saya ganteng
20-04-2022 - 01:17 am
بدت اندونيسيا موضع اهتمام العديد من القوى الغربية، على الرغم من أن الأمور لم تستقر مديداً سوى للهولنديين، فقد أخفقت بريطانيا، ومن قبل لم يفلح البرتغاليون.
لقد تمركز البرتغاليون منذ العام 1516في منطقة ملقا، ذات الحساسية الاستراتيجية البالغة، ومن هناك حاولوا دون جدوى السيطرة على سائر الجزر الاندونيسية.
وفي أوائل القرن السابع عشر ظهر الهولنديون على المسرح في الجزر الاندونيسية في اطار شركة الهند الشرقية الهولندية، التي تأسست في العام 1602، فقد وصل جان بيترزون كوين الى جزيرة جاوا اوائل ذلك القرن وأسس هناك مدينة باتافيا (جاكرتا حاليا) لتكون نقطة وثوب للسيطرة الاستعمارية الهولندية.
وإبان الحرب العالمية الثانية غدت اندونيسيا مسرحا للتنافس الاستراتيجي بين القوى المتحاربة، ففي العام 1942احتلت اليابان الجزر الاندونيسية.
واختارت الدولة المستقلة حديثاً بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة أحمد سوكارنو أن تتوجه نحو المعسكر الشرقي في الحرب الباردة، فاقتربت من الاتحاد السوفياتي، كما نسجت علاقة متينة مع الصين.
وكان أبرز مبادرات سوكارنو في السنوات الأولى لحكمه الدعوة الى عقد مؤتمر باندونغ في العام 1955، الذي حضرته 29دولة من قارتي آسيا وافريقيا، وكان من نتائج المؤتمر ظهور المجموعة الأفروآسيوية في الأمم المتحدة، ثم كتلة عدم الانحياز بعد ذلك.
وبعد سوكارنو، اتجه خليفته سوهارتو الى اعادة بناء الخيارات الخارجية للدولة الاندونيسية في اتجاه مقابل، فعمد لهم العلاقة مع المعسكر الشرقي وقام بتطويرها مع المعسكر الغربي.
العلاقة مع آسيان:
وكما سبقت الإشارة، فقد مارست اندونيسيا دوراً مركزياً في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، ولم يكن هذا الدور الإقليمي منفصلاً عن موقع اندونيسيا في الاستراتيجية الأميركية في منطقة آسيا - الباسفيك.
بيد ان هذا الدور المركزي ما لبث ان ضرب من حيث ضربت الدولة الاندونيسية في نهضتها الاقتصادية والصناعية بفعل أزمة العام 1997النقدية.
وعلى الرغم من ان اندونيسيا لازالت تمثل الدولة المركز في رابطة آسيان، فإن ما تمارسه هو ثقل تفرضه معطيات الواقع، لكنه ليس نفوذاً، لأن النفوذ يستلزم مقوماً اقتصادياً باتت جاكرتا مفتقرة له، وعلى العكس من ذلك فإن اندونيسيا الأمس لم تمارس النفوذ وحسب بل مارست القيادة، وتلك اعلى درجات السلوك السياسي.
ولا غرابة والحال هذه ان لا نجد اليوم من يصغي للصوت الاندونيسي داخل الرابطة.
وقد تزايد الإحباط لدى جاكرتا لدرجة دفعت الرئيس الاندونيسي السابق عبدالرحمن وحيد الى اقتراح اقامة تجمع اقليمي جديد بديلاً عن الآسيان، أو بموازاتها، يضم بالاضافة الى اندونيسيا الدول المجاورة، ومنها استراليا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية.
وقالت صحيفة "جاكرتا بوست" ان الرئيس وحيد طرح الاقتراح خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الصيني زهاو رونجي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي قوله إن الفكرة جاءت في ضوء الفتور الذي وجده اقتراح الرئيس وحيد الخاص بضم تيمور الشرقية وبابوا غينيا الجديدة الى الرابطة.
كذلك، بدت جاكرتا محبطة من مشروعات الآسيان، ومنها مشروع تطوير نهر الميكونغ وسكة حديد عبر الآسيان التي تربط سنغافورة والصين، ورأت جاكرتا ان هذه المشاريع قد تركزت على الجزء الغربي وليس على الجزء الشرقي من اقليم الآسيان الذي تمتد فيه اندونيسيا، حيث اقترح لهذا الغرض اقامة جسر يربط بين جزيرة سومطرة الاندونيسية وماليزيا ليصلهما بسكة الحديد المقترحة بين سنغافورة والصين.
منقول للفائدة
وجميعنا بإنتظار جديدك دائما .. ولا أنسى أذكرك بمواضيعك الحلوه .. وخاصه قصصك في إندونيسيا ... لا تتأخر علينا فيها ... ..
وتقبل تحياتي ..
أخوك
ماجد