استبعد باحث فرنسي فى علم المصريات أن يكون ملوك الفراعنة في مصر القديمة قد استعانوا بعبيد او فرضوا سياسة السخرة في تشييد الاهرامات والمعابد أو أي منشات اخرى .. مشيرا الى أن الفراعنة كانت تحكمهم ضوابط قانونية لحماية العمال وتجمعهم رابطة أقرب الى النقابات المهنية الحالية.
جاء ذلك فى كتاب للباحث الفرنسي روبير جاك تيبو بعنوان موسوعة الاساطير والرموز الفرعونية وقامت بترجمته الكاتبة المصرية فاطمة عبد الله محمود ضمن سلسلة المشروع القومي للترجمة عن المجلس الاعلى للثقافة .
وأشار المؤلف الفرنسي الى أنه على عكس تلك الاراء والأفكار الغربية المغلوطة التي سادت وانتشرت منذ قرون ربما للاقلال من شأن الحضارة المصرية لم تستعن مصر الفرعونية أبدا بعبيد في بناء معابدها أو منشاتها الملكية خاصة الاهرام الثلاثة التى تعد أشهر ما تركه الفراعنة من منشات ولاتزال تشكل ما يشبه الاعجاز في فن العمارة .
وقال تيبو - وهو من علماء المصريات أن من بين تعريفات الهرم أنه بيت الاله .. نافيا أن يكون الهدف من بناء أهرام الجيزة الثلاثة هو تمجيد أو تعظيم ملك ما أو مملكة كبرى ، بل هي أنشودة أو ترنيمة ما تجسد فوق الارض مقدرة وروعة الاله خالق الكون بل هي تمجيد واجلال للحياة والمعرفة التي يوفرها هذا الاله على حد قوله .
وكان الاعلام الامريكي والغربي بشكل عام بالاضافة الى بعض الافلام السينمائية الاجنبية قد زعمت أن بناة الاهرام كان بواسطة تسخير العبيد في بنائها ومن أبرز هذه النماذج الفيلم الامريكى الوصايا العشر الذي أخرجه لاول مرة عام 1923 المخرج الامريكي سيسل دي ميل ، ثم أعاد تقديمه عام 1956 وزعم خلاله أن رمسيس الثاني فرعون الخروج ! .
في حين يرجع علماء الاثار بناء الاهرام الى الدولة القديمة وتحديدا الى الاسرة الفرعونية الرابعة ومن ملوكها خوفو وخفرع ومنكاورع ، أما رمسيس الثاني الذي ينتمي الى الدولة الفرعونية الحديثة فيعد ثالث ملوك الاسرة التاسعة عشرة .
وشدد تيبو في موسوعته على أن مصر القديمة بالاحرى كانت تستعين بعمال على أعلى كفاءة يكونون ما يشبه الرابطة العمالية التي لا تختلف كثيرا عن النقابات الحالية وكانوا يخضعون لنظم وقواعد صارمة فيما يتعلق بالنظام والانضباط وبالتالي حال ذلك دون ممارسة أية ضغوط أو ظلم على المهنيين أو العمال الذين كانوا يحظون بالرعاية من خلال العديد من البنود القانونية لحمايتهم من التعسف وسوء استغلال السلطة .
وأشار الى وجود لوحة يوجه فيها رمسيس الثاني كلامه للعمال والحرفيين تبدو أجمل تعبيرا وتوضيحا عن الاحترام والاعتبار الذي كان يوليه الفرعون للعمال حيث وصفهم بالمقاتلون الابطال الذين لا يعرفون الكلل أو التعب .
وأشار المؤلف الى اكتشاف حوالي مائة مقبرة عام 1987 وهي خاصة بالعمال الذين ساهموا في بناء هرم خفرع ، ويدل الاسلوب الذي نظمت هذه المقابر من خلاله على المكانة المرموقة التي كان ينعم بها هؤلاء العمال البناؤون بجوار الفرعون الملك
منقول