- اليوم الاول
- دخلنا القرية وكانت شلة من الاطفال تركض باتجاهنا مرحبة بحماس.
اليوم الاول
الشواطي الذهبية ، البحر الازرق العميق ، النخيل ، الفنادق والسهر هو أول ما يتبادر الى أذهاننا حين نسمع كلمة سيناء.
الاّ أننا قرّرنا هذه المرة تجربة سيناء على زوج عجلات وزوج دعّاسات في أعلى منطقة في سيناء وهي منطقة دير سانت كاترين. وبالطبع فان أفضل الأوقات لمثل هذه الرحلة هي المواسم الانتقالية حين لا يكون الجو لا بارداً ولا حارّاً.
الصحراء دائما مثيرة لبني البشر: تمازج اللونين البني والذهبي ، الجبال الشاهقة ، والأهم الهدوء المطبق.
بعد الكشف الأمني المشدّد في معبر طابا ونظرات الاستغراب تحيط بنا نحن الاصدقاء السبعة ودراجتنا الهوائية أخذنا تاكسي ليوصلنا الى المكان الذي سنقضي فيه ليلتنا الاول.
اسم المكان "الحلم البدوي" Bedouin Dream . .....
في الغد وبعد تناول وجبة افطار بدوية حمّلنا دراجتنا على سطح التاكسي تغمرنا بهجة الرحلة متوجهين الى وجهتنا المقصودة.
السفر من نويبع لمنطقة سنت كاترين يستغرق3 ساعات. تخللها بعض الاستراحات لتصويرالطبيعة الخلابة وتجديد نشاطنا.
وصلنا Fox camp وهو مخيم بدوي يقع بالقرب من سانت كاترين في ساعات الظهر حيث كان الاستقبال هناك حارّاَ جدّاً (40 م في الظل).
مطبخ متواضع في وسط المخيم ومن حوله مبانٍ هي غرف نومنا.
في المخيم التقينا ب "أحمد" المرشد البدوي الخاص بنا. عمره 33 سنة طويل القامة نحيف البنية . يطلق عليه أصحابه لقب "المدير العام" وكنا قد اتصلنا به قبل سفرنا ورتّبنا سوية مسار رحلتنا المزمعة.
وعلى الفور استعدينا لجولتنا الاولى على الدراجات : جولة تستغرق حوالي الساعتين باتجاه دير الاربعين. بستان يقع في وادي الأربعين.
رغم حرارة الجو المرتفعة الا أننا صممنا على تنفيذ البرنامج كما هو ووفقا له.
عندما دخلنا الوادي سائلت نفسي هل سمي بهذا الاسم نسبة الى درجة الحرارة الاربعينية التي تسوده ونحسها جيدا في هذا الوقت من اليوم.الا ان أحمد قد أوضح ان التسمية تعود الى مقتل اربعين راهبا في ذلك المكان.
قيادة الدراجة في داخل الوادي جميلة. وفي نهاية المسار تنتظرنا مفاجاة: بستان أخضر كبير يشق سادية اللون البني الطاغي من حوله.
البستان محاط بسور عالٍ ويمكن رؤيته فقط بالتسلق على الجبل المقابل له وهكذا فعلنا .
بعدها عدنا أدراجنا الى المخيم لننهي جولتنا الاولى بنجاح كبير
الأن وقد جاوزت الشمس ذروتها بامكاننا الاستمرار باتجاه المخيم الليلي القادم: وادي الربع.
اعتلينا دراجتنا وخرجنا من ال Fox camp عبر سبيل أوصلنا الى أبو سيلة. قرية جميلة محاطة بالجبال.
في مركز القرية صخرة يبلغ ارتفاعها حوالي 20 م وتحتها بيت من الحجر. ترى من سبق الاخر الى الوجود الصخرة ام البيت؟؟
دخلنا القرية وكانت شلة من الاطفال تركض باتجاهنا مرحبة بحماس.
وبعد أن حصل الاطفال على تصوير لهم من كل الزوايا ودّعناهم وبعد عدة محاولات وجدنا مخرج القرية وأكملنا المسير.
واصلنا المسير ساعة اخرى تقريبا حتى وصلنا الى أكثر نزول حاد وجنوني وطويل مررنا به في مكان يدعى "نقب الهوا". نزول حاد على طول 5 كم نبذل فيه أقصى ما عندنا من معرفة وخبرة في قيادة الدّراجات. مقطع يتطلب تركيز حاد في النزول حيث تتقافز بين الفينة والاخرى أحجار كبيرة تتطلب حذرا وانتباهاً كبيراً لئلا نسقط . هنا نعتمد على توازن السرعة: فالسرعة المنخفضة قد تؤدي الى التوقف أمام أحد الحجارة أما السرعة العالية فقد تسبب فقدان السيطرة على الدّراجة.
اأهينا النزول بسلام ودون اصابات وكان أحمد ينتظرنا قلقا عند النهاية ليكمل المسيرة بنا بواسطة الجيب خاصته الى نقطة الهدف "وادي الربع"حيث هناك سنمضي ليلتنا. المكان أشبه بدير مبنى من الحجر القديم اسِّرة ضخمة وغرف تضاء بالشمع نظرا لعدم وجود الكهرباء. "كم هم رومانسيون هؤلاء البدو!! " قلت في نفسي.
لا يوجد هنا أحد سوانا . فبدأنا بالاستعداد للعشاء الذي يقام على شرفنا. خلال العشاء أخذ أحمد يمارس دوره كمرشد وبدأ بشرح المسار الذي قطعناه اليوم.في حين كنت احاول جاهدا أن أبقى يقظا وخصوصا اننا لم ننم جيدا الليلة الفائتة بسبب الناموس ولكن سريعا ما اغفو على احدى الكراسي الخشبية في الوقت الذي اشار فيه احمد الى ان عمر هذه الكراسي اكثر من 150 عاما.
اعداد وترجمة حرة : نصراوية
صور المخيم:MCSEman
يتبع
شكراً على هذا الموضوع المتميز ، وبانتظار المزيد من الابداع ، كيف لا وقد تلاقت ( نصراوية ) صاحبت لواء التميز والتشوق مع ( مشرف البوابة ) صاحب لواء المواضيع الابداعية ...
شكراً للجميع