- قصبة "تيزروين" كأنها عقد من العقيق
- 0درهم - 30 دولار - لمغارة السرير الواحد مع وجبتي الفطور والعشاء
- برنامج الاقامة يبدأ باستقبال فولكلوري
ورزازات مدينة الفن السابع
في هذه المدينة العتيقة يغوص السائح بين قصبات الجنوب وواحات النخيل وكثبان الرمال والوديان الجافة وقصر بن هادو من اشهر تلك المعالم في جنوب المغرب.
وفي تلك الاماكن تم تصوير فيلم لورانس العرب والذي قام ببطولته الممثل الايرلندي الشهير بيتر اوتول واخرجه ديفيد لين ورشح سبع مرات لجائزة افضل ممثل في الاوسكار حيث كان بيتر يعد من أفضل الممثلين في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت.
ورزازات.. هوليوود أفريقيا" وعاصمة السياحة الجبلية والسياحة الصحراوية في وقت واحد
إذا كانت مراكش تتصدر السياحة الأثرية، وأغادير تتقدم السياحة الشاطئية، فإن ورزازات، التي يصفها البعض ب"هوليوود أفريقيا" أضحت عاصمة للسياحة الجبلية وللسياحة الصحراوية في وقت واحد.
وتنتشر في ورزازات مساكن فندقية غير مألوفة، تتلاءم وخصوصية هذه المنطقة الجبلية شبه الصحراوية، التي تجذب أفواجا من السياح الذين يستهويهم سحر جبال الأطلس، الجامع بين ثلوج تعمم القمم، ومناخ شبه صحراوي في السفوح الجرداء، وخضرة دائمة تنساب عبر الأودية الجبلية.
محمد الراوي زار منطقة بولمان داداس بنواحي وارزازات بالجنوب المغربي، واكتشف نوعاً جديداً من الفنادق السياحية اغربها ذلك الذي بني داخل مغارات جبلية.
هنا فنادق أقيمت وسط واحات النخيل، وأخرى بنيت على شكل قصبة محلية وسط البساتين، أو بين الكثبان، بل وكان هناك من حَول قصبة عتيقة إلى فندق سياحي عصري، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
قصبة "تيزروين"، التي تقدم للسياح نماذج من الإقامة البدائية، تحظى بإقبال منقطع النظير. ورغم الاهتمام الذي يوليه هؤلاء السياح الغربيون لغرف مبنية بالوسائل العتيقة ومؤثثة على الطريقة التقليدية، فإن ذروة إقبالهم تنصب على المبيت في المغارات البدائية المصنفة ثلاثة نجوم. يقع المشروع في بومالن دادس، وهي قرية كبيرة أكثر منها مدينة صغيرة، تبعد حوالي 100 كيلومتر عن مدينة ورزازات.
قصبة "تيزروين" كأنها عقد من العقيق
"تيزروين" تعني "المدجات"، وهي عقود تقليدية تصنعها النساء البدويات لأنفسهم من العقيق الملون. وأطلق السكان هذه التسمية على موقع مجاور ل"بومالن دادس" نظرا لتشابهه مع هذه العقود.أما صاحب هذه المبادرة الفريدة فهو محمد المنور (45 سنة)، الذي اشتغل ببيع المنتوجات التقليدية للسياح، ونسج معهم علاقات نمت وتطورت مع السنين، تعلم فيها فنون السياحة بمفهومها الغربي. ثم أصبح يستقبل أعدادا من السياح، في مسكن الأسرة المقام في مدشر "تارموشت" على ضفة نهر دادس (أحد روافد وادي درعة). ثم بنى وحدة فندقية بسيطة، لا تتجاوز ست غرف صغيرة على النمط التقليدي وبوسائل البناء المحلية، مع مساحة عارية لنصب الخيام السياحية.
اختار منطقة جرداء مرتفعة مطلة على وادي دادس من عل، لإبداع مشروع نموذجي للسياحة الجبلية، طبخه على نار هادئة، على امتداد سنوات، مستعينا بملاحظات زواره الغربيين واقتراحاتهم ومتطلباتهم. وكان وراء اختيار هذا الموقع بالذات وجود مغارة قديمة تدعى "إيفري ن تيزروين" (مغارة العقود)، وهي واحدة من تلك التي سكنها الرحل القدامى، والتي أغرت صاحب المشروع باستغلالها.
جهز محمد المنور هذه المغارة بحمام ودوش، ووضع لها بابا، بعد أن أثثها بفراش بسيط على الطريقة التقليدية، فتهافت عليها السياح وفضلوها على الغرف، مما حدا به إلى أن ينسخ على منوالها أربع مغارات أخرى مجاورة، تطل كلها على اخضرار وادي دادس، الذي يتميز بشجيرات الورد البلدي والقصبات العتيقة.
هذا التميز شجع صاحب المشروع على مراجعة أوراقه، وإقامة قصبة تيزروين على مساحة 12 هكتارا، وتعزيزها بمجموعة من المرافق الضرورية. لكن أهم المستجدات في المشروع المتكامل الذي فتح أبوابه عام 1995، تمثل في رفع المغارات إلى 13 وحدة، وتجهيزها بالكهرباء والهاتف ومكيفات الهواء.
أكد الحسين المنور، مدير قصبة تيزروين، ل"الشرق الأوسط" أن السياح الفرنسيين يأتون في مقدمة زوار القصبة، بل وفي مقدمة زوار منطقة ورزازات بصفة عامة. لكن صدارة الإقبال على المغارات السياحية، التي تنفرد بها هذه المؤسسة، يتقاسمها الألمانيون والاميركيون والإيطاليون. أما الزوار المغاربة فنادرون، إلا بعضا ممن يكتفون بزيارة عابرة لرؤية المغارات السياحية، بعد أن بدأ صيتها ينتشر.
0درهم - 30 دولار - لمغارة السرير الواحد مع وجبتي الفطور والعشاء
تكاد هذه المغارات أن تشغل على مدار العام، ولا تملك إدارة المشروع غير الاعتذار لكثير من الطلبات التي لا تستطيع تلبيتها، خاصة حين تصل مجموعة من السياح يرغب أغلبها في قضاء ليلة في مغارة. وأوضح مدير المشروع أن حفر المغارة الواحدة يقتضي شهرا كاملا. أما التسعيرة فهي في حدود 300 درهم لمغارة السرير الواحد مع وجبتي الفطور والعشاء، وترتفع إلى 390 درهما بالنسبة لمغارة بسريرين. إنها مصنفة ثلاثة نجوم.
وبعد المغارات يقبل زوار قصبة تيزروين بشكل خاص على الخيام الأمازيغية المنسوجة من الوبر، وهي من النوع الذي تستعمله القبائل الرحل، حيث يخصص لها هذا المشروع فضاء خاصا، يضم تسعة خيام تتسع كل منها لأربعة أشخاص. وفي المرتبة الثالثة تأتي الغرف المبنية بالطين والمسقفة بالقصب على الطريقة التقليدية المعتمدة في هذه المنطقة.
وخلافا لباقي الوحدات الفندقية، تتميز قصبة "تيزروين" بالتزام العاملين بها بالأزياء التقليدية، كما يطغى استعمال المواعين والأثاث والديكورات المحلية. وباستثناء الكهرباء وأجهزة الهاتف ومكيفات الهواء المثبتة في كافة المرافق، بما في ذلك المغارات، تحرص إدارة القصبة على إلغاء كل عناوين التمدن الأخرى، التي لا تناسب حرمة المغارات، فلا تلفزيون ولا راديو ولا كاسيط ولا جرائد.. مع توفير الفرجة بإحياء سهرات فولكلورية في الهواء الطلق، تتنوع بين "أحواش دادس" و"شيخات الأطلس"، تكون مفتوحة في وجه كافة المقيمين في القصبة، التي تشغل خمسين شخصا بين دائم وموقت، كلهم أبناء المنطقة.
برنامج الاقامة يبدأ باستقبال فولكلوري
معدل الإقامة هنا لا يقل عن ثلاثة أيام للشخص الواحد. وفق برنامج يفتتح بحفل استقبال فولكلوري، ولحظة اكتشاف الفضاء وتناقض الطبيعة حوله بين سفوح جرداء وواد ظليل. ويخصص اليوم الثاني لرحلة جبلية باتجاه مضايق دادس وما يختزنه طريقها المتعرج من لوحات طبيعية ساحرة، مع قضاء الليل في خيام تقام بين أحضان الطبيعة العذراء. وتكتمل الرحلة في اليوم الثالث بزيارة لمضايق مكونة ومنطقة بوتغرار في أعالي الأطلس الكبير.
انها ....مدينة ورزازات ...