- محمد( مطار أوكلاند )
- بإمكانك المرور سيدي.
- أرجوك تقدم نحو ذلك الرجل.
- اتبعني من فضلك.
السلام عليكم ورحمة الله ،،
قبل سنتين تقريبًا أمضيت في نيوزليندا أربعة أشهر، كانت مليئة بالتجارب الشيقة والمواقف الرائعة، سأحاول أن أكتب عنها في سلسلة من الذكريات التي أحاول أن اعبر فيها كيف رأيت هذا البلد الجميل،
وأستأذن أخي المشرف في طرحه مرة أخرى (معدلاً) ،
ودمتم بخير
محمد( مطار أوكلاند )
نزلت من الطائرة وفي يدي حقيبتي اليدوية وورقة لابد من تعبئتها في الطائرة قبل الوصول، لكي تفتح لك هذه الدولة أبوابها.
سرت في المطار أتبع الركاب القادمين كي أضمن سرعة الوصول. بدأت ألحظ النظرات المتشككة الموجهة لي من الركاب وموظفي المطار، لم أكن متعجبًا فعندما تكون أنت العربي الوحيد على متن رحلة قادمة من الشرق الأوسط وملتحيًا ومرتديًا لمعطفٍ أسود فالتهمة ثابتة لا محالة.
الكل يبتسم لك، وإن كنت أقرأ في العيون غير ذلك، فهي تعطيك إحساس بأنك (مشتبه به) وهذا كافٍ!
بعد أن أخذت حقيبتي أقبل رجل أمن ومعه كلب جعله يتشمم حقيبتي، وعندما لم يجد بغيته لدي، كشر عن أسنانه فيما يشبه الابتسامة وهو يقول:
بإمكانك المرور سيدي.
تبسمت في داخلي، وأنا أشعر بمرارته، فانا في نظره مشروع إرهابي جدير بتوقيفه والتحقيق معه، ولكنه وللأسف لم يجد دليلاً يثبت به نظريته.
بعد انتهاء إجراءات الدخول تابعت سيري إلى بوابة الخروج، عندما استوقفني أحد الضباط وسألني عن ورقة الدخول التي قمت بتعبئتها في الطائرة، مددتها له برهبة، نظر إليها بسرعة ورفع عينيه نحوي بنظرة أشعرتني بأنني أحمل مرض خطير معدٍ، ووضع علامة (X) حمراء على الورقة وناولها لي وهو يبتسم ابتسامة الظفر والنصر وكأن عينيه تقولان ..(أخيرًا أوقعت بك)، وقال:
أرجوك تقدم نحو ذلك الرجل.
وأشار إلى ضابط آخر يقف في آخر الممر كان يساعد امرأة كبيرة في النهوض وهو يبتسم لها، تفاءلت خيرًا، وتوجهت نحوه، وبعد أن فرغ من المرأة، التفت نحوي وسرعان ما تلاشت تلك الابتسامة من على شفتيه، ووضع يده على السلاح المعلق على صدره، واستعد لمقابلة هذا الإرهابي القادم نحوه.
قال لي وهو يتمعن في عينيّ لعله يعرف أين خبأت الأسلحة النووية التي أحملها:
اتبعني من فضلك.
قادني عبر ممرات طويلة، والنظرة الصارمة لا تفارق عينيه، لدرجة أن كل الناس يتحاشون المرور بنا خوفًا من هذا المجرم الخطير!، إلى أن دخلنا غرفة واسعة، اقشعر بدني من برودةِ المكان وهدوئه، فالصالة كبيرة وممتلئة بطاولات كثيرة أقرب إلى طاولات التشريح منها إلى طاولات تفتيش، وفي ركن قصي منها يوجد ضابط آخر يحقق مع شخص صيني وقد فتح جميع حقائبه وأُخرج كل ما فيها.
قادني إلى أحدى الطاولات وقال لي:دخل أحدى الغرف، واخذ يكلم من فيها بصوت مرتفع، وجلست أنتظر عودته بالزي (البرتقالي)،
ليُبلسني إياه ..!!
.
.
انفضت من مقعدي، و التفت نحو صاحب هذا الصوت الناعم. أو بالأحرى (صاحبة) هذا الصوت.
ضحكت وهي تبتسم لي وتقول:نظرت لها ثم التفت إلى الغرفة التي دخل فيها الضابط الذي قادني إلى هذا المكان، فأطل برأسه نحو الطاولة التي جلسنا عليها متقابلين، وقال لها:
- أين جيمس، لقد أرسلت في طلبه.
- لا بأس، أنا أغطي مكانه هنا.
وجه نظره نحوي غير مقتنع بهذا التبديل المفاجئ وعيناه تقولان ( أيها المحظوظ سنلتقي مرة أخرى، وعندها .. لن تنجو أبدًا).
وقال لها :عندها فقط التقطت أنفاسي والتفت إليها وابتسمت ابتسامة من خُفف عنه حكم بالإعدام.
انتزعني هذا السؤال من خيالاتي، قلت وأنا أعيد ترتيب أفكاري مذكرًا نفسي بأني ربما نجوت من الإعدام ولكنه مازالت أمامي محاكمة ربما تنتهي بالمؤبد.
ابتسمت، وقالت:- هذا اسم سهل للتذكر، أهلا محمد أنا الضابطة جوليا.
- جوليا؟
- نعم .
- اسم جميل.
وفي الواقع هو أبعد ما يكون عن صاحبته، فهي امرأة كبيرة سنًا في أواخر الأربعينات تقريبًا، من السكان الأصليين (الماوري) ببشرة شديدة السمرة، وشعر أشعث، حاولت جاهدة أن يكون مرتب بشكل مقبول نسبيًا.
- شكرًا لك، الآن قل لي لماذا أتيت إلى هنا؟
وكما يقولون في الغرب هذه هو ( سؤال المليون دولار) !!
- حقيقةً وجودي هنا له سببان : الأول أنا في إجازة من عملي، والثاني أريد تقوية لغتي الإنجليزية.
هزت رأسها بدون اقتناع وهي تقول :- حقًا؟ .. لغتك تبدو ممتازة بالنسبة لي!
- شكرًا .. ربما تبدو في الوهلة الأولى كذلك .. ولكني أحتاج لأن أزيد من حصيلتي اللغوية .
نظرت إلى نظرة أيقنت بعدها بعودتي إلى بلدي على متن أول طائرة مغادرة.------
.
.
والبقية في الطريق ،،،
والله اخاف يكونون ارسلوك جوانتانامو 000 00000
ههه
امزح والله 000
بس بصراحة اسلوبك بوليسي رائع ومشوق ذكرني باسلو ب روايات اجاثا كريستي ايام زمان 000
اكمل اكمل بسرعة 000000000
دمت سالما00000