1. قفزات واسعة بين العالم القديم و" السوق الجديد"


2. كل ما يلمع، ذهب


3. إكسير الشباب لمدينة الآبار


4. تاريخ عريق وتقنية عالية في قلب أوربا


5. الازدهار ينمو بلا حدود


6. "euregio".

ولاية: ولاية نوردهاين- ويستفاليا
عدد السكان: حوالي 250.000

قفزات واسعة بين العالم القديم و" السوق الجديد"

" ياللضخامة"! كل المجموعات السياحية في العالم لديها نفس المشكلة: هذه الكنيسة كبيرة جدا. بكل بساطة لا يمكن التقاط صورة شاملة لها. منذ سيطرة شارلمان انطلاقا من من آخن على العالم القديم وإنشائه العملاق الحجري الرائع في المدينة القديمة كتعبير عن سلطته، تسيطر الكاتدرائية على آخن. لكن المعهد التقني العالي يهيمن منذ منتصف الثمانينات على التلال الواقعة غرب وسط المدينة. يغطي اليوم الحصن الخرسانة والفولاذي الذي يصنع المستقبل على هندسة على فن العمارة في الحقبة القديمة. حرم الجامعة الجديد له الآن تأثير خاص على محيط مستشفى الجامعة Uni-Klinikum , وكأن مركبة فضائية قد هبطت هناك. وهذا حقيقة، فمن يريد الاختصار وسلوك طريق المشاة من الكاتدرائية عبر الأحياء الضيقة والقديمة للمدينة إلى الجامعة ليتابع صعودا إلى التلال حيث القسم الجديد من المعهد العالي يعايش قفزات واسعة تحمله إلى عالم آخر.

كل ما يلمع، ذهب

آخن وما حول الكاتدرائية ،هي مدينة شارلمان، المكان الذي توّج فيه ثلاثون ملكا ألمانيا ومقصد ملايين السياح. يأتيها يوميا ألف زائر من أجل إلقاء نظرة على شارات شرف القيصر الكاروليني.هنا كل ما يلمع ذهب. آخن القديمة مدينة يسرق بريقها عقل السياح، مدينة الآبار والحمامات الطبيعية. كما الرومان في الماضي والفنان دورر وبيسمرك يتمتع أهل البلد والسياح في آخن اليوم أيضا بعيون المياه الساخنة وينابيع الكبريت. رشاش الماء يتساقط في كل مكان والناس يسيرون في وسط الجنائن وعلى الطرقات العريضة ذات الأشجار الوارفة أو يتراخون كسلا في المقاهي.
وتكاد تكون حديقة الحمامات المكان النموذجي للراحة لولا الرنين المتواصل للهواتف الجوال هنا وهناك وشق مجموعات راكبي الدراجات طريق قوافل السياح. يدرس ويعمل في آخن أكثر من أربعين ألف طالبة وطالب. لا يلفت المعهد التقني العالي راين وستفاليا RWTH النظر بسبب مباني معاهده الضخمة، فالجامعة هي تقريبا أحد أكبر أرباب العمل في المنطقة. وأخيرا وليس آخر أحدثت تغييرا بنيوي لا مثيل له بتحويلها آخن من مدينة مناجم إلى مركز للتقنيات العالية.

إكسير الشباب لمدينة الآبار

في المكان الذي كان يستخرج منه حتى التسعينيات الفحم الحجري أوجدت شركات الإلكترونيات والسوفت وير (المبرمجات) مكانا لها. آخن الجديدة تتباهى بمجمّعها التقني. الشعبية لا تقاس هنا بعدد السياح بل بأسعار الأسهم في السوق الجديدة.
كل من يعيش هنا استفاد من "العلاج" الذي أرجع الشباب إلى آخن:إذ توفر لهم المدينة اليوم النوادي والملاهي المليئة بالحياة وملاعب رياضة حديثة وبرامج فنية وثقافية متعددة. بفضل "السفينة الفضائية" القابعة على التلال والقاطنين فيها استرجعت آخن اليوم وجهها كما زمن شارلمان: شباب، المكانة اللائقة عالميا وكبر المساحة ، مدينة ذات أصالة كما كان الحال تماما قبل 1200 سنة.

تاريخ عريق وتقنية عالية في قلب أوربا

ظلت المحلات التجارية مغلقة وفُرشت السجادة الحمراء. كاميرات التلفزة ورجال أمن ينتشرون في كل مكان تقع عليه العين يتطلعون على الوضع عبر سماعات صغيرة في آذانهم : شخصية رسمية عالية المستوى تزور المدينة. الحشود تهلل والسياسيون يلوحون بأيديهم والمستشار الألماني يبتسم. في ربيع كل عام يخيم على مدينة آخن حالة طوارئ. مدينة القيصر قديما تمنح جائزتها " جائزة شارلمان" لرجال ونساء قاموا بأعمال عظيمة في سبيل أوروبا.
ونستون تشرتشل، جاك دولور، فاسلاف هافل، ولا ننسى المستشارين كول وأديناور، لائحة الحائزين على هذه الجائزة تبدو مثل فصل في كتاب" من هو من"Who is Who للسياسة الأوروبية. والأمر هنا أكثر من شهادة وميدالية ومبلغ رمزي يصل إلى 5000يورو. فعبر جائزة شارلمان اتخذت آخن طابعا أوروبيا متميزا ، فالجائزة بالنسبة لها مثل عيد أكتوبر للبيرة بالنسبة لميونيخ ومهرجان فاغنر بالنسبة لمدينة بيرويت. وعند تسليم الجائزة تتحول آخن ليوم واحد في السنة إلى محور أوربا كما كان الحال قبل 1200 سنة.
يومذاك نشر شارلمان سيطرته على أوروبا. كانت آخن المقر الرئيسي لإقامة القيصر ومركز سلطته. حتى أن البعض وصفها بأنها مهد أوروبا. صحيح أن شارلمان لم يحقق مشروعه " الوحدة الأوروبية" لكن الشاهد الحجري لهذه الفكرة العظيمة هو" كاتدرائية آخن" ، أول إرث حضاري ألماني في العالم يعتبر اليوم تحفة معمارية فنية هائلة والمكان الذي يحج إليه السياح من كل أنحاء العالم. ويتمثل الزمن الذي لم يبق بلا حراك بعدة أشكال هندسية محببة لأزقة المدينة, ويفتخر أهل آخن بماضيهم القيصري كما افتخارهم بمهمتهم "مركزا مستقبليا للتقنية العالية" وكمنطقة أوروبية نموذجية.

الازدهار ينمو بلا حدود

أكين، أكيسغرن، كاشي، اكس -لا - شبل بالطبع يعرف الكثير من الأوروبيين آخن تحت أسماء متعددة. وما يتباه السياسيون دائما ويعتبرونه مثل النشيد الوطني هو اسم المنطقة الأوروبية واختصارها" euregio"، وأصبح وجودها منذ زمن محبب للعديد من أهل آخن . فهم يسكنون في ألمانيا ويعملون في هولندا ويذهبون إلى بلجيكا لتناول الطعام والتسوّق. حياة بين مثلث بلجيكا- هولندا- ألمانيا. يضاف إلى ذلك لغة ممزوجة متنوعة، رحلات تسوّق إلى كولونيا أو دوسلدورف، بروكسل أو امستردام وحافلات تقطع بالطبع الحدود بين البلدان.
اعتبرت آخن في الماضي مدينة ريفية واقعة في الطرف الغربي من ألمانيا. ومع الوقت منح تواجد الجنسيات المتعددة هذه المدينة بسكانها ال 250 ألف حياة جديدة. فخلال سنوات قليلة نمت فوق مروجها الخضراء وفي مناجمها المهجورة وقاعات المحركات كما الفطر أعداد كبيرة من المتعهدين وأصحاب المشاريع الشبان. إنهم نتاج كل تنامي ازدهار فطنت إليه المنطقة الأوروبية

"euregio".

أقوي محرك لهذه الحركة ليس في مركز الاتحاد الأوروبي بروكسل بل في وسط آخن: إنه المعهد التقني العالي راينانيا- وستفاليا RWTH Aachenوالذروة متمثلة بمبناه من الإسمنت والحديد المسلح. ليس هناك معهد تقني عالي أخرى في ألمانيا بهذا الحجم يجمع ما بين التقليد العريق والصيت العالمي.
وأخيرا وليس آخر يوجد هنا بئر إكسير الشباب الذي تحتاجه آخن كي تكون أكثر من مجرد مكان يحج إليه زوار الكاتدرائية ومشاهير بلدان اليورو.