- الثلاثاء 08-03-2005
الثلاثاء 08-03-2005
ألقيت نظرة تأمل سريعة على النهرالهاديء المليء بالحياة الذي يعكس جزءاً من الطبيعة المريحة، جلست أراقب الإوز وهو يجدف خلال مياه النهرلغاية في نفسه لست أعلمها وهو ينادي بنبرته المميزة و يقول أصبحنا وأصبح الملك لله، وحين وقفت أتأمل النهر همست لي بطة صغيره: صباح الخير يا جارنا العزيز. الجميع بدأ حياته بابتهاج وما أن نظرت إلى أقصى اليمين حتى رأيت بطة أخرى وهي ترفرف بأجنحتها وتجري فوق الماء تحاول الطيران آه .. آه ولكنها لسوء الحظ لم تنجح هذه المرةوسقطت في الماء لترتاح قليلا ثم تعاود الطيران مرة أخرى، الكل في كفاح مستمر من أجل البقاءلا أحد يشعر بالملل ولا اليأس فما دام جسمه ينبض بالحياة وعقله يستطيع التفكير فلابد أن يستمر التحدي والإبداع فنحن لم نختر وليس بأيدينا الخيارأن نكون أو لا نكون ،ولكن بأيدينا أن نختار كيف نعيش وبأيدينا أن نتغير فلنتعلم من الطبيعةحبها للحياة ولنتعلم منها كيف يكون الكفاح ولنحاول مرات ومرات فلا بد أن ننجح يوماً من الأيام.
أبحرت بعيدًا عن ذاتي ولم استيقظ من حلمي إلا على نفناف الثلج وهو يتساقط كالعهن المنفوش،فنظرت إلى الساعة وأدركت أن الوقت سرقني ويجب أن الحق بالباص ،كان الثلج يتساقط بغزارة ولكن برفق ....ما أجمل أن تنظر إلى كل شيء من حولك وتراه مكسوًا بالبياض ليوحي إليك بالصفاء والنقاء، في طريقنا الى العمل كان الثلج لا يزال يتساقط بغزارة وما أن وقفنا على مدخل الشركة إلا وكل شيء أبيض ..التقطنا صور تذكارية ثم تولينا.
في العمل لم يكن هناك ما يستحق الذكر غير أنه يوم كبقية الأيام مليء بالعمل الجاد ،وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرًا كنت على موعد مع السيد ( ديك ) منسق العلاقات الذي يعمل مثل المعقب عندنا للذهاب إلى البنك لفتح حساب والتسجيل في مركز الشرطة (على من يدخل بريطانيا للإقامة فترة طويلة التسجيل في مركز الشرطة في مدة أقصاها سبعة أيام من تاريخ دخوله للبلد) في مركز الشرطة كان علينا إحضار جوازات السفر ورخصة العمل وأربعة وثلاثين جنيه على كل شخص طبعًا يسجل الشخص عنوان سكنه ومعلوماته ومن ثم ترسل له شهادة التسجيل بالبريد، أما في البنك فالمطلوب فقط التوقيع أمام الموظف وتسليم صورة من جواز السفر ثم يسترجع كتيب طلب الحساب للشركة لتقوم بالإجراءات اللازمة لفتح الحساب ،في المساء عادت الطيور إلى أوكارها ولم يحدث ما يستحق الذكر.
