- (سورةُ يوسف :99)
- :smile001:
- وَمَنْ وَمَنْ وَمَنْ...
- :36_3_2:
:smile002:قالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العزيزِ:{ادخلُوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللهُ آمنينَ}
(سورةُ يوسف :99)
بدايةً، أشكرُ اللهَ العليَّ القديرَ الّذي أعانَنِيْ على زيارةِ مِصْرَ، والعودةِ منها، بِسلامٍ بفضْلِ رِضاه عنّي، ورِضَا والدي،،، ودعاءِ ذلكَ الأسمرِ.
ومنْ ثَمَّ أتقدّمُ بالشّكرِ والعِرْفانِ إلى الزّوجَيْنِ المضيفَيْنِ العزيزيْنِ اللّذيْنِ أكرماني في بيتِهما أيَّما تكريمٍ، وصَحِباني في جولةٍ قاهريّةٍ على مدَى خمسةِ أيّامٍ: أمِّ مشهورٍ، وأبي مشهورٍ، أدامَكما اللهُ وحفظَكما وابنتَكما اللّطيفةَ من كلِّ سوءٍ.
:smile001:
مِصْرُ... ومَنْ منَّا في عالَمِنا العربيِّ لَمْ يَزُرْهَا منذُ نعومةِ أظافرِهِ؟ مُذْ وَعَى وجودَهُ وبدَأَ يفكُّ طلاسمَ أحرفٍ تتلفّظُها ألسنٌ علَى مسامِعِه لِتَخْرجَ مجتمعةً علَى شكلِ كلماتٍ مترابطةِ المعنى لِتُؤلِّفَ جملةً ذاتَ معنًى؟...
مَنْ منَّا لَمْ يحطَّ رِحالَ روحِهِ فوقَ أرضِها السّمراءِ صبيحةَ كلِّ يومٍ أَوْ عصرَ كلِّ نهارٍ أو مساءَ كلِّ مساءٍ؟...
مَنْ منَّا لَمْ يقصدْ بعضَ مناطِقِها لِيقضيَ سهرَاتِهِ فِي بيوتاتِها، وحاراتِها، وعلَى ضِفافِ نيلِها؟...
مَنْ مِنَّا لَمْ تكنْ تلكَ المدينةُ مقبرةَ مللِهِ، ومبعثَ ضِحكتِه، ومؤجّجةَ خيالِهِ، وموقدةَ نارِ أشواقِه، ومثيرةَ رومنسيتِه وحلمَ أحلامِهِ؟...
مَنْ مِنَّا لا يحفظُ بَعْدُ أسماءَ مناطِقِها وشوارِعِها ونوادِيها ومعالِمِها وعائلاتِها؟... مَنْ مِنَّا يجهلُ عاداتِها وتقاليدَها وأعرافَها؟... ومَنْ مِنَّا لا يشتاقُ إلى مطبخِها وشعبيتِها وأسواقِها وبَساطةِ عيشِ أهلِها؟...
مَنْ مِنَّا لَمْ يفخرْ ببطولاتِ شبابِها وتصدِّيهم لعدوِّ أمّتِنَا الأكبرِ والأوحدِ؟...
وَمَنْ وَمَنْ وَمَنْ...
:36_3_2:
كلُّنا تزورُها أرواحُنا وأشواقُنا صغارًا، وتزورُها كبارًا؛ نُسَافِرُ إليهَا ونحنُ جَالِسُونَ فوقَ أرائكِنا في غُرَفِنَا أمامَ شاشاتِنا؛ ندخُلُ إلى أعماقِها، إلى صعيدِها، إلى عزبِها ومحافظاتِها وقُرَاهَا، نتفاعَلُ معَ مشكلاتِ واقعِها الّتي يرفَعُ راياتِها ممثّلونَ يُجيدونَ التّأثيرَ فينَا وسحْبِنَا إلى عالَمِهم بِمَا يصحبُهُ مِنْ غضبٍ واستياءٍ وفرحٍ وانتصارٍ وغيرِهِ... حتَّى بتْنَا نشعرُ بالانتماءِ إلى مِصْرَ، تشدُّنَا الألفةُ إلى أجوائِها، والحنينُ إلى أناسِها، ومُتعةُ آذانِنا عندَ الاستماعِ إلى مفرداتِ لهجتِها...
كلُّنا وطِئْنَا أرضَها وإنْ لَمْ نطأْهَا، وخالطْنَا ساكنِيهَا وإنْ لَمْ نخالطْهم، وتكلّمْنَا لهجتَهَا وإنْ لَمْ نلهجْهَا... فكلُّنَا نعرفُهَا حقَّ معرفةٍ وإنْ لَمْ نعرفْهَا... لكنَّنَا عشقْناها وتقْنَا لملاقاتِها واحتضانِ نسيمِها وَعَبَقِ تاريخِها، والنّهلِ مِن نِيْلِهَا حتَّى الارتواءِ، والعودةِ إلى ماضِيها العظيمِ للتّقرّبِ مِن حضارةٍ فرعونيّةٍ أَذْهلَتِ الأجيالَ وشحذَتِ الألبابَ لفكِّ رموزِها فما نَجَحُوا...
فَمَا بالُكم بمَنْ زارَها روحًا وجسدًا؟! فَمَا خذَلَتْ سنواتِ تَوْقِهِ ومَا كَسَرَتْ حلمَ أحلامِه ولا أفرَدَتْ للنّدمِ مُتَّسَعًا فوقَ صفحاتِ حياتِهِ، بَلْ كانَتْ أمنيةَ أيّامِهِ الّتي تحقّقَتْ، والّذي ما توقَّفَ سعيُهُ لضَرْبِ مواعيدَ لمسامرتِها مثنَى وثلاثَ ورباعَ عملاً بمقولةٍ صَدَقَ قائلُهَا: "مَنْ شَرِبَ مِنْ نيلِ مِصْرَ، لا بُدَّ منْ عودتِهِ إليها وَلَوْ بعدَ دهرٍ".
ألتقطُ أنفاسِي وأوافيكم بتفاصيلِ تحليقِي فوقَ ربوعِ القاهرةِ، فتابعونِي :36_1_37:
بس ياريت يكون تقريرك مدعوم بالصور
تحياتي