بافيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
ايطاليانو
29-01-2022 - 02:31 am
  1. بسم الله الرحمن الرحيم

  2. المغتربون والمستكشفون

  3. كان فى امكان كل واحد ان يجيب عن السؤال قائلا " الى الهلاك المحقق "


بسم الله الرحمن الرحيم

المغتربون والمستكشفون

وصل فى عام 1295 الى فينيتسيا ثلاثه رجال يدل مظهرهم على انهم غرباء أنهكهم طول السفر يرتدون الملابس الصوفيه الخشنه وقد أخذوا يشقون طريقهم الى دار أسره بولو او ( كابولو) وكان اثنان منهم فى سن متقدمه فى حين كان الثالث فى الاربعين من عمره وتجمع حولهم نفر من الناس الذين لفتت انظارهم اشكال الرجال الثلاثه غير المألوفه وما كانوا يدعونه انهم هم مافيو بولو - ونيقولا بولو - و ماركو ابن نيقولا
وكانت المدينه تعرف ان نفرا من ال بولو كانوا قد هجروا فينيتسي الى الصين منذ ربع قرن ساق عندما كان ماركو فى سن الخامسه عشر وانقطعت اخبار هؤلاء المسافرين عن اهلهم طيله هذه السنين فأعتقدوا انهم ماتوا.
وازداد الموقف تعقيدا عندما رفض الاقارب التعرف اليهم وخاصه لان هؤلاء الغرباء لا يتكلمون باللفه الفينيسيه واجاب الغرباء على هذه الملاحظه قائلين " ولكننا كنا فى الصين طيله هذه المده حيث لم نسمع كلمه واحده من لغتنا الاصليه "
واستمر الاقارب على ارتيابهم . وبطريقه ما وافق ال بوبو الفينيسيون على ادخال الغرباء الى بيوتهم زاقامه مأدبه عشاء يدعى اليها الاقارب والاصدقاء ليفصلوا فى حقيقه هؤلاء الاشخاص .
وفى يوم المأدبه امتلأت صاله الطعام بالمدعوين الذين ظلوا واقفين فى انتظار الجلوس حول المائده عندما يظهر الرجال الثلاثه . وأخيرا ظهر الغرباء من غرفه داخليه وحبس المدعوين انفاسهم فقد كان الغرباء الان فى ابهى صوره وبعد انتهاء العشاء وانصراف الخدم ترك ماركو بولو – اصغر الثلاثه سنا – المائده ثم احضر الملابس الرثه التى جاؤا بها وبسكين حاد اخذ يفك خياطات تلك الملابس واذا بالمائده تفرش بما تناثر عليها من احجار الياقوت والالماس والزمرد وغيرها من الاحجار الكريمه حتى أصبحت الغرفه تتلألأ بأضوائها كأنما اشعل بها جميع مشاعل العيد
ولم ينطق الضيوف بكلمه م فرط دهشتهم وكذلك كان حال الاقارب وعندما علودهم الكلام مره اخرى هللوا مرحبين بأبناء عمومتهم . او ليس هذا ماركو الصغير بعينه ؟ ومن غيره له هذه الطريقه فى تطويح رأسه ؟ وسينيور مافيو العجوز – ومن غيره له يمكنه ان ينطق بمثل هذه الكلمات الحكيمه التى تشبه الدرر بعد ان اخذ يسترد لغته الفينتسيه ؟ اما نيقولا الطيب ؟ فما كان اغباهم لعدم التعرف عليه من اول وهله من خصلات الشعر الاحمر هذه التى تتخلل الشعر الابيض فى لحيته ورأسه .
وامت المدينه كله للترحيب بهم وعين " مافيو" أكبرهم سنا فى وظيفه القاضى التى كانت تعتبر تشريفا كبيرا . ووطد نيقولا وابنه ماركو نفسيهما على ان يكونا مواطنين مخلصين زجاء اهالى المدين لزياره ماركو لكى يستمعوا الى قصصه التى يرويها عن البلاد .
الخرافيه التى رآها وعن مغامراته وكان يقضى الساعات كل مره يصف عظمه مولاه " كوبلاى – خان " ومدينته العجيبه " بكين "
وقد روى روى قصصا اخرى عن الصين ووصف حضاره غنيه فى الفنون والشعر والعماره ومع ذلك فقد كانت شهره اهالى الصين اكثر بما كانوا لا يملكون عما كانت بما يملكون فلم يكن عندهم حملات صليبيه وفى القرون السابقه جاء رسل الاسلام الى الصين واصغى اليهم الخان الحاكم بكل احترام كما اصغى الى الرهبان المسيحيين وامر الخان بترجمه القرآن الكريم الى لغه بلاده كما امر بترجمه كتاب المسيحيين المقدس وسمح لهم بأن يقيموا مساجدهم وكنائسسهم وامرهم ان يعيشوا فى سلام
وقال ايضا ماركو بولو انه يريد العوده الى هناك ولك القدر لم يمهله.. إذ انغمرت فينتسيا فجأه فى الحرب مره اخرى مع دوله من جاراتها عام 1289 ووقع فى الاسر فى موقعه " كورزولا" وظل فى الاسر حتى عام 1323 وفى اثناء اسره كان يحكى هذه القصص على اسير من زملائه يدعى " روستيكيانو دى بيزا " الذى قام بتدوينها كتابة وبعد وفاه ماركو بولو اخذ الناس يقرأون الكتاب الساحر الخلاب بنفس اللذه التى كانوا يستمتعوا بها عند سماعهم الاساطير التى تتحدث عن " شرلمان " و " الملك ارثر" وتحققت الاجيال التاليه فيما بعد وعلى ضوء المعلومات الوفيرهكان ماركو بولو يقرر الحقيقه .
رجل واحد نظر الى " ماركو بولو" نظره جديه وكان هذا الرجل هو " كريستوفر كولومبس " وفى فتره بين وفاه ماركو بولو وبين حلم كولومبس بكشف طريق جديد الى الشرق كان الكثير من المعلومات قد عرف عن قاره اسيا التى كان ماركو بولو اول من اخترقها من الاوروبين
ولد كولومبس فة جنوا او بالقرب منها وقد جاء من عائله من نساجى الصوف ولكنه هو نفسه خرج الى البحر وهو فى سن الرابعه عشر كالكثير من شبان هذه المدينه ويمكن للمرء ان يتصور صبيا يسير فى الشارع المعروف الان بأسم " فيكودى مورسنتو " حيث كان لبت ابوه وتقوده ساقاه الى الميناء حيث توجد مدينه اخرى ذات مناثر تظهر كأنها صاعده من الماء ولعله سار الى نهايه الارض التى تقسم الميناء ليسرح النظر عبر ذلك المنبسط من الماء الذى يؤدى الى ....... ماذا ؟

كان فى امكان كل واحد ان يجيب عن السؤال قائلا " الى الهلاك المحقق "

وفى وقت ما من ايام شبابهدرس فى جامعه " بافيا" وقد دبر امور على ان يحصل على كل معلومات عن الفلك والجغرافيا والملاحه وفى الثلاثين من عمره تزوج " فليبا دى بريسترلو " وكان زواجا موفقا اذ ان حماه كان قبطانا فى خدمه المير هنرى الملاح وكان يمتلك اكبر وادق مجموعه من الخرائط فى الدوله وقد عكف كولومبس على دراستها بشغف ... ومنذ قرون ذكر ارسطو الفيلسوف اليونانى على ان الارض كرويه ولها قطبين
وكان كولومبس اصيلا فى انه اراد ان يضع هذه النظيه موضع التجربه العمليه فإذا كان الرض كرويه فعلا ففى امكانه ان يجد طريقا الى اسيا بالابحار غربا عبى المحيط الاطلنطى
ودهش الناس الذين افضى اليهم بخطته وقالوا فى عجب " ماذا؟ كيف يمكنك ان تصل الى الشرق بأبحارك الى الغرب ؟ انك لمجنون "
وفى امل الحصول على مراكب ورجال تحدث كولومبس مع الملك " جون الثانى " وقد وعد الملك بجميع ثروات اسيا مقابل رعايته واهتم الملك بالفكره وسأل الملك العالم الفلكى والجغرافى الشهير توسكانللى وقد اتفق الجغرافى فى الرأى مع كولومبس . عند ذلك قام الملك بإرسال حمله م البرتغاليين سرا للبحث عن الثروه لنفسه الا ان البحاره الذين لم يسبق لهم الابحار لمسافات بعيده اصابهم الخوف وثاروا وأجبروا القبطان على إعادتهم الى بلادهم
ولما علم كولومبس بخيانه الملك جون رحل من البرتغال الى اسبانيا ومعه ابنه الصغير " سان ديجو " اذ ان زوجته قد توفيت وفى ذلك الوقت كان الملك فيرديناند والملكه ايزبيللا مشغولين فى حرب صليبيه شعواء ضد المسلمين الاندلسيين لاخراجهم من اخر معاقلهم فى غرناطه وكانوا يصرفون على هذه الحرب من اموالهم الحاصه والت كلفتهم اموال كثيره جدا ولذلك عندما عرض عليهم كولومبس عليهما مشروعه مقدما لهم كنوز الشرق ولكنهم اجابوه بعدم امكانهما مساعدته فى ذلك الوقت ولكنهما موافقان على مشروعه ومرت خمس سنين على ذلك وهو منتظر الموافقه النهائيه واخيرا وهو فى حاله يأس صمم على ايفاد اخيه " بارتلوميو" الى انجلترا لمحاوله اثاره اهتمام ملكها " هنرى السابع"
وفى اثناء ذلك سقطت غرناطه فى ايدى الاسبان ... واخيرا وافقا الملكين على قيام الرحله ويقال ان الملكه ايزابيللا كانت اشد اهتماما من الملك بهذا المشروع وقد رهنت جواهرها للحصول على المال اللازم لحمله كولومبس كذلك اهتم اثرياء اسبانيا بهذه المغامره وبناء على ذلك وفى يوم الجمعه الثالث من اغسطس عام 1942 كان كولومبس مستعدا للابحار الى المياه المجهوله ومعه 88 بحارا بعضهم من المجرمين الذين صدر العفو عنهم
ولم يخل الميناء من بعض الشغب . إذ ان الجماهير اخذت تصرخ قائله " المجنون المجنون" وهى نفس الصيحات التى كان كولومبس يقابل بها اينما سار
وابحر الى المحيط بثلاث سفن صغيره تدعو حالتها الى العطف والمسماه " نيتا" و " بنتا" و " سانتا ماريا " زلكن كان مقدرا لها ان تصنع التاريخ
وفى اليوم الحادى عشر من اكتوبر اصطاد البحاره من مياه المحيط قطعه من الغاب وعصا عليها اثر نقوش وايفنوا عندها انهم قريبون من ارض لابد وان تكون مسكونه
وفى هذه الليله وعد كولومبس بأن يهب حله حريريه لاول من يبشر برؤيه الارض
وفى الساعه الثانيه من صباح يوم 12 من شهر اكتوير صاح البحار " رودريجو دى تريانا " من السفينه نيتا مهللا " الارض.. الارض"
وفى ذلك الصباح شاهد كولومبس وبحارته شروق الشمس على جزيره من اجمل الجزر التى شاهدتها الاعين واخذ سكان الجزيره يظهرون تدريجيا من خلف الاعشاب الكثيفه التى كانوا يتطلعون منها الى الغرباء
وكان كولومبس مرتديا ثيابه الرسميه عند نزوله الى الارض كما كان يحمل بيده العلم الملكى الاسبانى وبكل خشوع اعلن ملكيه الاض للعرش الاسبانى واطلق عليها اسم " سان سلفادور " وكان يعتقد ان وصل الى اليابان التى تحدث عنها ماركو بولو من قبل والواقع انه كان قد كشف دنيا جديده
ومع انه قام بثلاث رحلات اخرى فإنه لم يعلم ابدا حقيقه كشفه بل ظل يؤمل الى النهايه ان يعثر على الكنوز الى وعد بها ملك اسبانيا ولم تكن نهايته سعيده ففى اخر رحله له وقع فى الخزى عمدا بسبب سوء نيه الحاكم " بوبا ديلا " الذى كان الملك والملكه قد ارسلاه ليحل محل كزلزمبس واعاده بوبا ديلا الى اسبانيا مكبلا بالحديد واراد قبطان السفينه ان يفك قيوده ولك كولومبس لم يسمح له بذلك ويروى عنه ابنه انه حتى يوم وفاته والى وقت طويل بعد محاوله الملك والملكه ان يصححا الخطأ الذى ارتكباه نحوه . اختفظ كولومبس بالسلاسل معلقه بغرفته لكى يراها بعينيه دائما
ومن سخريه القدر انه بعدعام واحد كان احد الاساتذه الالمان ويدعى " والدزى موللر" يخرج جغرافيه حديثه واراد تسميتها وغى هذه الاثناء كان ملاح ايطالى اخر يدعى " امريجو فيسبوتشى " قد كتب كتابا ادعى انه هو الذى كشف ما يسمى الان امريكا الجنوبيه ولم يهتم الاستاذ موللر على العكس من زملائه فى المهنه بتحقيق هذا الادعاء وفى غمره من الحماسه اقترح ان تسمى الدنيا الجديد باسم " امريجو فيسبوتشى " وهكذا سميت
وكان كولومبس مثالا ( جعل حتى الخياطين يتحولون ملاحين ) وكان الايطالييون يطلبون تعضيد الدول الاخرى لان ايطاليا نفسها لم تكن ذات غنى كاف لتمويل مثل تلك البعثات .
مثال ذلك ان " جيوفانى كابوتى " وابنه التحقا بخدمه انجلترا و " جيوفانى دى فرازانو " الذى كشف خايج سانت لورانس كانت فرنسا هى التى تموله ولكنهم جميعا كانوا ابناء شجعانا يستحقون التقدير للبلد الذى كان له فى شواطئه الخياليه اغراء البحر ومغامراته – ايطاليا - .


التعليقات (1)
lylah
lylah
قصة رائعه
الله يعطيك العافيه


خصم يصل إلى 25%