- الاستثمارات العقارية تمتد إلى الواجهة البحرية
- لشمال بيروت .. والأسعار ترتفع بنسبة 60 %
الاستثمارات العقارية تمتد إلى الواجهة البحرية
لشمال بيروت .. والأسعار ترتفع بنسبة 60 %
اسهمت التحولات السياسية التي شهدها لبنان في الفترة الاخيرة بتعزيز التحولات في توجهات المستثمرين في القطاع العقاري، من مغتربين ومقيمين، فضلاً عن المستثمرين الخليجيين حيث بدأت المناطق المؤهلة للاستقطاب السياحي والتجاري.
ومن بين ابرز المقاصد التي يتوجه اليها المستثمرون حالياً الواجهة البحرية لمنطقة المتن الشمالي التي تعتبر امتداداً لواجهة بيروت البحرية، والتي تقع بين نهرين هما نهر بيروت ونهر الكلب وتمتد على مساحة حوالي 4 ملايين متر مربع، وتعود ملكيتها الى الدولة اللبنانية والمتعهد الذي تولى ردمها على مدى سنوات رجل الاعمال اللبناني جوزف خوري.
ويقول احد كبار المستثمرين اللبنانيين في القطاع العقاري وديع كنعان ل«الشرق الأوسط»: «حتى العام 1996 لم يكن قد ظهر اي عقار على الساحل الردمي لان المنطقة كانت لا تزال قيد الدرس، فيما كان الجانب الشرقي من الاتوستراد الساحلي يشهد فورة عقارية راوح سعر المتر المربع فيها بين 1800 دولار و2000 دولار. ولعل ابرز ما ظهر على الجانب هو: مؤسسة ABC، وسبينس، وفندق «هوليداي تاور»، وفندق آخر لم يفتتح رسمياً بعد وهو «هاي واي سيتي» لمالكته ميرنا المر كريمة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر، وفندق «رويال» الفخم على صخور نهر الكلب، ومجمع «ستاندرد تشارترد بنك»، بالاضافة الى اربعة مشاريع جديدة تستنفد ما تبقى من العقارات غير المبنية على الجانب الشرقي، حتى ان احد الابنية الفخمة الواقع في الخط الخلفي لهذا الجانب بيع المتر المربع الواحد فيه بنحو 1500 دولار علماً بأن سعر المتر في هذه المنطقة لم يتجاوز سابقاً 700 دولار».
واما المنطقة الردمية، اي الجانب البحري من الاوتوستراد يقول كنعان، فانه «مرشح لفورة فوق الفورة التي شهدها الجانب الآخر من الاوتوستراد، وقد بدأت ملامح هذه الفورة بالظهور فعلاً من خلال المشاريع القائمة او المشاريع قيد التنفيذ، او المشاريع المرشحة للتنفيذ».
ويعتبر كنعان «ان مارينا جوزف خوري كانت اول منشأة اقيمت في المنطقة، وتحولت حاذباً اساسياً لما تلاها من استثمارات، لا سيما بعد نزع صفة قيد الدرس عنها. ولو كان البناء الاول الذي اقيم الى جانب المارينا في غير المستوى الذي تتهيأ له المنطقة فقد استطاع ان يضم افخم المطاعم، ويجتذب اهم المؤسسات المعروفة، وكرت مسبحة الابنية من قصر المؤتمرات الى مبنى «مارينا سيتي» الذي طرحت اسهمه للاكتتاب بسعر 100 دولار للسهم على ان يغطي الاكتتاب 30 بالمائة من كلفة المشروع المقدرة بنحو 116 مليون دولار وهو يضم شققاً سكنية فخمة، وشققاً مفروشة و«مول»، وفندقاً (خمسة نجوم) مساحته 20 الف متر مربع وسيباع بطريقة التملك الحر (تايم شير)، بالاضافة الى مشروع تتولاه مجموعة الفطيم الاماراتية، وهو سيقوم على مساحة 30 الف متر مربع ويتضمن «مول» يحمل اسم «كارفور» وفندقاً من خمسة نجوم، والى جانبه حديقة عامة ينفذها اتحاد بلديات المتن الشمالي، ومركز اميل لحود الرياضي الذي تنفذه حالياً وزارة الشباب والرياضة».
وامام هذه الفورة، يضيف كنعان: «ارتفع سعر المتر المربع الواحد بنحو 60 بالمائة ليراوح بين 1600 دولار حداً ادنى و2200 دولار حداً اقصى، وهذا السعر مرشح لملامسة 3 آلاف دولار بحيث تصبح المنطقة هي الاغلى والافخم بعد ان جرى تصنيفها تجارية سياحية».
ويعزو كنعان هذه الفورة على ساحل المتن الشمالي الى جملة من الاسباب اهمها اعتبار هذه الواجهة البحرية امتداداً لواجهة «سوليدير» البحرية، وطول تلك المواجهة الممتد على شاطئ بكر.
ومن اهم العوامل الجاذبة للاستثمار ايضاً ان المنطقة تعتمد على اعلى نسبة استثمار في المنطقة (40 بالمائة سطحياً، و2.2 مرة مساحة العقار ارتفاعاً)، واستكمال شبكة الطرقات والجسور التي تسهل الدخول والخروج من والى المنطقة، وتربطها بسائر المناطق من بيروت الى كسروان، فضلاً عن تكامل البنية التحتية، وتشبع الجانب الشرقي من الاوتوستراد بالبناء السكني والتجاري والسياحي، ووجودهما على مسافة قصيرة من ارقى المناطق اللبنانية السكنية ك«الرابية» و«المطيلب» و«النقاش» وغيرها.
يبقى ان نشير الى ان طرقات الواجهة البحرية تحولت متنفساً للمشاة وهواة السهر مع البحر، ويؤمها ليلاً الآلاف لممارسة هواياتهم من دون كلفة او تكلف.
منقول