أبو سعيد
22-08-2022 - 07:48 pm
تطل حديقة “جبلاية الأسماك” على حي الزمالك الهادئ جهة الشرق من النيل مثل معمارية وسط مجموعة من الحدائق الغناء المليئة بما ندر من النباتات والأشجار والنخيل المتنوع الأشكال والأنواع في المنطقة المعروفة وسط سكان العاصمة المصرية باسم “الجزيرة”.
ومنذ إنشائها في عهد الخديوي إسماعيل و”حديقة الأسماك” تتصدر قائمة الحدائق الخديوية التي كانت ولا تزال ملتقى للأحبة والعشاق هربا من زحام القاهرة ونظرات المتطفلين ويرجع تاريخ إنشاء الحديقة الأشهر في مصر إلى العام ،1867 وتبلغ مساحتها مضافا إليها مجموعة الحدائق النباتية المجاورة لها نحو تسعة أفدنة ونصف الفدان وقد تسلمتها إدارة حديقة الحيوان بالجيزة في العام 1902 وقامت بإصلاح أربعة وعشرين حوضا مختلفة الأحجام لعرض 33 نوعا من الأسماك النيلية فيها قبل أن تفتح الحديقة للجمهور في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام.
وفي العام 1965 تم إغلاق الجبلاية لمدة طويلة بهدف إعادة ترميمها وتجديدها حيث خضعت عملية التجديد لإشراف جهات علمية وهندسية تابعة لوزارة الزراعة المصرية قبل أن تعود مرة أخرى لاستقبال جمهورها في العام 1983. ويتمثل جمال “الجبلاية” ليس فقط في روعة تصميمها ولكن فيما تم استخدامه من مواد لبناء هذه التصاميم المبنية من الطين الأسوانلي المخلوط بمادة “الأوسروميل” والرمل الأحمر بالإضافة إلى الطوب المصنوع من خليط من الطين الأسوانلي والمواد الداعمة شديدة الصلابة، وقد جعلت هذه المواد الطبيعية المنظر العام للجبلاية والمصمم على هيئة خياشيم السمك وكأنها قطعة من الصخر تم نحتها وتفريغها من الداخل ببراعة شديدة.
وتتكون الجبلاية من مدخل من فتحتين تشبهان فتحة خياشيم السمكة فيما تقع خلفهما منطقة البهو، وعلى جانبي الفتحتين توجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الدخول والخروج الأربعة فيما يقع مبنى الجلابية في الجانب الشرقي للحدائق على شكل دائرة تحيط بفضاء متسع.
وقد روعي عند تصميم جبلاية حديقة الأسماك أن تكون من الداخل على شكل ممرات أو تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع في باطن البحر، فإذا ما نظرت إلى سقف أحد الممرات وجدته وكأنه واحد من بين تجاويف أخرى صنعتها الأمواج، أو كأنها فقرات متسلسلة لكائن حي يسبح في أعماق سحيقة وهي تصاميم تعزف ألحانا عند مرور الهواء بها تشبه إلى حد كبير حركة الماء وذلك من خلال حركة الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلا بين الكهوف. وتضيف مصابيح الإضاءة سواء تلك الموجودة داخل الأحواض التي تكشف حركة الأسماك المختلفة أو المصابيح المثبتة في حوائط الجبلاية بغرض الإنارة للزائرين ظلالا لونية ضوئية مختلطة بألوان الأسماك وسحر وغموض التصميم، ما يجعل الزائر يشعر بالسكينة والهدوء بشكل ملحوظ خاصة مع متابعة حركة الأسماك داخل أحواض العرض. وتضم الجبلاية أيضا أربع صوب لتفريغ الأسماك إلى جانب مفرخ رئيسي وصوبتين لمعالجة المياه اللازمة لحياة آلاف الأسماك التي تضمها أحواض كبيرة من بينها 24 حوضا لأسماك الزينة من اسماك المياه العذبة.
منقول من جريدة الخليج الاماراتيه .
ابو سعيد
معلومات مفيده وياليت لو كان فى صور للحديقه
تحياتى