- 4/ مبلغ مائة ريال
بسم الله الرحمن الرحيم
العرب المسافرون الكرام
في ثنايا عرض تقريري هذا ؛ تذكرت قول " خوسيه ريزال " حينما قال : تسلط البعض لا يمكن حدوثه إلا عن طريق جبن آخرين .
فما شدني لهذه العبارة حنقي الشديد من تسلط المتعاملين مع السياح الخليجين ( خاصة ) وكأنها مافيا تكونت لاستغلال شعب براميل البترول !
وفي عام 2011 م تم التخلص من مُعَانَتَيّ الاستغلال بتذاكر الطيران وحجز الفنادق ، حيث أصبح بالإمكان استخدام النت لعمل هذين الشيئين دون التعرض لوسيط جشع أو مكتب سياحي يستغفلنا بشكل عنتري .. فاضحت عملية السفر متاحة للجميع وبطاقة الفيزا تجعلك محترفا للقيام بما يقوم به غيرك .. ثم بعد الانتهاء من الطيران والسكن تبدأ معانتي التخطيط للبرنامج اليومي والأماكن السياحية ؛ فتم التغلب عليها بالتكافل بين المسافرين العرب في منتدياتهم والتي على رأسها " المسافرون العرب " .
ولكنها لازالت المعاناة الأخيرة والمشكلة اليومية يالتي يتعرض لها المسافر وبالذات الخليجي من قِبَلْ سائق التاكسي وكل العاملين في تنقلات السياح بما فيهم شركات التكاسي بالمطارات ، وذلك في نظرتهم لنا ، وكأننا رفعنا يافطات فوق رؤوسنا ؛ كُتبت عليها " شعب ساذج وغني .. فهلّا نصبت علينا "
في مخيلتي الآن ؛ تتراقص مئات الصور والمواقف من اختلاف التعامل معنا من جهة ومع البقية في جهة أخرى .. فالصيني والماليزي والهندي ؛ يجدون تعاملا خاصا في ماليزيا لأنهم أهل البلد ، وأما الأوربيين فهم السادة التي تخضع لها الرقاب ويخفض الصوت لهم ويُلان لهم الجانب .. فرضاءهم غاية الجميع هناك ويُقدّمون على السياح في كل شيء .. وأما نحن فلنا الله .. مأكولٌ مذموم !
كانت تؤرقني مسألة المواصلات اليومية والتي حُلّ جزءٌ منها بتقرير مشرفنا الغالي " ماجد الفهد " وإغراءاته المتكررة في استئجار سيارة خاصة في لنكاوي .. وقد كان النجاح حليفه في أسطره المسيلة لإفراز كميّات الإدرينالين الهائلة في عضلاتي لهذا الشيء .
فبحثت .. وفتشت .. ونبشت أديم السماء .. ونقبت باطن الأرض حتى وجدت ضالتي .. في مكاتب النقل العام للباصات في السعودية ؛ تستطيع إخراج الرخصة الدولية ب 100 ريال فقط .. بعدما أخبرني مكتب سياحي بامكانية استخراجه للرخصة بقيمة 250 ريال ! فكانت قهقهاتي أبلغ إجابة له .. وأخبرته : ألا تعرف منتدى المسافرون العرب ؛ والذي كشف ألاعيبكم وسدّ جشعكم ومنعكم من التهامنا " أومليتاً بالشطة السومطرية " .
1/ صورتين شخصية
2/ صورة للرخصة المحلية سارية المفعول
3/ صورة لجواز السفر ساري المفعول
4/ مبلغ مائة ريال
5/ عشرة دقائق ويصبح مسموحا لك بالقيادة في ماليزيا وغيرها ولمدة عامٍ فقط .
فعدت لمنزلي متبخترا بغنيمتي التي ستجعلني اُحَفِّرْ طرقات لنكاوي وشوارعها ؛ وامخر في أزَقَتِها زنقة زنقة .. وما هي إلا ساعات ومرّت أمامي بينانغ والكاميرون وشقيقاتها ! فتكدر خاطري وسكنت الأحزان نفسي .. سائق التاكسي لا يجعلنا نأخذ راحتنا .. ولا يوقفنا أينما شئنا ؛ وإن فعلنا فالحسّابة تحسب وقفاتنا وخطواتنا .. فكل سكنة وحركة ومشاعر .. إنما مكبوتة بوجود هذا الرجل الأجنبي .. ترى عينيه من خلال مرآة السيارة وتحبس أنفاسك وتُدني همسك لحليلتك إن جال بوجدانك حبٌ مفاجيء .. وتسترق غفلاته مقتنصا فرصة لتمسك بيديها أو تُقربها منك !
ولم تنقضي بضعة أيام إلا ويُلهفني الله تعالى بتقرير للأخ ( اضنه ) " ماشكلان " والذي قاد السيارة في بينانغ حتى وصل بها لكوالا ؛ مرورا بالكاميرون .. فقلت : أنا والله خلفٌ لك إن اكرمني الله وسهّلَ عليّ أموري .. فهذا ما زوّرته بنفسي وعزمت على القيام به .
وقُطِعَت أوراق التقويم وتتالت الأيام تترا .. فوصلت الأقدام للنكاوي فوجدت المكاتب أمامي ؛ أن هَلُمّ إلينا أيها الرجل .. وتخيّر ما شئت من السيارات .. وهذه صورهن قد أخذنها لك ؛ لتستأجر أجملهن وأبركهن وأيسرهن صداقا .. فكانت العين لا تطيق فراق " البروتون " ماليزية الصنع .. أتوماتيكية .. بأربع أبواب ولا تستهلك بترولا كثيرا .. فاخذتها بيومية ( 60 رنقت باليوم ) و تأمين ( 50 رنقت على إجمالي الاستئجار ) .. على أن يسلموها لي بالفندق بصبيحة اليوم التالي .
حيث أنني قررت أنني لو لم أجد لديهم ( GPS ) فاسأخذها اليوم التالي لكي أعرف مكان الفندق ومحيطه .. ولأنني كنت عازماً على قضاء أول أيام لنكاوي مسترخيا في منتجع ميتارا ولا اغادره حتى صبيحة اليوم التالي .. حيث سأقوم بما قام بها السياح من الفرفرة خلف آيات ربي وجماله في جنان لنكاوي وطبيعتها الأخّاذه .
وما أشرقت الشمس وعمّت بضياءها أرجاء المكان .. حتى جاءني اتصالا هاتفيا على هاتفي النقال يخبرونني بعروستي الواقفة في مواقف المنتجع تنتظرني على شغف ..
فقلت لها سيري على بركة الله وباسمه مرساك ومجراك .. فانطلقت تختب بنا .. ونحن في جوفها نضحك ونمرح ونشير باصبعنا لهذا وذاك .. ولم يقتل فرحتنا وشوقنا وهيامنا عذولٌ أو حقود .. أو متلصصٍ يختلس نظراته لحليلتي وبنيّاتي ؛ فيجعلهن متحوصلات في صدفاتهن ويقتل اكتشافهن لجنان المكان وطبيعتها الساحرة .. فكانت فرحتهن وقودي وطاقتي التي تغذيني لأسعدهن واجعلهن منتشيات بالماد والخضرة وهن الوجوه الحسان .
(( ... يتبع ... ))
د / خىال
بصراحة طريقة جداً جميلة في الطرح
وهي اشبه بمقال صحفي ..
واصل فنحن معاك متابعون ,,