- جواز سفرك سيدي تفضلي
- هل تعرف فلان وفلان
- افتحوا أبواب القطارين
- وصلت الى مكتب خطوط الطيران Aa . فبدت الموظفه أنها عجوز متصابيه .
ما إن بدت لنا مدينة نيو يورك من خلف الأطلسي وأنا بفضول العربي أحاول جاهدا أن اتبين موقع برجي التجارة العالميه السابق , حاولت كثيرا من خلال نوافذ الطائرة لكن للأسف لم تساعدني خبرتي المعدومه في هذه المدينة الكريهه أن أتبين مكانه فأن من عشاق الولاية الذهبية كاليفورنيا وأحس بغربة في هذه المدينة . فلم أفق الا وطائرة الخطوط السعوديه تفرك بعجلاتها مدرج مطار Jfk والمضيفة تعلن عن وصول الرحلة رقم 35 الى المطار قادمة من الرياض . لملمت كتبي وأشيائي التي كانت قبل قليل مبعثرة على الطاوله أمامي , أخذت جواز سفري ووريقات أبلغونا بتعبئتها وبعد أن ملئت بياناتها , ووضعت في خانة العنوان اسم الفندق الذي سأقطنه في سان فرانسيسكو ,
اووه تذاكر المواصلة الى معشوقتي سان فرانسيسكو قد حرصت على الاحتفاظ بها مع جواز سفري
مررنا بطابور الجوازات ثم الجمارك بعد التقاط أمتعتنا من سير الحقائب , لم يكن لي من يستقبلني ولكن كنت السباق بين زملائي الى الوصول الى مكتب خطوط Aaوهذا اسم شركة الطيران التي يظهر اسمها في تذاكر السفر التي حصلت عليها من الرياض . تقدمت الى تلك السيده التي استقبلتني بأبتسامة أظنها من متطلبات العمل لديهم
جواز سفرك سيدي تفضلي
عبثت بجهاز الحاسوب قليلا ثم برمت شفتيها ورمقتني بنظرتي أحير من نظرة الموناليزا وأجترت ابتسامة مصطنعا (أظنها كذلك )
- للأسف سيدي لايوجد لكم اسم على خطوطنا
- ولكن مكتوب هنا في التذكرة اسم شركتكم ووقت الرحلة 11:10
- ولكن للأسف سيدي لايوجد لدينا رحلة لسان فرانسيسكو في هذا الوقت , فطائرتنا الى هناك تتحرك الساعة 11:45
- ماذا أصنع الان وزملائي سيستقولون الرحلة في الساعة 11:15 الى هناك
- انتظر سيدي سوف أسال , قالتها وكأنها بعثت في الأمل من جديد . سوف أسأل خطوط الطيران الأخرى
عبثت بذالك الجهاز اللعين الحاسب فقالت نعم هناك طائره الساعة 11:15 ولكن لخطوط طيران أخرى هي اليونايتد وسوف أسألهم . لم يكن من صميم عملها ولكن الجانب الانساني في العمل لديهم هو صميم محور الأداء الوظيفي
ألتقطت سماعة الهاتف وخاطبت شخصا ما
- هل تسمحون لي بالدخول الى شبكتكم لدي راكب يحتاج للمساعده . صمتت قليلا ثم أردفت شكرا
وقعت كلمة راكب يحتاج الى مساعدة مني موقعا قويا فلم أسمعها يوما من موظف في بلد عربي .
عادت هي الى حاسوبها وعبثت به وكلما كانت تضربه بأناملها أحس انها تشفي غلي به . بعد لحظة سألتني كمحقق
هل تعرف فلان وفلان
ما أن سمعت هذين الاسمين الا وقفزت فرحا فأيقنت انهما بدية حل لاأعلم ماهو .
- نعم سيدتي هما زملائي نحن قادمين معا
- نعم هناك حجز لكم جميعا ولكن على خطوط الطيران اليونايتد. فشركة الطيران خاصتكم قطعت لكم التذاكر على شركتنا والحجز على خطوط الطيران اليونايتد.
- يبدو ان شركة الطيران خاصتنا تمارس هوايتها معنا حتى في ماوراء البحار , ماذا يابدر اذا مازحتك شركة الطيران خاصتنا .
- وماأصنع سيدتي
- عليك الذهاب الى شركة الطيران اليونايتد, فاذا لم ترغب في السفر معهم فأطلب فتح التذكره على خطوطنا .
- اين أجد هذه اليونايتد سيدتي , فأنا غريب ولا أعرف الى اين أتجه , يبدو أنني قلتها كنوع من الاستجداء . هناك جينات عربيه لابد أن تتحرك أحيانا .
- عليك بالخروج الى خارج هذه الصاله ثم تستقل القطار الى الصاله 8 فمكاتبهم هناك , اذن هناك قطار ثم صالة , فتذكرت خلال دراستي في القاهره صياح بعض الأشخاص في الشوارع (عيل تايه ياولاد الحلال) . أستر يارب
سحبت حقائب مسرعا الى بوابة الخروج فلفحتني رياح باردة صقيعيه .أووه لقد أنستني هذه ماقالته المظيفة في الطائره أن درجة الحرارة في مطار Jfkهي 3 درجات مئويه . نعم نسيت ونسيت اننا في شتاء نيو يورك واليوم 1 فبراير .
دخلت الى محطة القطار ووقفت وحيدا . فنظرت الى اللوحات الارشاديه فهناك لوحات متحركه تعلمك بالقطار القادم ومتى وصوله والمحطات القادمه .
- تائه تائه لامحاله , أو أقلها أن تفوتني الطاءره ويفوتني الصحب
وفجاءة وبين سواري المحطه خرجت لي فتاة سمراء ترتدي معطفا يبدو كزي موحد , عرفته من اللون البرتقالي والأزرق والأسود تحمل بيدها جهازا لاسلكيا شبيها بتلك المستخدمة مع رجال الأمن في البلاد العربيه . فعرفت اني وقعت في يدي رجال Fbi , وذكريات 11 سبتمبر تمر في ذاكرتي وروايات عديده عن معاملة العرب هناك تجول في مخيلتي .قلت في نفسي (هي ناقصه)
- هل بامكاني مساعدتك سيدي فأنا مسئولة المحطه
- الحمدلله
- عفوا
- أقصد أني لدي مشكلة في التذاكر وطلبوا مني الذهاب الى الصالة رقم 8 ولا أدري كيف الذهاب الى هناك وأنا غريب وصحبي سيرحلون ويتركوني ثم سأضيع في هذه المدينة ولا أعرف أحدا وأريد مساعدة أي شخص (ألم أقل لكم ان الجينات بدت تتحرك )
- اذن انتظر
في هذه الآونة كان القطاران يمران بنفس المحطه وهما في نفس الاتجاه وهما يسيران عكس مبتغاي
التقطت جهازها سريعا وقالت . أوقفوا القطارين معا فلدي شخص يحتاج للمساعده أووه نفس الكلمة ثانيه كم أصبحت محببة الى نفسي ,.
توقف القطاران وهي لازالت تتحدث
افتحوا أبواب القطارين
ففتحت جميعها ودخلت أحدهما وأنا أتبعها بشنطتي . دخلت الى القطار الأيسر وأنا أتبعها كطفل يلحق أمه وقد وعدته بحلوى
- ايها الساده أنا أحتاج الى هذا القطار تفضلوا وأستقلوا القطار الآخر هو ينتظركم . خرجوا ولم ينبسوا ببنت شفه . وبقيت وحدي في القطار , وبعد أن رحلوا قربت ذاك الجهاز من فمها وقالت أعكسوا إتحاه هذا القطار وأذهبوا بهذا المسافر الى الصاله 8 هو مستعجل . قفلت الأبواب وتحرك القطار وأنا واقف فيه , كانت عيناي ملتصقة بها كعاشق ولهان , كنت أتمنى أن تنظر الي فالوح لها بيدي كرد للجميل وليتها صنعت . فقد أدارت الى ظهري وكأنها لاتريد رد عرفان مني .
كنت أرقب اللوحات الارشاديه حتى لا أضيع فلما أقتربنا من الصالة 8 وخفت الا يتوقف . سمعت صوت المذيع الداخلي يقول
- سيدي ها أنت وصلت للصالة 8 تفضل بالنزول ونتمنى لك سفرا سعيدا
أهو يخاطبني . نعم فليس غيري في القطار . ولا يوجد سائق اصلا , فأين هو . عرفت أنني أتعامل مع أجهزة تدار من بعد هو يراني وأنا لا أدري أين هو . ولكن لوحت له تلك التلويحة التي غصت بها يدي في المحطة لتلك الفتاة السمراء .
نزلت مسرعا أجر خيبتي أقصد شنطتي فلقد ندمت أشد الندم على كل قطعة اصطحبتها معي فلقد كانت عبئا علي .
وصلت الى مكتب خطوط الطيران Aa . فبدت الموظفه أنها عجوز متصابيه .
- صباح الخير سيدتي
- أووه أتمنى ان يكون صباحك جميلا سيدي
- لاأتوقع سيدتي
- كيف يمكنني ان اخدمك, فشرحت لها قصتي وماآلت اليه أموري
- أووه ,انا آسفه (قالتها بدلع وأظنه ايضا من متطلبات العمل ).ولكن لايهم . وماهي رغبتك سيدي
- قلت أريد السفر مع أصدقائي فأنا لا أعرف الطريق الى الفندق في سان فرانسيسكو وسوف يكون شخصا في استفبالنا . فاذا لم أحضر معهم سيرحلون ويتركوني (جينات أيضا).
- هل تريد فتح التذاكر الى خطوط أحرى
- نعم . اليونايتد
- إئذن لي قليلا حتى أحصل على اذن.
مرت دقائق كأنها دهرا وهي لاتزال تمسك بسماعة الهاتف ثم اتصلت بآخر وانتظرت وقتا كان كالدهر بالنسبة لي . ثم ابتسمت لمحدثها على الهاتف قائلة شكرا شكرا.
فالتقطت تذكرتي وكتبت عليها فدفعتها لي وهي تقول : لقد فتحنا لك التذكرة وبامكاتك السفر مع اليونايتد . اصطنعت ابتسامة لا ادري من أي قلب جاءت ولكن خرجت مع كلمة شكر مكرره .
هرولت عائدا الى قطاري ولكن لا سمراء فالانتظار . دقيقتان مرت ولاح لي القطار فركبته عائدا الى الصالة الأولى .
وعدت الى نفس الموظفه . وقفت أمامها الهث وقطرات العرق في ذلك الشتاء تقطر من جبيني , ورأت ملامح وجهي قد أكفهرت وماعلمت بما جرى . ولكن هناك أمر أرق قلبها علي .
- سيدتي لقد فتحوا تذكرتي الي خطوطكم وأرغب في السفر معكم
- الوقت يبدوا متأخرا وأشك في لحاقك بالرحله . كانت تحدثني وهي تعبث بذاك الجهاز اللعين وقد بدت مستعجله , وأصدقكم عرفت أن من حسن حظي أن مكتبها كان مقابل لبوابة الدخول الى الصالة الداخليه . فلاحظت طول طوابير التفتيش وبدأت تستعجل اجراءات سفري . وتشحن الحقائب سريعا وتطبع كرت الصعود الى الطائرة بسرعة الذي دفعته لي مع جواز السفر بعد أن استلمت حقيبني الكبرى وقالت الحق بالرحله .
وصلت الى بوابة الدخول فاذا أصحابي يقفون في الصف 9 . فدخلت الصف فاستوقفني رجل امن من اصول اسيويه عند مدخل الصف وطلب بطاقة الصعود ونظر بها وقال : - اذهب من هناك
- ولكن أصدقائي في هذا الصف وأحب أن أكون معهم
- اذهب الى هناك لو سمحت .
- لو سمحت انت أريد أن أكون معهم .
- ولكن لم يكتبوا لك Ssss
- وماتعني هذه
- انها للقادمين من الشرق الاوسط وتعني تفتيشا دقيقالهم . فأذهب من هناك لايحق لك الدخول معهم
لله درك من سيده , عرفت لماذا لم تكتب تلك الssss . فلو كتبتها لأستغرقت في ذلك الصف طويلا . ولفاتتني الرحله . فأنسللت من أمام ذاك الاسيوي وقد تبرأت من صحبي .
سبقت زملائي الذين أصبحت أدعوهم بالمشبوهين الى الطائره . وما أن استقرت في الأجواء حتى بدأ شريط ذاكرتي يستعيد الأحداث
ألست سعوديا ؟ الم يتسبب 15 من ابناء بلدي في كارثة سبتمبر؟ ألم يتسببوا في خسائر لشركة الطيران الامريكيه ؟ وهاهي الشركه تتنازل عن حقها في التذكرة من أجلي !
ألم نكن السبب في خسارة زملاء موظفي شركات الطيران لوظائفهم ؟ لماذا لم ينتقموا مني ؟ بل الغريب انهم قدموا لي مساعدة لن أجدها في أي بلد عربي !!!
ألم نسمع ان الغرب لاهم لهم الا تدميرنا ؟ أليسوا كفارا؟ ألم تتجاهل تلك الموظفه تحذيراتهم الأمنيه وتعفيني من قصة الssss ؟
ضغطت زر استدعاء المضيفه .
فجاءت على عجل . بوجه بشوش فوضعت يديها عل ركبتيها وانثنت حتى شممت رائحة عطرها
- كيف أخدمك سيدي ؟
- أحتاج الى بطانيه.
نوم العوافي ان شاء الله
عشت القصة وكأنها لي
سلمت يمينك
ولن اعلق فيكفينا القصة والفرق