- صور من المهرجان دوز
دوز بلد الواحات
تفتح مدينة دوز المعروفة باسم بوابة الصحراء التونسية أبوابها من جديد لاستقبال الالاف من زوارها القادمين لاكتشاف جمال الصحراء حين يبدأ مهرجان الصحراء الدولي الاربعاء المقبل ويستمر أربعة ايام.
ويستضيف مهرجان دوز مئات الضيوف من افريقيا واسيا واوروبا من بينهم عدد من المشاهير والشخصيات العالمية المفتونة بسحر الصحراء.
وقال فوزي بن حامد مدير الدورة الاربعين من المهرجان ان اكثر من 50 شاعرا من ابرز الشعراء الشعبيين وضيوفا من عدة بلدان من بينها ايطاليا وفرنسا والمغرب ومالي وليبيا والجزائر واليابان سيحضرون المهرجان.
واضاف ان ممثلي اكثر من 100 من وسائل الاعلام العالمية سيشاركون في تغطية هذا الحدث الثقافي والسياحي.
ويتضمن برنامج الدورة الحالية عروضا في ساحة حنيش بوسط المدينة وصباحات للشعر الشعبي وسباق دولي للمهاري (الجمال).
ومهرجان دوز اعرق مهرجان تونسي حيث تاسس منذ 1910 وكان اسمه عيد الجمل لانه كان يعنى بسباق اجمل المهاري واسرعها.
ويتجمع سنويا في ساحة حنيش التي تتجاوز مساحتها 15 هكتارا نحو 100 الف متفرج من جنسيات مختلفة للاستمتاع بمشاهد من البيئة مثل سباق المهاري والصيد " بالكلاب السلوقي" وسباقات التحمل للخيول وعادات القبائل الصحراوية واحتفالات البدو الرحل.
وفي بادرة اولى للمهرجان ستقيم الجمعية التونسية للانترنت تظاهرة بعنوان "صحراء نت" حيث ستنصب خيمة كبيرة في قلب الصحراء يخصص داخلها عدد كبير من اجهزة الكمبيوتر المحمولة للابحار على شبكة الانترنت.
وقالت الجمعية ان هذه التظاهرة تهدف لابراز التمازج بين التقاليد والحداثة وتمكن زوار المهرجان من العبور الى شبكة الانترنت حتى في اعماق الصحراء. كما ستنقل فعاليات المهرجان على شبكة المعلومات.
تعد مدينة دوز حوالي 40 ألف نسمة يتوزعون بين معتمديتي دوز الشمالية والجنوبية وبلديتي دوز والقلعة، وهي تقع في الجنوب الغربي للبلاد التونسية في مناخ صحراوي جاف حول واحات النخيل وعدد من القرى.
ينحدر سكان دوز من قبيلة بني سليم التي وصلت بلاد إفريقية مع زحف بني هلال. ويرجح المؤرخون أن السكان الأصليين لهذه المنطقة من بلاد نفزاوة يعود إلى البربر في منطقتي القلعة ونويل، وهي مناطق قديمة قياسا بتاريخ وصول بني سليم وأساسا قبيلتي المرازيق والعذارى.
وفي الحقيقة فإن هذا التقسيم القبلي لم يعد له وجود في الواقع اليومي إذ اندمج السكان منذ قرون ليشكلوا مدينة واحدة ممتدة الأطراف في اتجاه جبال مطماطة شرقا ومدينة جمنة وقبلي شمالا وفي اتجاه الصحراء الكبرى غربا.
صور من المهرجان دوز
ويعد المؤرخ العلامة المرحوم أمحمد المرزوقي أشهر من تناول بالدرس تاريخ المنطقة وسكانها. ومن بين الكتب التي تناول فيها رحمه الله أصول المرازيق وأصل التسمية كتاب "ثورة المرازيق" الذي ألفه بالاشتراك مع المرحوم علي المرزوقي ضمن سلسلة "أبطال ومعارك" وصدر عن دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع سنة 1979. ومن أهم ما جاء في الكتاب عن تاريخ قدوم بني سليم إلى إفريقية:
"وقد نزلت من بني سليم أحياء عظيمة أرض مصر سنة 109 هجري وامتدت أحياؤهم إلى أرض برقة حتى استنجد بهم بنو عمهم من هلال سنة 443 هجري فاندفعوا إلى إفريقية التونسية في جماعات كثيرة لم يقف أمامها شيء، وبفضل بني سليم انتصر الهلاليون على المعز بن باديس الصنهاجي قرب جبل حيدرة سنة 444 ه. ولم يكد الأعراب يحتلون المدن التونسية واحدة بعد الأخرى ويخرجون المعز من القيروان سنة 449 هجري حتى دب الخصام بين الحيين هلال وسليم واندلعت الحرب بينهما فتغلب بنو سليم على كامل الجنوب التونسي حيث يوجدون إلى الآن، وانحاز بنو هلال إلى الشمال ثم اندفعوا إلى المغرب".
ويذكر العلامة أمحمد المرزوقي أن أغلب المؤرخين وخصوصا ابن خلدون يرد أصل أبناء مرزوق الذي جاء منهم المرازيق إلى امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وإن كان ابن خلدون يقول إن مضارب أبناء مرزوق أو المرازيق كانت في مصراتة ولبدة ومسلاتة وعدة أماكن من التراب الليبي فإن أمحمد المرزوقي يذكر أنه وجد أحياء كثيرة من المرازيق عبر رحلاته في مصر مثل الجيزة والأهرام وقد وجد لديهم تشابه كبير مع مرازيق دوز في اللهجة والتقاليد الملامح مما جعله يرجح وحدة الأصل القبلي وأن المرازيق قد كونوا عدة تجمعات قبلية في رحلتهم من الجزيرة العربية ضمن بني سليم نحو إفريقية.
أما عن مدينة دوز، فيقول المرزوقي إن أصلها روماني أو أنها لاتينية كلفظة، وأن العرب لما دخلوها حافظوا على اسمها. ويضيف أن المرازيق قد اختاروها لأنها كانت تجمع لهم بين شيئين ضروريين لدى العرب وهما الصحراء والواحات، إذ تقع مدينة دوز على تخوم الصحراء الكبرى ليس مرعى لإبلهم وأغناهم فقط، بل نمط حياة ورثوه عبر القرون منذ كانوا في الجزيرة العربية. أما في الواحات فيجدون المكان لزراعة النخيل الذي هو من فلاحة العرب الشهيرة.
ويتبين مع مرور الزمن أن عائلات وقبائل أخرى كثيرة قد استقرت في المنطقة مع المرازيق استئناسا بهم لأنهم كانوا معروفين بالمسالمة وحسن المعشر وكانوا أصحاب زوايا وعلم وليسوا أصحاب حروب أو غارات. ويقول العلامة أمحمد المرزوقي رحمه الله إن المرازيق احتفظوا بأخلاقهم الأصلية مثل الشجاعة والكرم وسرعة الغضب وسرعة الرضا وحب القصص والشعر وألوان الأدب، وجاء في كتابه "ثورة المرازيق": "وعلى ذكر حبهم للشعر نستطيع أن ندعي بلا منازع أن هذه القبيلة قد نبغ فيها كثير من الشعراء الفحول الذين عرفوا بالبلاغة وحسن الصياغة والحكمة وجزالة اللفظ والمعنى".
ويذكر المرزوقي أن لهجة المرازيق من اللهجات القريبة من الفصحى، وأن الكلام الذي يتحدثونه لا يقل فصيحه عن ثمانين بالمائة خاصة إذا ارتحلوا إلى الصحراء في الربيع فإن كلامهم يكاد يكون كله فصيحا.
غير أن البداية الحقيقية لاستقرار السكان حول ضريحي الوليين الصالحين حمد الغوث وعمر المحجوب وتشكل المدينة تعود إلى سنة 1910 إثر تأسيس السوق وإحياء الواحات القديمة التي تحولت الآن إلى مجال للاستثمار السياحي بما توفره من جمال طبيعي أخاذ.
دوز اليوم
شهدت مدينة دوز في الأعوام الأخيرة تمددا عمرانيا كبيرا مما تطلب تقسيمها إلى معتمديتين: دوز الشمالية ودوز الجنوبية.
دوز الشمالية:الموقع: تقع معتمدية دوز الشمالية في أقصى الجنوب الغربي للبلاد التونسية
المناخ: صحراوي جاف
المساحة: 3531 كم مربع
الحدود
شمالا: معتمدية قبلي الجنوبية
جنوبا: ولاية تطاوين
شرقا: ولايات قابس، مدنين وتطاوين
غربا: معتمدية دوز الجنوبية المحدثة
عدد السكان: 25263 نسمة
التقسيم الإداري:5 عمادات هي: القلعة، دوز شرقي، العبادلة، العوينة الشمالية والعوينة الجنوبية
بلديتان: دوز والقلعة
وشكرا