1. التجديف يجمع بين حب المغامرة واكتشاف الأنهر اللبنانية


2. تعددت الرياضات والمتعة واحدة

التجديف يجمع بين حب المغامرة واكتشاف الأنهر اللبنانية

تعددت الرياضات والمتعة واحدة

تعرف اللبنانيون على رياضة الرافتينغ Rafting قبل سنوات معدودة، فاقبلوا عليها ليجمعوا بين متعة المغامرة والاكتشاف، والتمتع بحضن الطبيعة. والرافتينغ او التجديف من العاب الماء الاولمبية، اساسها يعتمد على قاربي Canoو Kayak والأول يجدف من جهة واحدة، والثاني لوح يجلس عليه شخص بمفرده.
وتستوجب هذه الرياضة توفر اطار طبيعي، اي بحر او نهر او بحيرة، حيث يصعب مقاومة اغراء التجربة وجمالها. ادوات تنفيذها هي: القوارب المتعددة الالوان والملابس الخاصة كالخوذة (Casque) وال Gilet او سترة الانقاذ، بالإضافة الى المجاديف ذات الوزن الخفيف التي يحركها المتنافسون او المتدربون الذين يتراوح عددهم في القارب الواحد بين الاثنين والثمانية.
دخلت هذه اللعبة الى لبنان، في بادئ الامر، من خلال ناد للهواة، سمي بنادي نهر الكلب (لأنه انشىء حينذاك على ضفاف نهر الكلب)، اسسه السيد علي عواضة الذي كان قد تدرب في نادي تولوز في مدينة تولوز الفرنسية.
وعام 1993 تم الكشف من قبل اول منتخب اولمبي لرياضة ال Rafting على جميع الانهار اللبنانية وقدم تقريره للاتحاد الدولي الذي اثبت بدوره صلاحيتها لاستقبال مثل هذه الرياضة.
وفي العام 2003 وقع الاختيار على نهر العاصي لإنشاء مركز تدريب وناد بإدارة عواضة تحت اسم Sport Nature ، خاصة ان مياه العاصي لا تجف خلال فصل الصيف، والمسافة التي اختيرت من هذا النهر لإقامة المشروع تقع بين منطقتي الشواغير والهرمل التي تبعد عن بيروت مسافة 150 كلم وعن مدينة بعلبك السياحية مسافة 50 كلم.
منذ ذلك الحين دخلت رياضة التجديف ضمن السياحة البيئية التي ساهمت في تنمية الهرمل سياحياً وبيئياً، اذ اصبح المشروع المنفذ الترفيهي الوحيد لأبناء المنطقة كما استقطب الشباب من مختلف الاعمار والعائلات وموظفي الشركات وطلاب المدارس من كافة المناطق اللبنانية رغبة منهم في خوض هذه التجربة، والذي بلغ عددهم لغاية اليوم حوالي 7000 شخص، خصوصاً ان المكان لا يقتصر فقط على رياضة التجديف بل يجمع بين رياضات عدة ما يسمح للزائرين ممارسة هواياتهم المختلفة ككرة الطائرة وكرة القدم والسباحة في بركة مخصصة لذلك، ورياضة المشي التي تتيح لهم التمتع بما تقتنيه المنطقة من آثار.
ويتعدى هدف المشروع الى تدريب الشباب ليصلوا الى درجة الاحتراف، وهذا ما اتاح الفرصة امام ثلاثة لبنانيين للمشاركة في بطولة العالم لرياضة ال Rafting، وتمكنوا في ما بعد من افتتاح نواد خاصة وإفساح المجال امام المنافسة الداخلية في ما بين النوادي. والجدير ذكره ان المخرج يوسف شاهين استعان بالمدرب علي عواضة وفريقه لمشاهد من فيلم «ابن رشد».
برامج نادي Sport Nature يستقبل نادي Sport Nature الهواة من عمر عشر سنوات وما فوق، وذلك خلال فصلي الربيع والصيف طيلة ايام الاسبوع، شرط ان يحضروا معهم ما يحتاجونه خلال ممارسة ال Rafting، من المنشفة الى لباس السباحة والسترة بالإضافة الى ال Sleeping Bag .
ويوجد نوعان من البرامج، الاول يسمح للزائرين بالإقامة لمدة 24 ساعة وبذلك يكون لديهم الوقت الكافي للتمتع اكثر بجمال المنطقة وروعة الطبيعة حيث شيدت الخيم والبيوت ذات الجدران الخشبية والاسقف المصنوعة من القصب. خلال سهرة اليوم الاول، وبعد تقديم العشاء القروي تقام سهرة النار، ويجتمع حولها الزائرون ليغنوا ويرقصوا على اصوات الموسيقى، وفي الصباح يتناول الجميع الفطور القروي من البيض البلدي واللبن والحليب الطازج، لينطلقوا بعد ذلك على متن القوارب التي تجتاز مسافة 7 كلم خلال ساعتين من الوقت لتمر ايضاً في شلالات، يتراوح ارتفاعها بين متر وثمانية امتار، ويقود القارب رياضي ماهر له معرفة كاملة بالنهر والتجديف ليدرب الآخرين على كيفية التجديف ويرشدهم الى الاتجاهات التي سيسلكونها، الى ان يحين وقت الغداء المكون من السمك النهري الطازج. تبلغ تكلفة هذا البرنامج 50 دولاراً للشخص الواحد.
اما البرنامج الثاني، فيستقبل الزائرين ليوم واحد من الصباح حتى المساء، يتخلله غداء من اسماك النهر الطازجة والمتنوعة بالإضافة الى النشاط الرئيسي اي ال Rafting، وتبلغ تكلفة هذا اليوم 20 دولاراً للشخص الواحد.
منقول