسعة واكثر فخامة كما يحتوي على صالات كبرى لتناول الطعام. تكلفة الغرفة بحدود 75 دولارا.
ايضاً يمكن لأي شخص قضاء ليلة في بعلبك والتمتع بطابعها التاريخي بتكلفة لا تتعدى العشر دولارات اذا قصد نزل شومان في وسط المدينة الذي يضم 5 غرف ميزتها الاساسية اطلالتها الجميلة على هياكل بعلبك.
وتنتشر المطاعم بكثرة على طول طريق رأس العين، وهذه المنطقة تشتهر بطبيعتها الخلابة حيث تكثر الاشجار والحدائق، وتقدم هذه المطاعم باغلبيتها المازة اللبنانية الشهية والمشاوي بسعر يتراوح بين 10 و15 دولارا. ومن المطاعم الهامة ايضاً مطعم «أصيلة» مقابل فندق Palmyra الذي يتميز بباحته الواسعة التي تطل على القلعة وهو يعتبر من المطاعم الفخمة في بعلبك.
المعالم الأثرية الاخرى في بعلبك
- ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع ام عياد الذي يقال انه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في المنطقة. ايضاً من المعالم الاثرية الاخرى قبتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر رؤية محطة القطار التي تعود الى حقبة الثلاثينات والتي بناها الفرنسيون في فترة انتدابهم للبنان. هذه المحطة لا تعمل حالياً إنما من الجميل رؤيتها قبل مغادرة بعلبك كي يجمع المرء في زيارته لمدينة الشمس حقبا مختلفة من التاريخ القديم والمعاصر
منقول