افاد مصدر اقتصادي ان القطاع السياحي بجهة طنجة استقطب في سنة 2006 نصف العدد الاجمالي من الاستثمارات التي أحدثت في محيط مدينة البوغاز، في اطار توجه يسعى لتحويلها الى أول وجهة للسياحة الصيفية بالمغرب في الثماني سنوات القادمة. وتستهدف السلطات الوصول الى عتبة 45 الف سرير في العشر سنوات القادمة، واجتذاب مليوني سائح و7 ملايين ليلة اقامة في نفس الفترة. غير ان الشق الاساسي من الاعداد لانطلاق القطاع السياحي بالجهة واستعادته لبريقه السابق المفقود سوف يتم خلال السنتين القادمتين، بفضل مجموعة من الاستثمارات الهامة التي شهدها القطاع أخيرا في جهة (منطقة) طنجة تطوان.
وحسب احصاءات المركز الجهوي للاستثمار، فقد بلغ الغلاف المالي الذي تم ضخه في الاستثمار السياحي بمحيط طنجة في السنة الحالية 32 مليار درهم (3.76 مليار دولار) على مساحة عقارية اجمالية ناهزت 2000 هكتار، وذلك بفضل نجاح الجهة في استقطاب استثمارات عربية واجنبية من العيار الثقيل على اثر دخول شركة «اعمار» الاماراتية وشركة «الديار» القطرية الى الميدان. وهما الشركتان اللتان ستقيمان مشروعين كبيرين متجاورين على الساحل الاطلسي في المنطقة الواقعة بين طنجة واصيلة، في اطار استثمارين تقدر قيمتهما بعشرة مليارات درهم، ويمتدان على مساحة 460 هكتارا. اما عدد فرص العمل المباشرة التي سيخلقانها فتتراوح ما بين 1200 و2000 فرصة، حسب التقديرات.
ويتكون مشروع «هوارة» الذي ستنجزه شركة «الديار» القطرية من مجموعة فنادق من فئة 4 و5 نجوم تعادل قدرتها 1300 سرير اضافة الى اقامات فاخرة تعادل قدرة الاستيعاب فيها 1000 سرير. وسيتم استكمال هذه التجهيزات السياحية بملعب للغولف ذي 18 حفرة، وبقصر للمؤتمرات ينتظر ان تستفيد منه المدينة لعقد الملتقيات السياسية والاقتصادية الكبرى التي تشهدها. اضافة الى الفنادق، سيوفر مشروع «هوارة» مجموعة من الفيلات والاقامات السياحية الفاخرة المطلة على الساحل الاطلسي مباشرة حيث سيتم بناء كورنيش بحري ومواقف للسيارات تحت الارض، اضافة الى مجموعة من المرافق المخصصة للتنشيط.
ورغم ان هذا المشروع الذي يتضمن كل تجهيزات المناطق السياحية الرفيعة المستوى فانه يظل مثاليا من حيث احترامه لمبادئ التعمير والحفاظ على البيئة. فنسبة البناء لن تتجاوز فيه13 في المائة، وملعب الغولف الذي يمثل حديقة كبيرة سوف يمتد على 100 هكتار كاملة. وسيبدأ العمل به باستثمار 1.5 مليار درهم قبل ان يتم الشروع في شطر ثان يبلغ مليار درهم اضافية. ويتضمن مشروع «طنجة» الذي ستنجزه شركة «اعمار» الاماراتية، مارينا ومجموعة من المراكز التجارية والتجهيزات السياحية الرفيعة المقامة وفقا للتقاليد العربية الخليجية. ويقدر مبلغ الاستثمار فيه بستة مليارات درهم على مساحة اجمالية تبلغ 230 هكتارا.
اما شركة «جيافايش» (دار تمويل الغولف) البحرينية فتعتزم بدورها بناء منطقة مخصصة للمساكن والاقامات السياحية تبتدأ من ضواحي منطقة مالاباطا وتمتد على 127 هكتارا. ويتعلق الامر باستثمار تقدر قيمته ب55 مليون دولار اميركي. وتتم الآن الدراسات الهندسية على المشروع.
وكانت شركة «فاديسا» الاسبانية قد وقعت أخيرا على اتفاقية مشروع «طنجة سيتي سنطر» السياحي الواقع قرب محطة القطار الجديدة قبالة خليج طنجة على مساحة 5 هكتارات. ومن المنتظر ان يكلف 900 مليون درهم ويتضمن مركزا تجاريا هو الاكبر من نوعه في المنطقة على مساحة 36 الف متر. واضافة الى استثماراتها الاخرى في شمال المغرب تعتزم «اديسا» احداث 1500 سرير من خلال بناء اربعة فنادق ومجموعة من الشقق السياحية في مدينة الفنيدق المجاورة القريبة من ميناء طنجة المتوسطي.
وتعتزم السلطات ان تجعل من المشاريع التي تم الترخيص لها في محيط مدينة طنجة قاطرة حقيقية لتنمية السياحة في شمال المغرب عموما. وفي هذا السياق يندرج انطلاق الاشغال في المنطقة السياحية «ميناء لكسوس» بالعرائش الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب طنجة، على طريق الرباط. ويبلغ حجم الاستثمار في هذا المشروع 5.6 مليار درهم من طرف شركة فرنسية هولندية ينتظر ان تخلق 22 الف فرصة شغل بالمنطقة بفضل تجهيزات وبنيات استقبال سياحي تبلغ قدرة استيعابها 21 الف سرير على مساحة 462 هكتارا.
الفاعلون الاقتصاديون المغاربة لم يتخلفوا بدورهم عن المساهمة في هذه الفورة الاستثمارية التي من المنتظر ان تغير المشهد العام للسياحة بشمال المغرب في السنوات القليلة المقبلة، رغم انهم تأخروا عن نظرائهم الاجانب. وهكذا تقدمت مجموعة «لشعبي» بمشروع لاقامة منطقة سياحية على الساحل الاطلسي لطنجة باستثمار يبلغ ثلاثة مليارات درهم من اجل خلق 9200 سرير سياحي، اضافة الى اعتزام مجموعة الشعبي القيام باستثمارات اخرى في مجال الصناعات الغذائية والتوزيع والتجارة. ومن المتوقع ان تفتح «اسواق السلام» ابوابها بطنجة في سبتمبر (ايلول) المقبل.
فيما تعتزم مجموعة «هولماركوم» اقامة منطقة سياحية من نوع آخر تتضمن، اضافة الى التجهيزات السياحية المعتادة هذا الاطار، مركزا اجتماعيا، ثقافيا وفنيا ومتحفا ومصحة وفندقا على شكل زورق شراعي يطل مباشرة على البحر.

منقول