- "أعياد جنيف".. وإقبال السياح الخليجيين.. وشهر رمضان!
- ثقل لا يُستهان به
- رمضان والأعياد.. لا يلتقيان؟
"أعياد جنيف".. وإقبال السياح الخليجيين.. وشهر رمضان!
في سياق الاستعدادات الجارية لانطلاق "أعياد جنيف"، اندلع جدل مبكر في الأوساط السياحية في المدينة بخصوص المكانة التي يجب أن يحظى بها السياح الخليجيون في برمجة هذه التظاهرة خصوصا وأنها ستتزامن ابتداء من العام القادم مع شهر الصيام.
ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي كشف فيه المكتب الفدرالي للإحصاء عن ارتفاع نسبة الزوار العرب الوافدين من منطقة الخليج في عام 2007 بحوالي 43% مقارنة بالعام السابق ليصل عددهم إلى حوالي 30 ألف شخص.
مع قرب افتتاح أعياد جنيف في موفى شهر يوليو الجاري والتي تستمر حتى الحادي عشر من أغسطس، بدأت المدينة الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان تستعيد بعضا من مشاهدها العربية مع بداية توافد السياح الخليجيين عليها وتأقلم القطاعات السياحية مع عاداتهم وتقاليدهم الغذائية والترفيهية.
ويكفي أن يقوم المرء بجولة مسائية على ضفاف البحيرة لكي يتوقف على مدى جاذبية مدينة جنيف لعائلات بأكملها تفضل الفرار من أشهر الحر الخليجية لقضاء عطلة رائقة يجد فيها الكبير والصغير مبتغاه.
وإذا كانت الظاهرة مقتصرة في الماضي على بعض العائلات الملكية أو الثرية، فإن جنيف أصبحت تستهوي اليوم الخليجيين من أبناء الطبقة المتوسطة وهي ظاهرة يعزوها البعض جزئيا إلى الأزمة التي يعرفها لبنان الذي كان الوجهة المفضلة لهذه الفئة من السياح والمصطافين.
الظاهرة الأخرى التي تسترعي الاهتمام هذه السنة، تتمثل في أن بعض العائلات لم تكتف باصطحاب الكبير والصغير للتمتع بهدوء وأمن ومناخ جنيف والمناطق المجاورة لها، بل شحنت معها سياراتها الفاخرة التي أصبحت فرجة مثيرة للمارة في شوارع المدينة، ومشكلة إضافية بالنسبة لرجال الأمن الراغبين في تغريمها بسبب الوقوف العشوائي، وكثرة المخالفات المرتكبة من طرف أصحابها، لكنهم يحتارون في قراءة لوحاتها المعدنية المكتوبة بالعربية.
ثقل لا يُستهان به
إذا كان السياح العرب عموما، والخليجيون منهم بالخصوص، يشكلون الفئة التي تعتمد عليها جنيف عموما لإنجاح موسمها السياحي، نظرا لإقبالهم على اختيار الفنادق الفخمة التي عادة ما يتجنبها السائح المتوسط، وإنفاقهم أموالا هائلة في المحلات الراقية لاقتناء الحلي والمجوهرات والملابس الفاخرة، فإن أحدث الإحصائيات أشارت إلى أن سويسرا عموما وجنيف بالخصوص سجلت في العام الماضي زيادة في جلب السياح الخليجيين قدرت بحوالي 43%.
وفي شهر يونيو الماضي، أورد المكتب الفدرالي للإحصاء في توقعاته الأولية أن عدد السياح الخليجيين القادمين إلى سويسرا سيرتفع بين الفصلين السياحيين 2007/2006 و 2007/2008 من 21 الف إلى 30 الف. وإذا ما أضيف لهم عدد السياح القادمين من شمال إفريقيا (حوالي 10 آلاف)، ثم من مصر (حوالي 5 آلاف)، فإن العدد الإجمالي للسياح العرب الوافدين على سويسرا قد يصل إلى 45 ألف شخص.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما صرح به أخصائيون في قطاع السياحة الفاخرة إلى بعض وسائل الإعلام المحلية، فإن فئة الزوار الخليجيين ومن منطقة الشرق الأوسط هي التي عادة ما تسمح لفنادق الخمسة نجوم بتحقيق أكبر حجوزات خلال شهرين في فصل الصيف، وتسمح لها بتأمين 80% من حجم مبيعاتها للموسم السياحي. وهو ما يعني بلغة الأرقام 50 مليون فرنك للفنادق وحدها وحوالي 100 مليون فرنك في المجموع إذا ما أضيفت لها نفقات المطاعم والمشتريات والهدايا وما شابه ذلك.
رمضان والأعياد.. لا يلتقيان؟
في سياق متصل، اثار تزامن تنظيم أعياد جنيف مع شهر الصيام ابتداء من عام 2011 حتى العام 2013 نقاشا حادا داخل الأوساط السياحية في جنيف بسبب التخوف من أن يؤدي ذلك الى إثناء فئة السياح الخليجيين والشرق أوسطيين عن القدوم الى جنيف في شهر رمضان.
وهذا ما دفع البعض الى اقتراح تقديم موعد تنظيم أعياد جنيف إلى شهر يوليو بدل الأسبوع الأول من أغسطس، إلا أن المشرفين على المكتب السياحي لجنيف وعلى تنظيم أعياد جنيف اعتبروا أنه يُوجد بعض المشاكل نظرا لتزامنه مع تظاهرات أخرى مثل مهرجان نيون للموسيقى.
وفي معرض التعليق على تصريحات رئيس مكتب السياحة في جنيف جون بيار جوبان الذي قال "إن أعياد جنيف موجهة بالدرجة الأولى لسكان جنيف وأن تاريخ حلول شهر رمضان ليس هو الذي يحدد الموعد"، أكد بعض أصحاب الفنادق الفاخرة أنه "على مكتب السياحة أن يكون هيئة للترويج للسياحة في جنيف بالدرجة الأولى"، مشددين على أن غالبية السياح العرب "تأتي إلى جنيف بسب الأعياد".
وإذا كان ثقل السياح العرب المتوافدين على جنيف في الماضي يتمحور حول بعض كبار المسؤولين والعائلات الحاكمة من أمثال الملك السعودي فهد أو الشيخ زايد من الإمارات، فإن مدير مكتب السياحة في جنيف فرانسوا بريان لا يتردد في الإعتراف بأن "الوضع تغير اليوم".
ففي السابق، كانت تلك العائلات تجتمع مع بعضها البعض في القصور التي تمتلكها والمتواجدة في ضواحي جنيف وفرنسا المجاورة ولا تهتم بما يجري حولها، أما الفئات الخليجية الجديدة من الطبقة الوسطى فلها مطالب أخرى وترغب في أن تستفيد من تظاهرات ونشاطات ترفيهية، إضافة الى استمتاعها بالأجواء الآمنة والطقس المناسب والخدمات الجيدة.
ولا يخفي بعض العرب انتقاداتهم للساهرين على تنظيم أعياد جنيف الذين اختاروا هذه السنة روسيا كضيف شرف مراعاة للتوافد الكبير للسياح الروس، ويقولون يجب عليهم ألا يتناسوا أنه باستثناءاستضافة يتيمة لتونس قبل حوالي عشرة أعوام، لم يتم لحد اليوم توجيه الدعوة لأية دولة خليجية لحضور احتفالات جنيف كضيف شرف.
ويذهب البعض أيضا إلى أن التفكير في مبادرات من هذا القبيل من طرف الساهرين على قطاع السياحة أهمّ وأجدى بكثير من الدخول في جدل حول تزامن الاعياد مع شهر رمضان لأن "بعض السياح الخليجيين أو الشرق أوسطيين قد لا يزعجهم بالمرة تزامن تلك الأعياد مع شهر الصيام"، حسب رأيهم.
منقول
ألف شكر و العفو للجميع