الأحساء المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
almuraba
09-08-2022 - 01:19 pm
  1. الأحساء: جعفر عمران


جبل قارة لوحة فنية صخرية تثير الدهشة وبه غيران وكهوف عديدة لم يتم اكتشافها حتى الآن

الأحساء: جعفر عمران

البساطة وعفوية الناس والألفة مع المكان، هو ما يلفت نظر السائح في الأحساء، فليست هناك مبالغة أو حذر في التعامل مع الأحسائيين، وليست هناك مبالغة أيضاً في تنفيذ الشوارع والإنارة واللوحات الإرشادية، فكل شيء يبدو متواضعا وعادياً، ولكن ما تمتلكه الأحساء من مقومات سياحية مثل جبل قارة قد يبدو من العجائب، وما تمتلكه أيضاً من أماكن أثرية مثل مسجد جواثا، لا يبدو ذلك من الأمور العادية.
تقع محافظة الاحساء في الركن الجنوبي الشرقي من السعودية تبلغ مساحتها 530 ألف كم مربع تمثل 68 في المائة من المنطقة الشرقية، و24 في المائة من مساحة المملكة. وتكتسب أهميتها من موقعها الجغرافي الذي يربط المملكة بدول الخليج العربي الإمارات وقطر وعمان، وبينها وبين مدينة الرياض 328 كيلومترا شرقاً.
وقد اعتبرت الأحساء في المرتبة التاسعة من بين أكبر مدن عام 2000 الرئيسية في العالم حسب مجلة «المجلة» ديسبمر 1999 وتتميز الاحساء بغطاء نباتي من المجتمعات النباتية المختلفة وتباين الحياة الحيوانية، فهي تضم منطقة الربع الخالي التي تعتبر مرعى جيدا للثروة الحيوانية ومنطقة العقير وميناؤها الشهير الذي يعد أقدم موانئ الخليج، وما تضمه من جزر طبيعية تعتبر بيئة خصبة لأنواع عديدة من الطيور. وتحتوي الاحساء على أكبر البيئات الزراعية والنباتية في المملكة، وهي من أكبر الواحات الزراعية في العالم، لمساحتها الزراعية التي تقدر بأكثر من 300 ألف دونم.
واشتهرت المنطقة بمياهها الجارية الدافقة، فالأحساء والتي اكتسبت اسمها من مضمون طبيعتها الجغرافية حيث وفرة المياه وعذوبتها، توجد بها أكثر من 30 عيناً طبيعية التدفق بقي منها الآن سبع عيون كانت تمد الواحة الزراعية بالمياه عبر مجموعة انهر وجداول تشكل في مضمونها شبكة الري التقليدية في الأحساء قبل إقامة مشروع الري والصرف الذي اعتبر عند إقامته أحد أكبر المشاريع من نوعه في الشرق الأوسط.
وأمام السائح عدة مواقع أثرية وأماكن سياحية، وبها عدة قصور أثرية وأشهرها: قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت بمدينة الهفوف، وهو أهم معلم أثري، تم بناؤه في زمن الاحتلال العثماني الأول، ويمتاز بنمطه المعماري الإسلامي، وبه مسجد بني في عهد سليم الثاني بواسطة علي باشا عام1571، وقد تم افتتاحه للزوار قبل عامين بعد الانتهاء من ترميمه، حيث تقام به بعض المناسبات الترفيهية، وقصر خزام في حي الرقيقة بالهفوف الذي شيد في عام 1220ه، وفي مدينة المبرز قصر صاهود، والذي بني في أواخر القرن 11ه، وقصر المحيرس، وكلا القصرين غير متاحين للزيارة، ومن المساجد التاريخية، مسجد جواثا ومسجد الجبري في حي الكوت بالهفوف الذي أُسس في عهد الدولة الجبرية عام 880 ه، ويتميز بطابعه المعماري المبني بنظام الأقواس المتقاطعة ولا زالت تقام فيه الصلاة حتى الآن.
ولا بد للسائح من الاتجاه للقرى الشرقية والشمالية، حيث الأماكن السياحية: جبل قارة ومتنزه الشيباني ومصنع الفخار ومتنزه الأحساء الوطني وجبل كنزان ومسجد جواثا، ويقع هذا المسجد بين قريتي الكلابية والمقدام، في منطقة كانت تُعرف بمدينة جواثا والتي كانت لبني عبد القيس في العصر الجاهلي، وأقيمت فيه ثاني صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك دلالة على اعتناق أهالي هجَر الدين الإسلامي مبكرا.
وجبل القارة يُعد أهم معلم سياحي، يكتسب شهرته من امتلاكه لبعض الصفات النادرة وهي البرودة الشديدة لكهوفه في فصل الصيف ودفؤها في فصل الشتاء، كما أنه مفتوح للزيارة يوميا منذ الصباح حتى وقت المغرب حيث يغلق مدخل المغارة، ويمكن للسائح الاستمتاع بالجلوس على سفحه لرؤية امتداد النخيل على امتداد النظر، أو المرور في شوارع قرى التهيمية والدالوة والقارة والتويثير التي تحرس الجبل لإمتاع العين بمشاهدة التكوينات العجيبة لصخور الجبل والتي تكون على شكل رأس إنسان أو حيوان أو طائر، لوحات فنية وأشكال بديعة وفريدة لصخور الجبل تثير الانبهار والدهشة ويزداد الانبهار أكثر بمشاهدة الإهمال وعدم الاهتمام بهذا الجبل الأعجوبة.
وما يعرفه السياح وعدد كبير من أبناء الأحساء هو مغارة جبل قارة فقط، وهي المتاحة للزيارة، ولكن الجبل به غيران وكهوف عديدة، لم تُعرف حتى الآن ولم يتم اكتشافها من قبل الجهات المسؤولة وتهيئتها للسياحة.
ومن أهم مغارات الجبل غار الناقة وبه كهوف كثيرة على شكل غرف، وكانت كل مجموعة من الأصدقاء أو الأخوان أو الأقارب، يتخذون مكانا معينا يكون خاصا بهم ويعرف باسمهم، ففي هذه المغارات كان أهالي قرية القارة في الزمن الماضي ينامون بها خاصة في شهر رمضان، من بعد صلاة الفجر، لحرارة الشمس آنذاك ولضعف الكهرباء حينما كانت الكهرباء أهلية أو عدم توفرها عند البقية، وهي شديدة البرودة ومظلمة جدا، ولا يمكن رؤية أجزاء الجسم من دون إضاءة (البوجلي).
ويعتبر غار الناقة هو الأبرد وبه مكان يسمى الثلاجة لشدة برودته وبه فتحة صغيرة جدا تسمى «الفريزر». وفي هذا المكان لا يمكن النوم أو الجلوس به لبرودته الشديدة، ويحتاج الداخل إلى هذا الغار أن يحني ظهره أو يمشي على ركبتيه أو يزحف أحيانا، وتم اكتشاف العديد من الغيران في داخله من قبل الشباب، فيعرف الغار المكتشف باسم الشاب الذي اكتشفه مثل غار غفور وغار مهدي وغار الذهبي وغار علي غاغا، التي لا يمكن الدخول إليها إلا زحفا. فمدخل الغار لا يتجاوز 60 سنتيمترا، وارتفاعه لا يتجاوز90 سنتمترا.
وهناك غار آخر يسمى غار العيد لكن فتحاته واسعة، وبه أماكن واسعة ومرتفعة على شكل صالات تشبه في تكويناتها المسارح الرومانية وهي مهيأة لأن تكون قاعة عرض مسرحي أو معارض فنية، كما يمكن أن تستخدم كمجلس يضم ما لا يقل عن 300 شخص. وغار الميهوب ويستوعب المئات من الناس، حيث يتميز بغيرانه الواسعة والمرتفعة. ويمكن أن يشكل هذا الجبل معلما سياحيا هاما على مستوى المملكة فيما لو تمت تهيئة هذه الغيران لاستقبال الزوار والسياح، وإقامة المطاعم والاستراحات في داخله وعلى سفوحه المستوية فوق الجبل.
وفي وسط القرية سيشاهد السياح جبلا صغيرا غريب الشكل والتكوين ذا كهوف متفاوتة الحجم، وفوقه صخرة كبيرة منحوتة بشكل عجيب وبثلاثة رؤوس، الذي أُكتشف أخيرا بأنه المُشَقّر الحصن والسوق الشهير في التاريخ العربي.
وفي القارة نفسها لا بد للسائح من زيارة مصنع الفخار، كي يستمتع بمشاهدة صناعة الفخار، ورؤية السيد علي الغراش وابنيه حسن وصالح في تحويل الطين إلى أوانٍ ومزهريات فخارية، وكذلك زيارة مشتل الشيباني في القارة، والذي يبعد مسافة 600 متر من متنزه الأحساء الوطني المليء بالأشجار وبرك السباحة والكثبان الرملية، وبه ألعاب أطفال واستراحات كثيرة تظللها الأشجار.
وقبل الغروب يجتمع الشباب من هواة ركوب الرمال لممارسة هواية الصعود إلى أعلى جبل كنزان القريب من قرية الشِعبة، كما يمكن للعائلة أن تترك الحرية لأبنائها للاستمتاع بركوب الدرجات النارية التي يكتظ بها هذا الجبل، وكذلك جبل الأربع في جنوب الأحساء، حيث يقام سباق الفروسية.
وعلى بُعد 100 كيلومتر من الهفوف يقع شاطئ العقير، وهو من أقدم الموانئ في المملكة وثغر بلاد هجر منذ القدم، وبه مبنى الخان ومبنى القلعة، وتمت تهيئته أخيرا لاستقبال الزوار وذلك بوضع المظلات، ويتميز بتنوع المظاهر الجغرافية من الرؤوس والخلجان والجزر.
وفي مدينة الهفوف متحف الاحساء للآثار والتراث الشعبي الذي يستقبل الزوار على فترتين صباحية ومسائية، الذي يضم مجموعة من المقتنيات والمخطوطات الأثرية الشاهدة على قِدم الحضارات التي استوطنت هذه المنطقة، ومن المتاحف الشخصية التي يمكن زيارتها متحف إبراهيم الذرمان في المبرز، وفي الهفوف متاحف سعد المبيريك وصالح الخميس ومحمد الملحم وصالح الظفر، أما محبو التسوق فيمكن زيارة البستان مول ومجمع الحمراء وأسواق الجبر ومجمع العفالق والمخازن الكبرى، بالإضافة إلى المدن الترفيهية الحكير والسندباد في المبرز، ومن أهم الفنادق فندق الأحساء انتركونتننتال وفندق الهفوف وفندق الغزال وفندق النعيم.
وفي المساء حين تنخفض درجة الحرارة إلى36 درجة يحلو للسائح أن يقضيه في وسط النخيل حيث الاستراحات الزراعية المتناثرة في المدن والقرى، حيث الماء والهواء العليل ويتذوق ما يطيب له من أصناف متنوعة ومختلفة من منتجات زراعة الأحساء، وعليه ألا يتنازل عن أكل رطب الخلاص والغَر والشيشي، وشرب كأس عصير الليمون مع النعناع الحساوي، ويجب ألا يخلو المساء من الشاي المُخدَّر، كي يكتمل طعم السياحة في الأحساء.



خصم يصل إلى 25%