بسم الله الرحمن الرحيم
السادس من مايو 2014 م .. السابعة والنصف صباحا .. بدأت أحرّر عن جسدي غطاء السرير المتدلي نصفه على الارض .. عادتي في كل صباح أستيقظه وانا خارج البلد.. أن أعرّي النافذة عن ستارها لاستكشف ما بالخارج ..
يا الله !! ما هذا الصباح ؟.
المطر ينهمر بقوة .. والسحب تكاد تعانق غرفتي في الدور السادس عشربفندق ريجنسي بالاس في عمّان .. بالأردن .
أخذ مني التأمل وقتا طويلا وأنا اتابع زخات المطر وهي ترتمي في احضان كل شيء تقع عليه .. الأبواب ، النوافذ ، الجدران ، الأسفلت .. من بعيد كنت ألمح أفواجا من السحب المتراكمة وهي تتشبث برؤوس المرتفعات ..
عمّان والمطر
التقطت جهازي ( الجوال ) وفي المفضلة اتصلت مباشرة برفيقة دربي في الحياة ..
أنا : ألو .
هي : أهلين صباح الخير .
أنا : صباح المطر والجو اللي فاتكم .
هي : يا حظك ، اما احنا فحر الرياض ذبحنا .
أنا : ياليتكم معي والله .
هي : المره الجايه ان شاء الله .
أنا : المره الجايه ؟! المرة الجاية مو هنا ..
هي : وين ؟
انا : إن شاء الله ماليزيا .
انتهت المحادثة بعدها .. ولكن عقلي لم ينته من التفكير ..
ماليزيا !! يالها من نية راودتني عشر سنين عجاف .. تذكرت كيف كنت أقلب الصفحات في ( العرب المسافرون ) وأحلق خيالا مع كل تقرير يكتب عنها..
كنت أسلّي نفسي بأن الظروف وقتها لم تكن كافية للتحليق من الرياض الىكوالالمبور .. وأن الأمور كانت أشد تعقيدا من الآن .. وتذكرت الأهم .. بأن الله لم يكن قد يسرها لنا بعد ..
لملمت شتات تفكيري .. واستعديت للذهاب الى مهمتي التي جئت من أجلها الى عماّن ..
ابقوا معي .. لنعود للرياض معا .. وقصة تنفيذ الوعد .
كلمات ليست كالكلمات
متابع