- ظاهرة " إيزي جيت"
- حدود الإستيعاب
يشهد مطار جنيف ازدهارا ملحوظا بسبب إدراجه لعدد متزايد من الرحلات ذات التكلفة الضئيلة تشمل حاليا 25 وجهة من بينها مراكش بالمغرب الأقصى.
هذه الرحلات المنخفضة الأسعار استوعبت في عام 2005 ثلث عدد المسافرين الذين مروا عبر مطار جنيف والذين فاق عددهم الإجمالي 9،3 مليون شخص.
كان البعض يتوقع أن تتقهقر مكانة مطار جنيف نتيجة للأزمة التي افتعلتها شركة الطيران السويسرية السابقة سويس إير في عام 1996 عندما اتخذت قرارا بتحويل معظم رحلات خطوطها البعيدة الى مطار زيورخ.
لكن تفطن مسؤولي المطار والسلطات المعنية في كانتون جنيف إلى فكرة شركات الطيران ذات التكلفة الضئيلة او المعروفة ب "Low- Cost" أدى إلى إنقاذ مطار جنيف من الإفلاس وسمح له بتحقيق ازدهار تحسده عليه اليوم العديد من المطارات المنافسة.
ظاهرة " إيزي جيت"
إيزي جيت EasyJet، وهي شركة أدخلت طريقة جديدة في التعامل مع المسافرين وتقدم رحلات بأسعار ضئيلة تفوق كل منافسة لدى الشركات التقليدية، اختارت في بداية التسعينات مطار جنيف لتوسيع نشاطاتها الأوروبية بعد انطلاقتها الناجحة في في مطار مجاور للندن.
ويقول المدير السابق لمطار جنيف جون بيار جوبان: "دفعتنا ظاهرة "إيزي جيت" إلى تطوير منشئات مطارنا، الأمر الذي كان في مصلحة جميع حرفائنا". وفيما كان العامل الذي ساهم في نجاح تجربة "إيزي جيت" في جنيف يعود إلى أن عددا من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أصل بريطاني اعتادوا على السفر على رحلات هذه الشركة ذات الأسعار المنخفضة جدا واستخدموها في البداية بكثرة للتردد على بلدهم، يؤكد السيد جوبان أن "الظاهرة أحدثت ثورة في تقاليد السفر" ويشير إلى أن "الجمهور اليوم يطالب بالمزيد".
السفر على متن رحلة ذات تكلفة ضئيلة او "Low-cost" لا يقل آمانا عن باقي الرحلات الأخرى بل كل ما في الأمر أن المسافر مطالب بالتخلي عن بعض الخدمات الإضافية أو أن يدفع ثمنها مثل المشروبات او الوجبات الغذائية كما يُطلب منه أن يحجز تذكرته ويدفع ثمنها انطلاقا من منزله عبر شبكة الإنترنت. يتوجه بعدها الى المطار مصحوبا برقم التسجيل الذي يطالب بإدخاله في الآلات المخصصة لذلك فيحصل على قسيمة الركوب.
حدود الإستيعاب
مطار جنيف الذي جعل من شركات الطيران ذات التكلفة الضئيلة وسيلة إنقاذه من الإفلاس يكاد يجد نفسه اليوم أمام وضعية إستنفاذ لكافة الفرص. إذ تنطلق من جنيف اليوم أكثر من 25 رحلة من هذا الصنف. وهو ما يمثل حسب إحصائيات 2005 أكثر من 31 % من مجموع المسافرين أي حوالي الثلث. بينما تقوم شركات الطيران التقليدية الأربعين بنقل الثلثين الآخرين من مجموع 9،3 مليون مسافر.
وهذا ما جعل مطار جنيف يحصل في عام 2005 على 4،5 نقطة وهو التصنيف الذي يقيم العلاقة بين عدد المسافرين وعدد القاطنين في المحيط الذي يتواجد فيه المطار أي 9,3 مليون مسافر بالنسبة ل 2 مليون شخص يقطنون في جنيف ولوزان والمدن الفرنسية المجاورة.
ويرى المدير السابق لمطار جنيف جون بيار جوبان أن "فرص إقامة رحلات مربحة من جنيف تكاد تكون قد استنفذت اليوم بحيث يتم استخدام 25 من بين 30 التي تم تقييمها وفقا لدراسة السوق". ويتم تعريف الرحلات المربحة بالنسبة لشركات طيران ذات تكلفة ضئيلة بأن تكون "ذات جذب متوازن طوال السنة لعدد المسافرين".
وحتى بالنسبة لقدرة مطار جنيف على الاستيعاب، يشير المدير السابق لمطار جنيف جون بيار جوبان إلى أن "التوقعات لعام 2015-2020 تشير الى احتمال بلوغ عدد المسافرين عبر مطار جنيف 15 مليون مسافر". وهو ما يرى فيه "الحد الأقصى لقدرة استيعاب المطار".
وعلى النقيض من مطارات أخرى، لا يشتمل مطار جنيف على أراض في محيطه تسمح بتوسيعه الأمر الذي يضطره حسب تصريحات السيد جوبان "إلى البحث مع مطلع العام 2020 عن طريقة تكامل وتعاون مع مطار "ليون - سانت أيغزوبيري" الذي لم يصل بعد الحد الأقصى في نشاطه والذي يملك إمكانيات توسيع هائلة".
رحلات بتكلفة ضئيلة باتجاه العالم العربي؟
يتطلع أبناء الجالية العربية المقيمة في سويسرا وفي المناطق الفرنسية المجاورة والمترددون على المنطقة العربية انطلاقا من جنيف بفارغ الصبر لرؤية موجة الرحلات ذات التكلفة الضئيلة تمس هذه الوجهات.
وفي الوقت الحاضر، لا زالت مراكش الوجهة الوحيدة النظامية التي استفادت من هذه الرحلات الرخيصة عبر شركة "أطلس بلو"، التابعة لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية والتي تنظم رحلات من جنيف باتجاه مراكش.
وإذا كانت تجربة الجزائر قد انتهت إثر فشل تجربة شركة "الخليفة للطيران" بعد إفلاس مجموعة الخليفة، فإن حديثا كثيرا ما تردد عن احتمال ظهور شركات خاصة قد تمتد نشاطاتها الى جنيف. أما في الوقت الحاضر، فهناك شركات متخصصة في تنظيم رحلات لفائدة موظفي شركات النفط من مطار جنيف الى المناطق النفطية بالجزائر (ذهابا وإيابا).
وبالنسبة لتونس التي تعتبر وجهة سياحية محبذة، أشارت معلومات صحفية نشرت في بداية هذه السنة إلى قرب تأسيس شركة خاصة تعمل في مجال الرحلات ذات التكلفة المنخفضة ولكن لم يتسنى لنا الحصول على المزيد من المعلومات.
وكانت ليبيا قد أقدمت يوم 9 سبتمبر 1999 على إطلاق شركة طيران "الإفريقية"، وهي وإن كانت لا تصنف ضمن شركات الطيران ذات التكلفة الضئيلة، إلا أنها تسعى لأن تكون وسيلة ربط بين أوروبا والقارة السمراء انطلاقا من جنيف ومرورا بطرابلس.
نفس الأمر ينطبق على مصر التي تنظم عدة شركات طيران خاصة رحلات سياحية انطلاقا من جنيف باتجاه عدد من المناطق والمنتجعات السياحية المصرية، إلا أن هذا النشاط يدخل في إطار رحلات سياحية محجوزة عبر وكالة سفر وتشمل الرحلة والإقامة وبقية الخدمات السياحية والترفيهية.
وعما إذا كان ظهور شركات طيران ذات تكلفة ضئيلة يمثل تهديدا لشركات الطيران التقليدية التابعة لهذه البلدان، يرى أحد الخبراء المغاربيين في حديث مع سويس إنفو أن "التهديد الفعلي لهذه الشركات التقليدية يأتي من كسر الأسعار الذي تمارسه بعض الشركات التقليدية الأوروبية مثل إيبريا ولوفتهانزا والهولندية KLM".
تاريخ الخبر والمصدر:8شباط/فبراير2007م
سويس إنفو – محمد شريف - جنيف
رابط المصدر http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7502460&cKey=1170940379000
شكرا جزيلا على نقلك الخبر ...