- العاصمة.. والمطار الذي تقادم عليه الزمن!!
- بقلم / يوسف الكويليت
العاصمة.. والمطار الذي تقادم عليه الزمن!!
بقلم / يوسف الكويليت
في الطفرةالأولى تم إنشاء مطار الرياض الجديد، وكان بالفعل يسد احتياجات تلك المرحلة، ثم إن التصميم والتنفيذ كانا في غاية البساطة والروعة قياساً للمطارات التي أنشئت في المدن الأخرى، غير أن المدينة التي تستقبل آلاف العائلات التي تهاجر إليها لظروف تعليمية، أو اقتصادية، أو وظيفية، وأيضاً العمالة الأجنبية بمختلف جنسياتها التي تبحث عن فرص العمل وسد الاحتياجات في العديد من المهن إلى جانب مضاعفات المواليد من القاطنين في هذه العاصمة التي تعد الأكبر في اتساع مساحاتها ونموها، صار المطار لا يتناسب مع حركتها المتسارعة، ووسائل السفر التي تجعل من هذا المنفذ ضرورة حيوية لرجال الأعمال والمستثمرين والمتعاملين مع سوق واحتياجات هائلة..
هناك مناظر غير مقبولة عندما تجد طوابير المسافرين بأغراضهم وأحمالهم وهي تسد الممرات والأبواب، وأخرى أمام مسافري الداخل، وعمالة تفترش الأرض، ومعدات وكراسي لم تعد تليق بعاصمة أغنى وأهم دولة في المنطقة، ثم إن الصالات المغلقة منذ إنشاء المطار وحتى اليوم لا يعرف أحد كيف يقرأ أسرار هذا التعطيل غير المبرر، لأنه لا يوجد عيب هندسي طالما هي ضمن المنشأة العامة، وإذا ما فسرنا سرعة الإنجازات وكفاءات العاملين في قطاعات الخدمات المختلفة، والأساليب الإدارية، وحصة كل موظف من المراجعين والركاب، وضيق الصالات لما قبل وبعد إقلاع الطائرات وهبوطها، فإن ذلك يضعنا أمام واقع يستدعي التحرك السريع، ليس من أجل مظاهر عامة، وإنما لفهم أن هذه المنشآت هي الواجهات الحضارية التي تقوم عليها مفاتيح المدن وسر تقدمها، والتي لم تعد تتكافأ مع هذه العاصمة..
فالرياض وهي العاصمة الشابة سريعة التطور والنمو، والتي لا تقاس بدول الجوار الخليجية وحتى المدن العربية الأخرى، قياساً لإمكانات المملكة الاقتصادية وتحولاتها الاجتماعية وتناميها المتسارع، لا يجب أن تبقى على مطار لم يعد يفي بتلك الاحتياجات، ولا يتماشى مع إيقاع حركتها..
وإذا كان هناك من طريق للتطوير يراعي مراحل النمو للسنوات القادمة، فإن العمل على تشييد مطار دولي آخر بمواصفات المدينة الراكضة، وتحويل المطار الحالي للرحلات الداخلية، والتي بدورها تنمو بنفس الدرجات هو الخيار الأفضل، ثم إن هذه القطاعات من الخدمات لم تعد خاسرة في دول العالم كله، سواء جاء الاستثمار من الداخل أو الخارج، والمملكة التي لديها قاعدة اقتصادية وصناعية تستدعي استضافة، الملايين كل عام وتوديع آخرين من منافذها المركزية، وخارج مواسم الحج وسفريات الإجازات والصيف، فإدراك الحالة الراهنة، يفرض أن نفكر، وبسرعة كبيرة، كيف نتخلص من أعباء السفر الذي أصبح قيمة اقتصادية تكمل منشآت أي مدينة تتطلع لأن تكون رقماً في التنمية المستدامة، ونضع قطاع الخدمات بنفس الدورة المطلوب تطويرها..
وإذا كان العالم كله في حالة سفر وتواصل تبعاً لعولمة كل شيء، وبسبب الانفتاح الذي ألغى العديد من العوائق بما فيها وثائق السفر في بلدان تجمعها اتحادات أو وحدات، وكما يجري الآن في معاملات مجلس التعاون الخليجي، فمن المنطقي، إن لم يكن من الضروري، أن نشهد ميلاد مطار آخر في الرياض، وكل المدن ذات النمو السريع في بلدنا، حتى نقف مع التطور بمعناه الشامل لا المحدود، وأعتقد أن التفكير جدياً بإدراك هذا النقص يحملنا المسؤولية الأكبر بضرورة قراءة هذا الواقع وفهمه ثم إدراك ما تفرضه علينا الظروف الراهنة والقادمة..
كلمة الرياض
العاصمة.. والمطار الذي تقادم عليه الزمن!!
يوسف الكويليت
في الطفرةالأولى تم إنشاء مطار الرياض الجديد، وكان بالفعل يسد احتياجات تلك المرحلة، ثم إن التصميم والتنفيذ كانا في غاية البساطة والروعة قياساً للمطارات التي أنشئت في المدن الأخرى، غير أن المدينة التي تستقبل آلاف العائلات التي تهاجر إليها لظروف تعليمية، أو اقتصادية، أو وظيفية، وأيضاً العمالة الأجنبية بمختلف جنسياتها التي تبحث عن فرص العمل وسد الاحتياجات في العديد من المهن إلى جانب مضاعفات المواليد من القاطنين في هذه العاصمة التي تعد الأكبر في اتساع مساحاتها ونموها، صار المطار لا يتناسب مع حركتها المتسارعة، ووسائل السفر التي تجعل من هذا المنفذ ضرورة حيوية لرجال الأعمال والمستثمرين والمتعاملين مع سوق واحتياجات هائلة..هناك مناظر غير مقبولة عندما تجد طوابير المسافرين بأغراضهم وأحمالهم وهي تسد الممرات والأبواب، وأخرى أمام مسافري الداخل، وعمالة تفترش الأرض، ومعدات وكراسي لم تعد تليق بعاصمة أغنى وأهم دولة في المنطقة، ثم إن الصالات المغلقة منذ إنشاء المطار وحتى اليوم لا يعرف أحد كيف يقرأ أسرار هذا التعطيل غير المبرر، لأنه لا يوجد عيب هندسي طالما هي ضمن المنشأة العامة، وإذا ما فسرنا سرعة الإنجازات وكفاءات العاملين في قطاعات الخدمات المختلفة، والأساليب الإدارية، وحصة كل موظف من المراجعين والركاب، وضيق الصالات لما قبل وبعد إقلاع الطائرات وهبوطها، فإن ذلك يضعنا أمام واقع يستدعي التحرك السريع، ليس من أجل مظاهر عامة، وإنما لفهم أن هذه المنشآت هي الواجهات الحضارية التي تقوم عليها مفاتيح المدن وسر تقدمها، والتي لم تعد تتكافأ مع هذه العاصمة..
فالرياض وهي العاصمة الشابة سريعة التطور والنمو، والتي لا تقاس بدول الجوار الخليجية وحتى المدن العربية الأخرى، قياساً لإمكانات المملكة الاقتصادية وتحولاتها الاجتماعية وتناميها المتسارع، لا يجب أن تبقى على مطار لم يعد يفي بتلك الاحتياجات، ولا يتماشى مع إيقاع حركتها..
وإذا كان هناك من طريق للتطوير يراعي مراحل النمو للسنوات القادمة، فإن العمل على تشييد مطار دولي آخر بمواصفات المدينة الراكضة، وتحويل المطار الحالي للرحلات الداخلية، والتي بدورها تنمو بنفس الدرجات هو الخيار الأفضل، ثم إن هذه القطاعات من الخدمات لم تعد خاسرة في دول العالم كله، سواء جاء الاستثمار من الداخل أو الخارج، والمملكة التي لديها قاعدة اقتصادية وصناعية تستدعي استضافة، الملايين كل عام وتوديع آخرين من منافذها المركزية، وخارج مواسم الحج وسفريات الإجازات والصيف، فإدراك الحالة الراهنة، يفرض أن نفكر، وبسرعة كبيرة، كيف نتخلص من أعباء السفر الذي أصبح قيمة اقتصادية تكمل منشآت أي مدينة تتطلع لأن تكون رقماً في التنمية المستدامة، ونضع قطاع الخدمات بنفس الدورة المطلوب تطويرها..
وإذا كان العالم كله في حالة سفر وتواصل تبعاً لعولمة كل شيء، وبسبب الانفتاح الذي ألغى العديد من العوائق بما فيها وثائق السفر في بلدان تجمعها اتحادات أو وحدات، وكما يجري الآن في معاملات مجلس التعاون الخليجي، فمن المنطقي، إن لم يكن من الضروري، أن نشهد ميلاد مطار آخر في الرياض، وكل المدن ذات النمو السريع في بلدنا، حتى نقف مع التطور بمعناه الشامل لا المحدود، وأعتقد أن التفكير جدياً بإدراك هذا النقص يحملنا المسؤولية الأكبر بضرورة قراءة هذا الواقع وفهمه ثم إدراك ما تفرضه علينا الظروف الراهنة والقادمة..
جريدة الرياض : العاصمة.. والمطار الذي تقادم عليه الزمن!! http://www.alriyadh.com/2008/08/24article369428.html
تحياتي أبن الرياض