abbas1955
25-08-2022 - 03:40 pm
في بغداد تبدأ الخناقة فيكون للسب عشرون ثانية فقط، ثم يكون سل الخناجر.
وفي دمشق، يستغرق السب دقيقتين، ثم يكون اللطم واللكم.
وفي القاهرة، يستمر السب والتهديد نصف ساعة، ثم لا يكون شيء.
وفي إندونيسيا لا يكون سب أبداً، لأن لغتهم (كما أظن) خالية من ألفاظ السباب
ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه صور من الشرق في إندونيسيا كلاماً جميلاً وصف فيه أهل
إندونيسيا فكان مما قال:
والقوم في إندونيسيا أرق الناس نفساً، وأرهفهم حساً، لا يحتملون شدة ولا عنفاً، ولقد لمت السائق مرة
على ذنب أذنبه، ورفعت صوتي عليه، فبقي أياماً متألماً.
وما سمعت في إندونيسيا ضجة، فالشوارع تكاد تكون هادئة، والكلام يكاد يكون همساً، ومارأيت فيها خناقة،
والخناقات في الشوارع مقياس أعصاب الأمم.
ويقول رحمه الله في موضع آخر:
في إندونيسيا أمران أغبط أهلها عليهما وأتمنى لكل أمة مسلمة مثلهما هما الصحة والنظافة.
فلا ترى حيثما سرت إلا أجساداً سليمة، ووجوهاً نضرة، وصحة بادية، و لا ترى وساخة في ثوب ولا في
طريق، وقد رأيتهم لا يطيب لهم عيش مالم يغتسلوا كل يوم، ومن حبهم للنظافة يغتسل فقراؤهم في
النهر، الرجال مع النساء، عادة لا يرضاها الله ولا تقرها المروءة وليس هذا الحرص على الاغتسال، لحرارة
الجو وكثرة العرق، فإن هذه البلاد وإن قربت من خط الاستواء، معتدلة الهواء، لا تزيد حرارة جاكرتا عن حرارة
القاهرة، بل لطبيعة ركبت فيهم.
ومن حبهم للنظافة تجد مساكنهم مرتبة الفرش منسقة الأثاث ما فيها بيت إلا له حديقة، وفي حديقته
الورود والأزهار، يستوي في ذلك الغني والفقير.
ذكرتني بأبو الحسن " الطائر الجريح " الغايب الحاضر ..