سعيدا كان ومبتسما
16-12-2022 - 03:42 am
بمنطقة بوقنادل ضواحي مدينة سلا وعلى بعد 20 كلم من العاصمة المغربية الرباط، توجد واحدة من ضمن أكثر الحدائق غرابة كما يدل على ذلك اسمها "الحدائق العجيبة"، وذلك لما تضمه من أشجار، طيور، زواحف ونباتات نادرة تقدر بحوالي 1000 نوع وتمثل أنحاء مختلفة من العالم.
توليفة عجيبة من الخضرة والمياه والمناظر الطبيعية الخلابة يعود الفضل في إنشائها إلى المهندس الزراعي "مارسيل فرونسوا" الذي غادر موطنه الأصل فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، ليسافر لبقاع عديدة ودول مختلفة في أنحاء المعمور قبل أن يستقر به المقام بالمغرب، كوجهة مفضلة راقت إعجابه وألهمته لتحقيق حلم الطفولة الذي لطالما راوده لتأسيس هذه الحدائق، خاصة أنه كان مولعا منذ زمن بالمناظر الطبيعية.
اختار "فرونسوا" الإقامة ببوقنادل سنة 1951 ، ومن ثم حرص على جلب أكثر النباتات ندرة حول العالم وقام بتشييد برك مائية تضم العديد من الأسماك الإستوائية، تحيط بكل منها أكواخ وقناطر من الخيزران تضفي على المكان لمسة فنية تسر الناظر، ليغدو كلوحة تشكيلية تزخر بكل ألوان الطيف.
دأب المهندس الفرنسي على غرس مختلف أشكال الأزهار والنباتات، حيث كان يغرس حوالي 500 زهرة بشكل يومي بمعية عمال مساعدين له في الزراعة، ليتحّول بيته بعد وفاته إلى متحف يضمّ أغلب الصور التي التقطها، كوثيقة تؤرخ للمراحل التي مرت منها عملية إنجاز وتطوّر هذه الحدائق، والتي صنفت لاحقا كتراث وطني طبيعي من طرف وزارة الثقافة، بالنظر للغنى الطبيعي المتنوع الذي تتوفر عليه علاوة على الزيارات الرسمية التي كان يقوم بها وفود عديدة للموقع.
حدائق مختلفة يضمها المكان، مناطق خضراء تسافر بالزائر عبر الزمن في أجواء من السكينة والهدوء، لا تخلو من المتعة والسرور في ظل التواجد بين كم هائل من الخضار والمناظر التي تسلب العقول، وترتقي بالذوق العام للوافد بغية اكتشاف خبايا هذا الموقع المليء بأشكال شتى من التنوع البيولوجي الذي يختصر نظاما بيئيا عالميا بامتياز.
أثناء التجوال في أركان الحدائق العجيبة، يصادف الزائر "حديقة الأندلس"، "حديقة الصين"، "حديقة اليابان"، "حديقة الكونغو" وغيرها، بالإضافة إلى حدائق تعليمية، تضم مبنى للزواحف، ومجموعة من الطيور البرية البديعة مثل "النحام الوردي الأوروبي Flamant rose"، التدرج من آسيا، الببغاوات من أفريقيا وأستراليا، "الدجل شوكار Perdrix choukar"، "البط الصيني Canard Mandarian"، "الدراج المذهب Faison dore، "الونس Nette rousse"، "طائر الحب Les inseparables" و"ترغلة الغابة Tourterelle des bois".
يمكن للزائرين اكتشاف الحدائق بشكل مفصل عبر القيام بدورتين، يتم اتباع لوحات حمراء تساعد على المرور عبر مسالك تشمل لوحات بعلامات زرقاء، كما يمكنهم سلك طرقات أخرى تحدد بعلامات خضراء في جولة استطلاعية للمكان وما يزخر به من إمكانيات طبيعية خلابة.
وفي إطار خلق فضاءات خضراء للمحافظة على النظام البيئي، شهدت الحدائق العجيبة عملية إعادة تأهيل وترميم لمرافقها قامت بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ليتم تدشينها سنة 2005 بعد اكتمال الترميم وتفتح من جديد أمام الزائرين الراغبين في اكتشاف جمالية الموقع الطبيعي.
منقول
بس ياليتك مرفق لنا. بعض الصور للحديقة
ومشكور مرة ثانية