- القاهرة: ايهاب حسين
القاهرة: ايهاب حسين
ما أن تطأ اقدام السائح العربي خارج ارض مطار القاهرة حتى يسرع اليه عدد من سائقي التاكسي يعرضون عليه خدماتهم، وتوصيله الى أي مكان سواء داخل القاهرة أو خارجها بعضهم يحترف المغالاة في الاسعار والبعض الاخر لا.
وترجع اهمية السائح العربي لدى سائقي التاكسي في مطار القاهرة الى انهم يعلمون انه يأتي في الغالب بدون برنامج سياحي محدد كما انه عادة ما يأتي بمفرده وليس في افواج سياحية ولهذا فهم يعرفون انه يبحث عن وسيلة انتقال، ومكان للاقامة سواء في احد الفنادق أو احدى الشقق المفروشة.
ويفضل السائح العربي الذي غالبا ما يأتي بصحبة اسرته ان يؤجر تاكسي كبيرا ولا يدقق سائق التاكسي في العادة في اجره الذي سيحصل عليه من السائح العربي لانه يدرك ان ركوب الضيف العربي معه ما هي الا خطوة أولى يبدأ بعدها في عرض العديد من الخدمات الاخرى التي من الممكن ان يقدمها له، والتي تبدأ بعرض السائق لمجموعة من اسماء الفنادق التي تكون اقل في سعرها مما يتوقعه السائح العربي بعد اقناعه بامكانية الحصول على نسبة خصم من الفنادق التي يعرضها عليه وكل ذلك مقابل حصول السائق على عمولة تقرها فنادق كثيرة تصل الى 150 جنيهاً عن كل مرة اما في حالة تفضيل السائح العربي للاقامة بإحدى الشقق المفروشة لانها تتيح للسائح العربي قضاء اجازة اطول لما ستوفره له من نقود حتى في هذه الحالة يحصل سائق التاكسي على عمولة من السمسار أو صاحب الشقة التي يصطحب لها السائح.
وفي اغلب الاحيان يبذل السائق اقصى جهده للحصول على ثقة السائح العربي، وما ان يحدث ذلك حتى يتحول الى مرشد سياحي وسكرتير وسائق للضيف العربي واسرته طوال فترة اقامتهم في مصر فيتولى شراء ما يحتاجونه من مستلزمات أو تغيير عملات لهم وارشاده الى افضل المستشفيات للعلاح والاطباء المتخصصين.
كما يقوم بارشاد الضيف العربي عن افضل المطاعم وانسبها سعرا والوجبات التي تقدمها والسياحة العربية تتميز ايضا بأنها سياحة تسوق ومشتريات وهنا يقوم سائق التاكسي باخبار الضيف عن افضل المناطق التجارية لشراء سلع معينة من المحلات من ملابس واحذية واكسسوارات ومكياج.
ورغم كل هذا فالجميع بمن فيهم سائقو التاكسي خارج بوابة المطار يحذرون السائحين من ان يقعوا فريسة سهلة لبعض السائقين الذين يقومون باستغلال السائحين العرب بشكل يسيء الى سمعة ومظهر السائق النظيف كما يقول محمود كرم سائق تاكسي 49 سنة اعمل كسائق تاكسي منذ ان كان عمري 23 سنة وعندما صار عمري 32 سنة اشتريت سيارة بيجو 7 ركاب واخترت ان انضم لرابطة سائقي المطار، وتعاملت مع سائحين عرب واجانب والحمد لله استطعت بإسلوبي انه اكسب احترامهم حتى انهم عندما يسافرون يأخذون رقم تليفوني ليحادثوني عندما يحضرون الى مصر مرة اخرى، لاقوم بنقلهم الى أي مكان يريدون اثناء اقامتهم فيها ولكن اعرف زملاء في نفس المهنة لا يهمهم سوى المكسب السريع فلا يهمهم سمعة زملائهم فيغالون في الاجر الذي يحددونه للسائح أو يرشدونه الى فنادق غالية طمعا في عمولات يحصلون عليها من هذه الفنادق متناسين انهم بهذا التصرف يسيئون الى مهنتنا والينا في المقام الاول.
وتأكيدا لكلام محمود هناك سائقين يطمعون في الحصول على اجر مرتفع من السائق ولكن هناك الكثيرين يعرفون قيمته وقيمة التعامل معه باحترام فيكسبون ثقته ونصيحتنا لكل سائح ان يعلم ان هناك قلة من غير الملتزمين باخلاقيات المهنة ولكن ايضا هناك الكثيرين الذين يمكن ان يكونوا محل ثقة السائح العربي الشقيق.من الشرق الاوسط