- بعد هولندا وبلجيكا وألمانيا آثار مقتل فان جوخ تمتد إلى النرويج
- سمير شطارة-أوسلو
بعد هولندا وبلجيكا وألمانيا آثار مقتل فان جوخ تمتد إلى النرويج
سمير شطارة-أوسلو
أثار مقتل المخرج والكاتب الصحفي الهولندي المثير للجدل تيو فان جوخ الذي أخرج فيلما عما أسماه العنف ضد النساء في المجتمعات الإسلامية على يد أحد المسلمين في هولندا، رد فعل قويا لدى الأوساط السياسية الغربية امتد إلى النرويج.
وفي سياق استباق الأحداث طالب زعيم حزب التقدم كارل هاغن المعروف بتحامله على المسلمين الحكومة النرويجية باتخاذ إجراءات صارمة ضد ما أسماهم بالأوساط الإسلامية المتطرفة في النرويج، وقال إن حزبه أعد مقترحا يناقش فيه وضعية الأئمة في النرويج وما يجب فعله إذا ما ظهرت بوادر للتطرف، مشيرا إلى أن ما حدث في هولندا يمكن أن يتكرر في النرويج، وعليه فلا بد من أن يكونوا على أهبة الاستعداد لأي "حالة إرهابية" على غرار ما حدث في هولندا.
ونظمت القناة النرويجية الثانية NRK2 ندوة بعنوان "هل يشكل المسلمون خطراً على قيمنا الغربية؟" شارك فيها البرلماني كارل هاغن، ورئيس وزراء النرويج السابق إستولتنبرغ والذي يتزعم حزب العمال، إضافة إلى ممثل المجلس الإسلامي في النرويج زاهد مختار، وبحضور عدد من المثقفين منهم رئيس الرابطة الإنسانية في النرويج لارس غيلا، والمختصة في مجال الإنثربولوجيا أوني فيكن إلى جانب الكاتبة ستور هاوغي المعروفة بتطرفها ضد المسلمين.
ولم تخل الندوة من مشادات "دبلوماسية" بين الطرفين، خاصة عندما قال الدكتور ممثل المجلس الإسلامي في النرويج إنه يتفهم رد فعل قاتل المخرج رغم تأكيده عدم قانونيته، مضيفاً أن من المسلمين من تفيض الكأس لديه فيتصرف تلقاء نفسه على هذا النحو، وإزاء هذا الرد انتفض هاغن غضباً وقال إذا كان المعتدلون يتكلمون بهذا الشكل، فعلى من نعتمد إذن في مساعدتنا ضد "التطرف الإسلامي الذي يهدد السلم العالمي".
وحاول هاغن أن يربط تجاوزات وتصرفات الأنظمة في الدول العربية بالإسلام، معتبراً إياها الأكثر دموية وخرقاً لحقوق الإنسان، ومما زاد الطين بلة تهجم الكاتبة النرويجية ستور هاوغي على المسلمين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم تجر رياح الندوة كما يشتهيها هاغن وهاوقي بل ضاعت أصواتهما بين المشاركين الذين أجمعوا على عدل الإسلام وسماحته، وقالت أوني فيكن المختصة في الإنثروبولوجيا إن المسلمين يريدون السلام والعدالة وهم يرفضون الظلم والدكتاتورية التي صنعها الغرب، وأضافت أن عليهم أن يفرقوا بين المسلمين والمتطرفين. واعتبرت أن فيلم "الخضوع" للمخرج الهولندي كان استفزازيا، وشبهت وضع المسلمين وما يتعرضون له من اعتداءات بوضع اليهود أيام الحرب العالمية الثانية حينما كانوا يتهمون بأنهم يمثلون خطرا على المجتمع.
وانتقد رئيس الرابطة الإنسانية لارس غيلا محاولات تهميش المسلمين في أوروبا، وقال غيلا إن هاغن لا يعرف شيئا عن الإسلام كما أنه يجهل الكثير عن الثقافة الغربية نفسها، واستشهد غيلا بجهل هاغن بالتاريخ الغربي بالحروب التي قامت في القرن السادس عشر بين النرويجيين أنفسهم بسبب الدين ومات فيها ثلث السكان ولم يكن حينذاك في النرويج أي مسلم.
من ناحيته أكد زعيم حزب العمال إستولتنبرغ احترام حرية الرأي، لكنه حذر من استغلال الحدث ضد المسلمين، وذكر ما قام به المتطرفون المسيحيون في أميركا من قتل الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض، وقتل السود وحرق كنائسهم، وأن هذه التصرفات لم تنعكس على الصورة العامة للمسيحية، بل على المتطرفين الذين قاموا بالأعمال تلك، وختم ممثل المجلس الإسلامي الحوار بقوله: السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل يمكننا أن نتعايش أم لا؟ مجيباً نفسه بأن ذلك يقتضي منا الاحترام المتبادل وإشاعة قيم التسامح.
(حسبي الله ونعم الوكيل في كل من في قلبه ذرة حقد على الاسلام والمسلمين)