قررت وزارة النقل اغلاق عقبة الهدا خلال هذا الصيف وذلك حفاظا على حياة الناس
وسلامتهم في ظل وجود أعمال تفجير في الجبل وخطورة بعض المواقع ، ولتوفير
معايير جودة وسلامة عالية في تنفيذ هذا الطريق.
ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه مستخدمو طريق الهدا افتتاحه مع مطلع الصيف كما جرت العادة
للتسهيل على المسافرين والسياح سواء المتجهين الى الطائف او الى جدة ومكة المكرمة
والمدينة المنورة مرورا بالطائف.
واوضح المهندس مفرح الزهراني وكيل وزارة النقل في حديث ل«الشرق الأوسط» أن طريق الهدا الكر
لن يتم فتحه هذا الصيف ، مرجعاً السبب إلى الحفاظ على حياة المارة وعلى سلامتهم متمنياً
من الجميع والسياح الصبر من أجل معايير الجودة والسلامة التي تنشدها الوزارة.
وأضاف الزهراني «أن هناك أعمال تفجير في الجبل وحتى المناطق الباقية في الجبل خطرة جدا
بسبب الأمطار وما ينتج عنها حتى تلك المناطق التي لم تنلها أيدي المقاولين تهدد حياة المارة
لانه من الممكن في أي وقتٍ من الأوقات أن تتدحرج فيها الصخور وتهدد بالتالي حياة الناس».
وذكر أن الوزارة ارتأت إقفال الخط هذا الصيف حتى لا تتكرر أحداث مأساوية يروح ضحيتها
أناس بسبب الأمطار وما ينتج عنها من تهديد كتل صخرية تدق ناقوس الخطر في أي وقت.
وأشار الزهراني إلى أن المشكلة تكمن في الصخور التي لم تتم خلخلتها في الأماكن البعيدة
عن يد المقاولين وليست فقط في أماكن العمل، لذا اجتمعت عدة لجان ومن ضمنها
اللجان الجيولوجية ووقفوا على الطبيعة وأجمعت بالكامل بعد دراسةٍ مستفيضة من
أصحاب الاختصاص على الاستمرار في إغلاق الطريق.
وحول الاثار الاقتصادية والتراجعات السياحية التي تتعرض لها منطقة الهدا الشهيرة في الطائف
خاصة وهي على بوابة الصيف ، أفاد وكيل الوزارة أن طريق الهدا - الكر سيكون على أهبة الاستعداد
قبل صيف العام المقبل ، مشيرا إلى أنهم يتفهمون المخاوف الاقتصادية والسياحية التي يبديها البعض ومعلقا «يجب على الناس أن يشرحوا صدورهم لنا». وتابع، ستكون منطقة الهدا من المناطق الاقتصادية والاستثمارية الضخمة نظراً لازدواجية الخطوط الجاري العمل بها الآن حيث ستوفر على السياح والمواطنين اختصاراً في الوقت وسلامةً أكثر وستكون انعكاسات هذه الأعمال في المستقبل القريب.
وبرغم المعاناة التي قد تلحق باصحاب الشركات والسياح الا ان الغالبية تتفهم موقف وزارة النقل
وهو ما يشير اليه مدير عام شركة الطائف للاستثمار والسياحة المهندس عبد الرحمن القريعي
الذي قال «ليس هناك خاسر أو رابح فالمصلحة العامة فوق كل شيء، والتوسعة القائمة
والتي أغلق الطريق من أجلها هي مطلب أساسي يصب في مصلحة الجميع».
وأضاف بعد انتهاء أعمال توسعة الجبل ستعوض الخسائر وستفتح مزيد من الآفاق والخير على الهدا ومشاريعه خاصة والطائف وأهلها عامة.
وتعد منطقة الهدا من الأماكن الثرية اقتصادياً وسياحياً وهي حلقة وصل مهمة بين الطائف
ومكة المكرمة تقع إلى الشمال الغربي من الطائف على حافة الجبال وتبعد عن وسط البلد
5كيلو متراً تقريبا ، وتتميز باعتدال مناخها وخضرة جبالها. حيث شهد مركز الهدا خلال
الثماني سنوات الماضية عشرات المشاريع السياحية التي قدرت تكاليفها بأكثر من 1.5 مليار ريال.
وتبلغ تكلفة مشروع ازدواج هذا الطريق 450 مليون ريال نظراً للطبيعة الصخرية الوعرة بالموقع
والحاجة إلى قص أجزاء كبيرة من جبال كرا حتى تختزل المساحات الناتجة لصالح الطريق بالاضافة
إلى معالجة مشكلة الانهيارات الصخرية المتكررة بهذا الطريق. ويخدم الطريق الحجاج والمعتمرين
من داخل المملكة بالاضافة إلى أهالي مكة المكرمة وجدة الذين يفضلون الوصول إلى الطائف عبر
طريق كرا الذي يختصر أكثر من 40 كيلومتراً بين الطائف ومكة المكرمة وتبلغ المسافة عبر هذا
الطريق 80 كيلومتراً بينما تصل المسافة عبر طريق السيل الكبير إلى 120 كيلومتراً.
تحياتي
المصدر / جريدة الشرق الأوسط
العدد10430 تاريخ 19/6/2007