data_travel/data/500/ADEL.JPGيوما بعد يوم تزداد أهمية العناية بالقطاع السياحي في تونس وبكل فروعه ومجالاته وذلك نظرا للقيمة التي يحظى بها في النهوض بالاقتصاد الوطني وتوفير المدخرات من العملة الأجنبية. وكذلك نظرا لأنه قطاع حساس تواجهه تحديات المنافسة الخارجية ورهانات تأهيله وتجديد مرافقه باستمرار. وتونس باعتبارها بلدا يمتاز بطبيعة صحراوية في جنوبها تشهد هذه الأيام سياحتها الصحراوية إقبالا متزايدا. كما يسعى الساهرون على القطاع السياحي، من جهتهم، على تنمية هذا النوع من السياحة باعتبار قيمته الاقتصادية والحضارية.
أن ما يميّز المنتوج السياحي التونسي هو تنوعه وهذا ما تعمل سلطة الإشراف في تونس على مزيد إثرائه بمكونات أخرى من بينها سياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية والسياحة الاستشفائية خاصة بعد أن أصبحت تونس الوجهة الثانية دوليا في هذا المجال.
والسياحة الصحراوية في تونس تحتل مكانة هامة لكونها المنتوج الذي يميّز البلاد عن غيرها من الوجهات السياحية العالمية.
وفي تونس وقع الاهتمام بالسياحة الصحراوية ، ولا يزال، إذ تم مثلا تنظيم احتفالات باليوم الوطني للسياحة الصحراوية في شهر نوفمبر من كل سنة.
وفي المدة الأخيرة تم تنظيم ندوة بتوزر حول تنمية القطاع السياحي بمشاركة المؤسسات البنكية في ولايات الجنوب الغربي لدرس سبل تطوير هذا القطاع.
وقد تم بالمناسبة الدعوة إلى تحسين خدمات النزل من فئة نجمة ونجمتين بالجنوب لاستقبال السياح والى مزيد دعم النقل الجوي بالجنوب الغربي بربط مطار توزر نفطة الدولي بمطارات أوروبية وإضفاء مرونة في منح القروض البنكية للاستثمار في القطاع السياحي.
كل هذا من أجل تنمية القطاع السياحي الصحراوي الذي شهد في حقيقة الأمر نهضة تجسمها الأرقام، فقد بلغت الوحدات الفندقية 77 نزلا تضم 10882 سريرا إلى جانب 12 مطعما و 14 مركز تنشيط سياحي وستة متاحف ومنتوج طبيعي وحضاري ثري.
ولكن هذه النهضة لن تكتمل إلا بالمداومة على العناية بهذا المجال ودعم هذا النشاط السياحي وجعله وجهة مستقلة ترويجا واستثمارا وذلك من خلال مثلا التأهيل اللامادي للمؤسسات الفندقية والعناية بالواحة وتعبيد المسالك وإدخال بعض المرافق حتى يصبح الجنوب التونسي وجهة سياحية مميزة.
وفي هذا المجال دعا وزير السياحة خلال ندوة تنمية قطاع السياحة الصحراوية إلى الاهتمام أكثر بمنتوج الواحات الجبلية بتمغزة والشبيكة وميداس لتصبح من المكونات الأساسية للسياحة الصحراوية فضلا عن إحياء منطقة الجنوب الشرقي التونسي.
كما يتم في الوقت الحالي انشاء ملعب للصولجان وفضاء سياحي خاص «شاق واق» يحتوي على مجسدات تاريخ الانسان والأديان عبر مختلف الحقبات التاريخية.
إن السياحة الصحراوية قد تركزت في تونس منذ مدة لكنها لا يمكن أن تلعب دورا هاما في تحريك عجلة القطاع السياحي بصفة خاصة والاقتصاد الوطني بصفة عامة متى لم يتم العناية بها والاستمرار في تنميتها وتنويع منتوجها.
فتونس ليست البلد الوحيد الذي يمتاز بصحراء ولكنها ستكون البلد الوحيد الذي يتفوق بسياحته الصحراوية متى واظبت على العناية بهذا المجال وأهلته باستمرار.