عثرت مجموعة من العمال على صندوق مملوء ب 96 مخطوطة باللغتين العربية والعثمانية بينما كانوا يقومون بأعمال حفر في الحرم الجامعي لجامعة "معمار سنان" بحيّ "فيندقلي" الواقع في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول.
وقد اكتشف الخبراء أن هذه المجموعة من المخطوطات تعود إلى آخر الخطاطين العثمانيين المهرة والتي فُقدت قبل 14 عامًا، وأن تاريخها يرجع إلى عام 1938، حيث خطها كلٌ من "نجم الدين أوقياي" و"بكتاشلي حاجي نوري قورمان" و"مجيد ايرال" و"إسماعيل حقي آلتونبزر".
وقد شرع وزير التعليم في تلك الحقبة "حسن علي يوجل" في تطبيق إجراء خاص يشمل آخر أساتذة الخط العثماني، بحيث كانت الحكومة تشتري مخطوطة مكتوبة بالعربية أو العثمانية من كل خطاط شهريًا مقابل منحه معاشًا للتقاعد.
وقد استمر هذا الإجراء حتى عام 1960 لتمنح بعدها المخطوطات الأثرية لإدارة جامعة معمار سنان للفنون الجميلة للاحتفاظ بها، إلا أن الكثير من المخطوطات ضاعت أثناء قيام بعض العاملين في الجامعة بالتنظيف في مكتب العميد المتقاعد "كريم سيليفريلي" الذي حزن كثيرًا لفقدان المخطوطات الأثرية وأصيب بالشلل وتوفي إثر ذلك عام 2007.
من ناحيته، قال الخبير في مجال والمخطوطات البروفيسور "أوغور درمان" إن الحالة العامة للمخطوطات تعتبر ممتازة للغاية ولا تحتاج إلى أي مجهود لإعادتها إلى طبيعتها باستثناء البعض الذي اعترتها التجعيدات.
وتابع كلامه بالإشارة إلى القيمة الكبيرة المادية والمعنوية التي تتميز بها الآثار التاريخية لآخر أساتذة الخط العثماني، موضحًا أن غالبية المخطوطات عبارة عن آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأشعار باللغة العثمانية مكتوبة بخطين الثلث والتعليق.