- إلى عاصمة بلا حدود
العيش فيها غير مكلف
برلين.. أسطورة مدينة مقسمة تحولت
إلى عاصمة بلا حدود
عند زيارة العاصمة الألمانية برلين ستجد نفسك في قلب مدينة مفعمة بالتاريخ والحداثة، وستبهرك المباني والمعالم السياحية بسحرها المعماري وبما تحمله من قصص ودروس صنعتها المراحل التاريخية الصعبة التي عاشتها المدينة. وعلى الرغم من أن ألمانيا بقيت مقسمة إلى حين سقوط جدار برلين في نوفمبر من العام ، إلا أن سقوط الجدار أثار الحيوية والحراك في كل مكان، لتتحول برلين من مدينة مقسمة ومحاصرة إلى عاصمة بلا حدود، يتدفق إليها باستمرار المزيد من الشباب من مختلف أنحاء العالم.
واليوم لا يختلف اثنان على أن برلين هي مدينة متعددة الثقافات، لأن تنوع الثقافات فيها يمكن ملاحظته على الأقل في بعض النواحي كالأسواق الأسبوعية التركية، محلات الحلاقة والمقاهي العربية والنرجيلة، الكنائس الأرثوذكسية اليونانية وروابط أندية كرة القدم التي تحمل أسماء مثل "اس ديه كرواتيا برلين" أو "إف كا مقدونيا برلين". وكما هو الحال في أماكن أخرى، يوجد هنا أيضاً المهاجرون وعائلاتهم. ولدى معظم المدن الألمانية الكبرى صورة مماثلة إلا أنها تبقى على نطاق أضيق.
وإلى جانب التنوع الثقافي الذي ينعكس على المحلات التجارية والنوادي وصالات العرض ويؤثر في الفن من رسم وكتابة ورقص وموسيقى، فإن هناك شيء آخر يميز برلين عن غيرها من المدن الألمانية والأوروبية هو أنها مدينة جذابة بالنسبة للمواهب الإبداعية من كافة أنحاء العالم والتي لا تشدها فقط القصة التاريخية الملهمة المسطرة على كل زاوية من زوايا المدينة، بل أيضاً ظروف المعيشة الملائمة التي يمكن أن تجدها في العاصمة الألمانية. فالعديد من الشقق والاستديوهات والمراسم والغرف والمحلات التجارية الشاغرة تتميز بسعرها المناسب، والتي لا يمكن للمرء أن يجدها في عواصم متل باريس وموسكو ولندن. فهنا يمكن عمل الكثير بإمكانيات قليلة.
ويبدو أن هذه المدينة المفعمة بالتاريخ والمعالم السياحية المتفردة، لم تتخلف عن الحداثة، بل إنها مسايرة لروح العصر وتحمل بين جنباتها كل ما يرمز للتجديد والحداثة. فآخر صيحات الموضة تخرج من برلين، وتتميز خطوط وتصاميم الأزياء الجديدة فيها بالأناقة. ويمثل ذلك بكل تأكيد عنصراً من عناصر الجذب السياحي، لاسيما بالنسبة لعشاق التسوق القادمين من كافة القارات. كما إن المعارض المختصة التي تحتضنها برلين في مجال الأزياء والموضة وما تعرضه من مجموعات جديدة بات يسلط أنظار العالم إليها، وبذلك تحولت برلين إلى مغناطيس يجتذب العديد من المصممين سواء الصغار منهم أو المشهورين عالمين، لاسيما وأنها تفتح ذراعيها دوماً لإبداعات جيل الشباب الذين يجدون فيها الفرصة والمأوى لعرض ابتكاراتهم. وهذا لم يعد غريباً على مدينة تشتهر بأنها العاصمة الأوروبية للابتكار والإبداع.
ومع التنوع الذي تتميز به خطوط الموضة في برلين فإن أماكن التسوق تتصف هي الأخرى بالزخم والتنوع ملبية مختلف الأذواق، حيث يمكن للمرء أن يجد فيها كل شيء، من الملابس التي يرتديها الناس في حياتهم اليومية في شوارع المدينة إلى الملابس العصرية والأزياء الأنيقة والمنتجات ذات المستوى الرفيع.
وتزخر برلين بالمحال التجارية ووالمجمعات الضخمة ومراكز التسوق التي تضم مجموعة واسعة من المتاجر، وفي هذا المجال يبرز شارع "كورفورستندام" الذي يطلق عليها اختصاراً "كودام"، وشارع "فريدريش شتراسه"، وساحة "بوتسدامر بلاتس" وساحة "ألكسندر بلاتس"، حيث تبهر هذه الأماكن مرتدايها بما تعرضه من منتجات وأزياء تحمل بصمات أشهر المصممين العالميين المبدعين بالإضافة إلى الاتجاهات العصرية والشبابية، وكل ما يتناسب مع جميع أفراد العائلة سواء من حيث تنوع أساليب التصاميم أو من حيث تنوع أسعارها، وهناك مجموعة كبيرة من المحال التجارية التي سيفرحك وجودها في وسط المدينة، لاسيما مع وجود أماكن رائعة وحيوية تقدم مزيجاً من المحال التجارية والمقاهي التي يمكن أن تقضي فيها أوقاتاً ممتعة في أجواء عصرية مريحة.
كما توفر برلين العديد من الأماكن والمرافق المفعمة بالحيوية والحياة، بدءاً من المطاعم ووصولاً إلى أماكن التسلية والترفيه والموسيقى. وفي الحقيقة فإن زوار هذه المدينة يحظون بالعديد من العروض والمزايا التي قد تفوق ما يسرفونه من مال، سواء أثناء الإقامة الفندقية أو من خلال شراء التذاكر الخاصة بالأحداث والفعاليات المهمة أو عند تناول وجبة طعام أو احتساء فنجان صغير من القهوة، بحيث يساهم كل ذلك في جعل زيارتها أو الإقامة فيها تجربة لا تنسى.
وتتميز العاصمة الألمانية برلين بمجموعة واسعة من خطوط المواصلات العامة كالقطارات والحافلات التي تتصف بالنظافة ودقة المواعيد. ويمكن للمرء الاستفادة من البطاقات الخاصة والتذاكر التي تسهل عملية التنقل بين أحياء المدينة، في الحصول على تخفيضات وخصومات مغرية عند زيارة المعالم السياحية والمتاحف والمنتزهات.
وفي الواقع فإن انفتاح برلين على العالم ساهم في إعطائها بعداً مهماً يمكن ملاحظتها في مساحتها الواسعة وفي مختلف أرجائها وشوارعها. فهي مدينة بمساحات مفتوحة، لا يمكن للمرء أن يشعر فيها بالضيق، بل إن طبيعة المدينة التي تنمو دوماً يجعل الفرصة قائمة دوماً لتنمية شخصيتها، لاسيما مع وجود هذا المزيج الثقافي فيها. وكما هي برلين منفتحة على العالم، هي أيضاً منفتحة على المستقبل وتتقدم باتجاهه بشكل آمن.
ومن سمات هذه المدينة التي تقدم لزوارها وضيوفها أجواء مفعمة بالإثارة، أنها تتصف بالمزج الفريد بين الحياة المدنية وحياة الواحات الهادئة. وبفضل توفر العديد من الحدائق والمنتزهات العامة والغابات الشاسعة المنتشرة في المدينة، يمكن للسياح وأهل المدينة أن يختاروا مكانهم المفضل من بين مجموعة من المناطق المثالية التي تمنح المرء فرصة ممارسة الرياضة والتسلية والترفيه بالإضافة إلى إمكانية الاسترخاء والتمتع بساعات من الراحة والهدوء.
وقد يتساءل البعض إن كانت هذه الغابات والحدائق والمنتزهات هي مصدر الخضرة الوحيد في المدينة، إلا أن كل من يزورها أو يعيش فيها سيعلم تماماً أن الوعي البيئي العالي لدى أهل العاصمة يعتبر عاملاً مهماً في الحفاظ على المناطق الخضراء فيها، فمسائل النظافة البيئية والمحافظة على مقومات الاستدامة وتعزيزها بشكل فردي وجماعي تعتبر جزءاً لا يتجزء من حياة المدينة في العاصمة الألمانية برلين وكافة المدن الألمانية الأخرى.
لمحه تعريفيه جميله عن برلين
شاكرين لج مجهودج
دمتم بخير