بالصورمهرجان الصحراء بدوز، تونس
تونسيون يلعبون "هوكي الرمال" في واحدة دوز التي تحتضن الدورة الثامنة والثلاثين لأحد اكبر المهرجانات بالبلاد
يستقطب المهرجان العديد من الفنانين والادباء والشعراء
يعد مهرجان دوز الذي بدأ عام 1910 اقدم مهرجان فى تونس، وكان يعرف بعيد الجمل ويقتصر على سباق المهاري
بدو يستعرضون مهاراتهم في ركوب الخيل
تعتبر دوز متحفا صحروايا لكونها حافظت على العادات والتقاليد الصحرواية
الشمس تغرب على شط الجريد في اليوم الثاني للمهرجان
قدرة المرازيق العجيبة
تراث واحة دوز التونسية يتحدى العولمة بنجاح
أهالي المدينة الصحراوية استطاعوا أن يتكيفوا مع طبيعة
المنطقة القاسية وأن يبنوا ثقافة وموروثا انسانيا أصيلا.
بضعة خيام منصوبة على أرض جرداء قاحلة.. مهاري تتسابق.. خبز المطبقة الشهي يطهى على الفرن التقليدي وشعراء شعبيون يتبارزون بالكلمة. تلك هي بعض المشاهد التي تبرز اصرار واحة دوز "بوابة الصحراء" التونسية على الصمود في وجه العولمة.أهالي مدينة دوز الصحراوية استطاعوا أن يتكيفوا مع طبيعة المنطقة القاسية وأن يبنوا ثقافة وموروثا انسانيا أصيلا.
ويسعى "المرازيق" أو قاطنو واحة دوز التي تبعد أكثر من 400 كيلومتر جنوبي العاصمة التونسية الى المحافظة على تقاليد الصحراء من فولكلور وغناء وطقوس ضاربة في التاريخ.
وللوهلة الاولى يلاحظ زائر هذه المنطقة افتخار واعتزاز سكانها بعاداتهم التي يعتبرونها رمزا للاصالة والصمود.
تقول مباركة وهي امرأة مسنة ترتدي اللحفة التقليدية المميزة والتي بدت منهمكة في اعداد خبز المطبقة تحت خيمة بسيطة "منذ صغري أعي جيدا أن حياتنا كانت بهذا الشكل وبهذه البساطة في الصحراء التي نحبها ونتحداها ونقتات منها."
وتضيف مباركة التي لا تعرف عمرها قائلة "لا نعرف غير البساطة والاصرار كي نكسب قوتنا اليومي بكل شرف."
لكن خبز المطبقة و"الملة" الذي يمثل مورد رزق مباركة الاساسي أصبح الوجبة المهداة لضيوف مدينة دوز خلال أيام مهرجان الصحراء الذي بدأ بالمنطقة بوم 25 كانون الاول ويختتم يوم الاربعاء.
ويعتبر مهرجان دوز الذي يستقطب اهتماما اعلاميا ضخما تجربة متميزة في البلاد حيث أنه عبارة عن صورة مصغرة لتاريخ المنطقة بكل خصوصياتها.
ومن أكثر العروض التي شدت اهتمام الاف الزوار والسياح خلال المهرجان تلك اللوحات التي قدمت في ساحة حنيش بدوز وجسمت تقاليد وتراث ربوع الصحراء مثل عراك الفحول والصيد بكلاب السلوقي والعرس التقليدي وسباق الخيول.
وقال فوزي بن حامد مدير الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان دوز للصحراء "فخر كبير أن تتحول واحة دوز الى قطب عالمي خلال هذه الايام لتعرض أمام العالم تقاليدنا العريقة بكل ثقة واعتزاز."
ويضيف "أصبحنا اليوم في ظل هذا الكون المعولم في حاجة أكيدة لتعزيز انتمائنا وتجذير هويتنا دون مكياج لان لا ماض له لا مستقبل له."
ودوز أو بوابة الصحراء التي مر بها عدد من القبائل العربية مثل قبيلة بني زيد وبني هلال تميزت بثقافة البدو الرحل الذين طبعوا المنطقة ببصمات واضحة لا تزال معالمها مرسومة حتى اليوم في الحاضر من شعر وحكي وغناء وفروسية وصبر.
ويقول عمر عبد الرحيم الذي يمتهن صناعة البلغة (النعال) التقليدية "ما تعلمناه من الصحراء هو الاصرار والتحدي والشجاعة وكسب الحياة بشرف وذلك يكفينا."
وأضاف عبد الرحيم الذي بدا منتشيا وهو يمارس مهنته تحت احدى الخيام المنتصبة "نحاول أن نكمل ما بناه أهالينا قبلنا. فنحن لا نعرف اليأس رغم قساوة الطبيعة التي نطوعها لخدمتنا لنفرض ذواتنا."
لكن الملفت للنظر في دوز هو قدرة الاهالي العجيبة على نظم الشعر الشعبي من وحي اللحظة.
وعلق ناصر أحد كبار عشيرة المرازيق على اختتام المهرجان قائلا بتأثر بالغ "المرازيق هذا نهاره هذا نهاره... رحلوا النصارى وقعدوا أهل الشجارة" في اشارة الى رحيل السياح عن دوز عند نهاية المهرجان.
أما الحاجة مريم فلم يدم صمتها أكثر من ثوان قليلة لتنطق مفتخرة بسكن الخيمة قائلة "الخير في بيت الشعر وأطنابه... ولاخير في بيت يزرزح بابه".
لكن الى جانب الشعر الشعبي تبرز كذلك ثقافة ونمط عيش السكان التقليدية من لباس وطبخ وحلي وأعراس تجمع بين التقاليد والطقوس الراسخة منذ القدم.
وتتحول دوز في نهاية كل عام الى قبلة مميزة لالاف الزوار والعديد من الشخصيات العالمية التي تحل بالجنوب التونسي للاستمتاع بمهرجان الصحراء أحد أبرز المحطات السياحية الصحراوية في البلاد.
وتسعى تونس التي تمثل فيها السياحة أول مصدر للعملة الاجنبية وثاني أكبر القطاعات تشغيلا بعد القطاع الزراعي الى مزيد من دعم سياحة الصحراء واستقطاب السياح من ذوي الدخول المرتفعة وعدم الاقتصار على أصحاب الدخول المتوسطة.