- الاقتصاد يتعافي.. والعودة إلي السياحة.. بالسياحة!
- بعد مرور العاصفة.. دبي تعود من جديد!
الاقتصاد يتعافي.. والعودة إلي السياحة.. بالسياحة!
بعد مرور العاصفة.. دبي تعود من جديد!
من يزور إمارة دبي الجميلة المتوهجة الآن.. ربما لا يجد أثرا واضحا للأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تعرضت لها بشدة منذ العام قبل الماضي.. فما بين الألعاب النارية التي أضاءت برج خليفة أو برج دبي ليلة رأس السنة الذي يعتبر أطول برج في العالم828 مترا و160 طابقا تضم فنادق ومكاتب وشققا وتكلف بناؤه نحو20 مليار دولار. وما بين افتتاح فنادق مذهلة مثل اطلانس في قلب الخليج العربي.. أو افتتاح مترو دبي والتاكسي المائي لحل مشكلة المرور وقبل ذلك كله الأنفراجة الملحوظة واستقرار الأسعار في القطاع العقاري الذي كان لاعبا أساسيا في نهضة دبي في السنوات الأخيرة بين كل هذه المؤشرات والقضايا، كما أشرنا في البداية، لا يستطيع الزائر أن يجد أثرا مباشرا للأزمة .. ولكن كل ما يجده أو ما يسمعه هو أن الإمارة في طريقها إلي تعافي الاقتصاد والعقارات والسياحة والعودة من جديد إلي التوهج كما يقول محمد العبار رئيس شركة اعمار التي تعد من أكبر الشركات العقارية والسياحية في العالم والذي أكد لنا عقب الاحتفال الضخم الذي حضره نصف مليون مواطن احتفلوا بالعام الجديد تحت اطول برج في العالم والتي تتمتلكه شركته آن ما يقدمه رجال الأعمال والشركات في دبي بتنظيم مثل هذه الأحداث العالمية هو خطوة أو رد للجميل إلي دبي ودعم للاقتصاد. وفعلا ومن خلال زيارة سريعة إلي دبي مع بداية أول أيام العام الجديد الحالي2011 أستطيع أن أقول إنه إذا كانت2009 هي سنة الصدمة في دبي, فإن2010 كانت هي سنة استعادة الثقة. أما2011 فستكون نقطة الانطلاق مجددا والعودة إلي استكمال المشروعات العملاقة التي تنفذها دبي في شتي المجالات, وذلك بعد مرور العاصفة.. أقصد بعد مرور الأزمة المالية الاقتصادية العالمية وخاصة أزمة إمارة دبي التي تحدث عنها كل العالم. فبعد13 شهرا من الأزمة المالية التي تعرضت لها دبي, وتحديدا في26 نوفمبر2009 عندما طلبت مجموعة دبي العالمية التابعة لحكومة دبي تجميد مستحقات ديونها, فإن الإمارة تعود الآن لممارسة نشاطاتها الاقتصادية كالتجارة والنقل والسياحة وتتخلص شيئا فشيئا من عبء الأزمة من خلال الاتفاق مع الدائنين علي إعادة جدولة ديون دبي العالمية, وفي الوقت نفسه تركيز الاهتمام علي قطاعات أخري غير قطاع العقارات الذي ظل طوال السنوات الأخيرة سببا رئيسيا في نجاح دبي لكنه تعرض لأزمة حادة أثرت علي الإمارة كلها. وحسب بيانات مركز الاحصاء في دبي, فإن اقتصاد الإمارة حقق نموا بلغ2.3% في النصف الأول من عام2010, وأن القطاعات الرائدة في الزيادة هي قطاعات الصناعات التحويلية والاتصالات والخدمات الإلكترونية والصناعات الاستخراجية والفنادق والمطاعم. وأن نصيب القطاع العقاري من إجمالي النشاط الاقتصادي في دبي تراجع بسبب الأزمة حيث يمثل11% من اقتصاد الإمارات في2010 بعد أن كان17% عام2008 و14% عام 2009 وذكرت تقارير اقتصادية أن القطاع المالي في الإمارات يضم51 بنكا تجاوزت أرباحها مجتمعة4 مليارات دولار في العام الماضي في حين أن أصولها الاجمالية وصلت إلي416 مليار دولار, وأشارت إلي أن السيولة المالية زادت في دبي بنحو7 مليارات دولار لترتفع إلي25.7 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي مما يوص بأن دبي في طريقها للعودة إلي الوضع الذي سبق الأزمة المالية. وأضافت التقارير أن دبي حافظت علي مكانتها الاقتصادية رغم الأزمة المالية العالمية وانتهجت استراتيجية هدفت إلي بناء نفسها كمركز إقليمي للتمويل والاستثمار. ويقول المسئولون في الدائرة الاقتصادية في دبي إن اقتصاد دبي يتعافي وان هناك مؤشرات تؤكد هذا التعافي ومنها معدل تسجيل الشركات في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي, إذ ارتفع عدد الرخص المسجلة إلي11 ألفا و200 رخصة خلال2010 مقارنة ب8500 رخصة خلال عام2009 بنسبة نمو بلغت12%. كما أن هناك مؤشرات تؤكد تعافي قطاع السفر, حيث زاد عدد المسافرين عبر دبي عن الهدف الموضوع, كما ارتفعت معدلات اشغالات الفنادق خلال العام الحالي, الأمر الذي يؤكد تعافي القطاع السياحي. كما تقوم دبي بتنفيذ خطة للترويج في أوساط المستثمرين في العالم وتصحيح الصورة السلبية المغلوطة التي نشرتها وسائل إعلام غربية خلال الفترة التي تلت الأزمة المالية العالمية. كل تلك الإجراءات والخطط من المتوقع أن تؤتي ثمارها في العام الجديد2011, حيث أعلن ستاندارد تشارترد بنك أن اقتصاد دبي سيشهد نموا بنسبة4% في 2011 هذا عن الاقتصاد أما عن قطاع السفر والسياحة, فإن النجاح كان واضحا ومميزا وبشكل عام فإن عدد السياح الذين زاروا دولة الإمارات العربية المتحدة2010 بلغ نحو10 ملايين سائح. وذكر تقرير أصدرته مؤسسة بيزنس مونيتور انترناشيونال أن قطاع السياحة في الإمارات بدأت تظهر عليه علامات التعافي في عام2010, وذلك بعد أن تأثر سلبا بالتراجع العالمي في حركة السفر والسياحة عام2009, وتوقع التقرير أن يصل حجم انفاق دولة الإمارات علي السياحة من6.2 مليار دولار خلال العام الحالي إلي7 مليارات دولار في العام المقبل. هذا بشكل عام عن السياحة والسفر في دولة الإمارات, لكن ما حققته إمارة دبي بشكل خاص مهم للغاية, فقد حقق مطار دبي انجازا كبيرا خلال عام2010 حيث جاء في المركز الحادي عشر عالميا من حيث حركة المسافرين بعد أن كان في المركز الخامس عشر عام.2009 وذكرت مؤسسة أماديوس المتخصصة في مجال السياحة والسفر في تقرير لها أن مطارات منطقة الخليج خاصة دبي وأبوظبي والدوحة تتحول إلي مراكز إقليمية لحركة السفر بسبب وجود هذه المطارات في مركز حركة السفر العالمية بين الشرق والغرب. وبحسب تقرير أعدته مؤسسة إس تي آر جلوبال للأبحاث والاستشارات الفندقية, فإن فنادق دبي احتلت المركز الأول علي مستوي الشرق الأوسط من حيث متوسط الاشغال الفندقي خلال الأشهر التسعة الأولي من عام2010 وسجلت فنادق دبي اشغالات قدرها69% بزيادة8.3% مقارنة بنفس الفترة من عام 2009 النمو السياحي في دبي شمل كل قطاعات السياحة, خاصة السياحة البحرية, حيث بلغ معدل النمو في هذا القطاع30% خلال موسمي2009 و2010 في ضوء الخدمات والتسهيلات التي يقدمها, وقد اتخذت بعض الشركات العالمية المتخصصة في قطاع السياحة البحرية من دبي نقطة انطلاق لرحلات سياحية والاستفادة من الخدمات والتسهيلات المقدمة من دبي. هذا النمو في السياحة البحرية يتكرر في القطاعات الأخري للسياحة في دبي وهي أيضا تتواكب مع تطوير ونمو في مجالات عديدة بالإمارة وتساعد بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم السياحة وعلي سبيل المثال, تم في يوليو الماضي تدشين خدمة التاكسي المائي في دبي, وذلك في خطوة للحد من الازدحام المروري في مدينة هي الأكثر ازدحاما في الخليج. وفي الإطار نفسه لحل مشكلة المرور ودعم الاقتصاد والسياحة كانت دبي قد شهدت في2009/9/9 افتتاح مترو دبي وذلك بعد أن بلغ عدد السيارات التي تتحرك علي طرق دبي في نهاية2008 أكثر من مليون سيارة منها88% سيارات خاصة مما يعني سيارة لكل شخصين. أعود للبداية وأقول فعلا.. قد لا يجد الزائر لدبي اثرا مباشرا للأزمة.. لكنه سيسمع بالتأكيد أن الانفراجة قد بدأت خاصة في العقارات والسياحة. وأنه بعودة الاستقرار لسوق العقارات.. وبالسياحة ستعود إمارة دبي من جديد.
الأهرام المصري
http://www.ahram.org.eg/412/2011/01/14/30/58116.aspx
كنت سعيد جدا" وانا أقراء هذه الارقام في تقريرك
ولا يمكن ان اشك باقتصاد دبي في يوم من الايام
شكرا" لك استاذنا فتحي الشافعي