تقع على نهر شنيل. كان اسمها في عهد الرومان كولونيا أوغوستا فيرما أستيجيColonia Augusta Firma Astigi وكانت من أولى المدن التي افتتحها طارق بن زياد في سنة 711. وقد شاركت استجة المسلمة بفعالية في احداث المنطقة. تقول مصادر العصر الأندلسية أن استجة احتضنت جالية مستعربة كبيرة الأهمية ساندت المتمرد عمر بن حفصون في ثورته ضد الأمويين. عندما استولى عليها القائد بدر في عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث عاقب سكانها دون رأفة وهدم أسوارها وجسرها الروماني. في عصر الطوائف، بعيد سقوط الخلافة الاموية، تبعت استجة لفترة وجيزة لمملكة قرطبة ثم ضمت الى مملكة البرزاليين في قرمونة لتنتقل في الربع الأخير من القرن الحادي عشر لتتبع مملكة اشبيلية.
توالى عليها فيما بعد المرابطون فالموحدون الى ان استولى عليها النصارى في سنة 1240 دون أية مقاومة كما حدث في بقية مدن الوادي الكبير الأوسط. الآثار الأندلسية في استجة تنحصر في أطلال أسوارها وتلك الآثار التي يحتفظ بها في مبنى البلدية، وثمة أطلال لستة وثلاثين برجا لا نرى منها سوى أجزائها العليا، وبينها ثلاثة أبراج برّانية يربطها بالأسوار جدار يعلوه درب.
ما من شك في أن أسوار استجة الحالية ترجع الى عهد الموحدين. كان القصر قائما في الزاوية الجنوبية الشرقية من الأسوار وكانت يحيط به سور مزدوج درس مع الزمن. كان القصر مركز السلطة السياسية والادارية في المدينة وبقي الأمر كذلك بعد سقوطها في سنة 1240. تقول المصادر ان كنيسة سانتا كروث الحالية تقوم حيث كانت كاتدرائية أستيجي Astigi الرومانية والتي حوّلت بعد الفتح الى مسجد جامع، وكشاهد على ماضيها الأندلسي ما زالت تحافظ على بهو محاط بالأقواس اضافة الى لوحتين نقشت عليهما كتابة بالخط الكوفي ما زالتا على برج نواقيسها.