- الجمعة 25-02-2005
الجمعة 25-02-2005
لم تغرد العصافي كعادتها ولم تتسلل الشمس خلال نافذة الغرفة لتداعب عيني الذابلتين ولكن صوت صراخ الجوال قد تخطى كل الحواجزوايقظنا في حوالي الساعة الخامسة والنصف وبعد الصلاة وبعض الترتيبات قررنا أن نذهب لتناول طعام الإفطار الذي كان يقبع في الدور الثالث لقد توقعنا أن يكون إفطار يليق بمقامنا ولكن لسوء الحظ لم يكن في قاعة الإفطار سواي وزوجتي وقليل من أصناف الطعام البارد لم نحبذ الإسراف في الأكل ثم عدنا أدراجنا حملنا حقائبنا ونزلنا للاستقبال.
أحببت أن أظهر بمظهر جيد فارتديت بدلة رسمية ولكن لسوء الحظ نسيت طريقة لبس الكرفته وكان موظف الاستقبال يرتدي كرفتة فطلبت منه أن يساعدني لأتمكن من ربط ربطة العنق وفي حوالي الساعة الثامنة صباحا انطلقنا على بركة الله الى المطاروبسرعة وصلت الى موظف شركة الإتحاد وأخبرته عن مشكلتي وأخبرني أنه على علم بها ولكن لسوء الحظ لم يتمكنوا من إيجاد التذكرة وأخبرني أنه يتوجب علي البحث عنها في أمتعتي قلت له: إرضاء لك سوف أبحث ولكن ليكن في علمك أنني سوف أبحث عنها لألغي افتراضك أنني أنا من اضاع التذكرة يجب أن تعلم أنه من غير اللا ئق أن ترمي أخطاء ك على الزبائن ويجب أن تعلم أنه إذا ما كان ذلك هو الحال فهل يجب أن أطلب من موظف الإتحاد إذا ما أخذ مني التذكرة أن يعطيني إيصال بذلك؟! هذا غير مقبول على الإطلاق ولا يجب أن أتحمل أخطاء غيري ولكن هذه مشكلتنا معشر العرب يبدو أنه ميؤوس من تحسن أساليبنا في التعامل.
أخبرني أن أكثر شيء يمكن أن أقوم به هو تمكينك من متابعة رحلتك وسوف أسجل لك طلب إصدار تذكرة بدل فاقد ويجب أن تراجع مكتبنا في لندن فعرفت أنه لا جدوى وعلي أن الحق بالرحلة تابعت رحلتي ولله الحمد في الوقت المحدد أقلعنا من أبو ظبي في حوالي الساعة الحادية عشر بتوقيت الإمارات حلقت بنا الطائرة حوالي ست ساعات الحمد لله لقد كانت خدمات الفريق الجوي جدًا رائعةأ نستنا قليلا ً من معاناتنا يوم وصباح اليوم لقد كان ارتفاع التحليق شاهقاً لذلك لم نتمكن من رؤية ملامح الأرض .
مر بنا الوقت سريعًا وما أن أشارت الساعة إلى االثانية والنصف حتى بدأت تحاول معانقة الأرض من جديد وما أن استقرت الطائرة وبدأ الجميع الاستعداد للهبوط إلا وسمعت أحدهم ينادي : ( المرجو من أحمد عسيري تعريف نفسه بأحد موظفي الخدمات الأرضية ) حمدًا لله لقد وجدوا تذكرتي، أخذ الموظف مني العنوان وأخبرني أنهم سوف يرسلون التذكرة غدًا بإذن الله في المطار اضطررنا أن نصطف قليلا ً حتى وصلنا إلى موظفي الجمارك لقد كان تعاملهم جدًا رائع ولكن الإجراءات المتبعة تأخذ وقتاً طويلاً إلى حدٍ ما، بعد أن استكملت كل الإجراءات أخبرتني الموظفة أنه علي ا لتوجه إلى غرفة الفحص الصحي وفي هذه الغرفة يجرى فحوصات لبعض الأمراض المعدية وأنهم يريدون أخذ أشعة لمنطقة الصدر للتأكد من خلو الشخص من مرض( السل) أعاذنا الله وإياكم منه، طبعًا أخبرتني أنه يجب علي خلع كل ملابس الجزء العلوي من الجسم لم يكن هناك خيار وبعد أن أتممنا كل ذلك دخلنا رسميًا الى المملكة الممتحدة.
وجدت عفشي قابعًا ينتظرني حملته وتوجهت إلى الجمارك لم يكن هناك تفتيش ولا تأخير ولما خرجت إذ بي أرى عشرات اللافتات المعلقة بأيدي المستقبلين، بحثت عن إسمي أو إسم الشركة وفي نهاية المستقبلين وجدت أحدهم يحمل إسم" شرق". كانت درجة الحرارة تشير الى حوالي الدرجة المئوية فوق الصفر كانت الشمس تتوارى بين الغيوم ولكن البرد يحتمل،
أخبرنا السائق أنه خلال اليومين السابقة نزل بعض الثلج على مدينة ( ريدنج) سار بنا السائق على طريق سريع حوالي النصف ساعة حتى وصلنا الى الشقة المعدة لنا في الدور الثاني شقة رقم (54) حمل موظف الإ ستقبال معنا الحقائب ثم ودعنا سائق السيارة أما موظف الاستقبال فصعد معنا إلى الشقة التي تتكون من غرفتي نوم وجلسة مفتوحة على المطبخ، شقة نظيفة ومؤثثة بأثاث بسيط ومتناسق يالها من رائعة ! دخل معنا موظف الاستقبال وشرح لنا كيف نستخدم الفرن وأخبرنا أن التليفون سوف يكون سعر مكالماته ضعف السعر الحقيقي ، بعد ذلك فتح لنا درج يحتوي على معلومات عن الشقة وعن اجهزتها.
لعلي أود التنويه اأن الشقة تقع على شارع( كوين) ومن الجهة الأخرى يقع النهر الذي يخترق المدينة، لم يطل بنا الوقت حتى أوينا إلى الفراش مبكرًا في حوالي الساعة التاسعة ليلا.
قبل أن يغلق النوم جفني المتعبين لعلي اود التنبيه على بعض الأمور التي يجب الإنتباه لها:
من المهم للمسافرين إلى لندن الإنتباه أن وزن كل قطعة عفش يجب أن لا يزيد وزنها عن اثنين وثلاثين كيلوغرام لأن سلطات مطار هيثرو لن يقبلوا الأوزان الأكثر من ذلك وكذلك شركات الطيران لن تقبل حمل تلك الحقائب والا سوف يضطر المسافر الى توزيع أغراضه في حقيبة أخرى قد لا يجدها في المطار، وأود التنويه إلى الاشخاص الذين سوف يسافرون على رحلة مواصلة عن طريق بلد آخر وسوف ينزلون في في أحد الفنادق لتلك اليلة عليهم أن يعدوا أغراضهم التي سوف يستخدمونها في حقيبة منفصلة، إما أن يحملوها معهم أو يبلغوا موظف شركة الطيران ليمكنهم من استلام حقائبهم في المطار تجنبا للمتاعب والتأخير.
مو كأنك تأخرت علينا في الجزء الثاني
عموماً أسلوبك في السرد رائع
وتسلم يديك
وننتضر الأجزاء القادمه