- وأخيراً ..
- منع التدخين لدينا ولديهم
- يا فرحة ما تمت ..
اليوم عاد وسيعود معظم من سافر لقضاء الإجازة في الخارج .. ولن يبقى للأسبوع القادم إلا من لم يرتب حجوزات سفره مبكراً معتمداً على الواسطة .. محرجا لكل من يعرفهم ومن لا يعرفهم .. مع أنه بإمكانه أن يكون منظماً .. كجميع سكان الكرة الأرضية (ما عدا بعض العرب) الذين على دين حكوماتهم لا يخططون للمدى البعيد ولا ينظرون إلا لمواضع أقدامهم فقط!!
وعلى ذكر العرب والسياحة .. أسجل هنا انطباعاتي بعد إجازة قصيرة قضيتها في لندن التي تدعى "مدينة الضباب" ولكني لم أر إلا الشمس التي نهرب منها .. وهم هناك يحبونها حبا جما .. وأول تلك الانطباعات أن نوعا جديدا من أنواع السياحة قد ظهر بعد السياحة الدينية والسياحة العلاجية والسياحة التاريخية وهو "سياحة التفاخر والمظاهر"، وهذا النوع الجديد يسجل بامتياز للعرب الذين لا يسافر معظمهم إلى البلاد البعيدة بتكاليف باهظة لزيارة المتاحف أو الأماكن التاريخية أو المكتبات .. أو حتى الاستمتاع بالطبيعية والجو الجميل .. وإنما فقط ليقال إنه سافر إلى لندن أو باريس .. ولذا ترى بعضهم يحشر أسرته في مسكن غير مناسب وبرضاهم وهم الذين كانوا لا يرضون بالقصور بديلا .. ثم ينطلق الجميع للأسواق يشترون الملابس بأغلى الأثمان مع أن الماركة نفسها موجودة في أسواقنا بقيمة تقل بقيمة الضرائب المفروضة عليهم هناك وهي نحو 30 في المائة، والمهم أن يقال إنها من الخارج كما كان الإخوة في مصر يقولون عن بضاعة شارع الشواربي المستوردة "كله بتاع برا".
ويقضي معظم العرب وقتهم في شوارع معينة ينحرون الوقت جيئة وذهابا يتحدثون مع بعضهم ولا يتعرفون على ثقافة الشعوب الأخرى وحتى نظام الأكل لا يتغير للاستفادة من ذلك في تخفيف الأجسام المترهلة فالفول والطعمية والكبسة وربما "المثلوثة" تلاحقهم في كل مكان، وتبقى فائدة واحدة لسفر الأسر إلى الخارج وهي رياضة المشي التي يمكن ممارستها في المدن التي يقيمون فيها، لكنها هناك لها طعم خاص، لكنها أيضا تأتي تحت عنوان المظاهر والتفاخر فقد تتحدث إحداهن أنها رأت "فلانة" تتمشى في الهايد بارك أو الشانزيلزيه وهذا يكفي فخرا.
وأخيراً ..
كفى مظاهر وتفاخرا فهذه العادة الوافدة إلى مجتمعنا الخليجي عامة والسعودي خاصة مدمرة فكم من شخص مستور الحال طوّقته الديون وأدت إلى طلاق زوجته المفتونة بالمظاهر، وكم من عانس لم تجد من يتقدم لخطبتها لأنها تعودت السفر مع أهلها على الدرجة الأولى والسكن في أغلى الفنادق ولن تقبل بأقل من ذلك.
منع التدخين لدينا ولديهم
طبق في بريطانيا بكل حزم قرار منع التدخين في الأماكن المغلقة ولذا تجد خارج المطاعم والمحال والمكاتب من يقف ليدخن سيجارته ويفكر جديا في ترك التدخين ما دام سيتحمل هذه المشقة ويحس أنه منبوذ ولا نجد إطلاقا من يحاول إيجاد الوسائل والمبررات للتحايل على القرار، فالكل يحترم القوانين والأنظمة بينما تجد في مطاراتنا مثلا لوحة كتب عليها "ممنوع التدخين" وتحتها تماما يتربع شخص يدخن سيجارته بكل ارتياح.
يا فرحة ما تمت ..
في أحد شوارع لندن أطلق أحدهم بوق سيارته بشكل متواصل للحافلة التي أمامه لكي تتحرك بسرعة أكبر .. ونظرنا جميعا باستغراب وفرح في الوقت نفسه .. لأن الإنجليز أصبحوا مثلنا يطلقون أبواق سياراتهم بسبب ودون سبب .. ولكن الفرحة لم تتم لأن مطلق البوق كان خليجيا وعلى سيارته لوحة خليجية بأرقام مميزة.
من صحيفة الأقتصادية للكاتب علي الشدي
.
تفاخر ارعن