- مرسية
- اوريولة
- دانية
- شاطبة
مرسية
بلغت مرسية قمة أمجادها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر تحت قيادة اثنين من ألدّ أعداء الموحدين: ابن مردنيس وابن هود.
تقوم مرسية في فحص شقورة، النهر الأبيض كما سمّاه العرب، وقد أمر ببنائها عبد الرحمن الثاني لتكون مقرا للحاكم ولقوات الامويين في كورة تدمير. بعد الحرب الأهلية التي قضت على دولة بني أمية في الأندلس تنازعت مرسية الطوائف المتخاصمة في دانية والمرية.
لم يؤثر دخول المرابطين سلبا على المدينة ففي عهد علي بن يوسف، ثاني الامراء المرابطين، بني المسجد الجامع. وصادف اضمحلال دولة المرابطين صعود ابن مردنيس في مرسية، وهو الذي كبح تقدم الموحدين في شرق الاندلس، ولم يتغلب هؤلاء على المدينة سوى بعد وفاة ابن مردنيس الملقب بالملك لوبو، الا ان ابن هود قاد ثورة في الكورة ضد الموحدين بعد نصف قرن من حلولهم. قتل ابن هود في قصبة المرية في سنة 1238 وبعد خمس سنوات استسلمت المدينة المنهكة وخضعت لقشتالة.
شهدت مرسية في تلك العهود ازدهارا عمرانيا، الا انه لم يبق من تلك الصروح سوى القصر الصغير المعروف باسم قصر سانتا كلارا الجديد. بناه ابن هود فوق قصر مردنيسي خرب ويوضح هذا المبنى المرحلة الانتقالية التي شهدتها العمارة من اسلوب الموحدين الى فن بني نصر.
الى الشمال الغربي من المدينة، فوق مرتفع مونتياغودو Monteagudo وقريبا منه، ثمة أطلال لقلعة وقصر من عهد ابن مردنيس، بقايا قصر ابن سعد هذا المعروف باسم كاستيلييخو مونتياغودو والذي تذكره المراجع العربية كمقر للملك لوبو نجدها اليوم في قلب فحص مرسية وبالقرب منه اطلال قلعة مونتياغودو وكانت مجرد اهراء بناه ابن مردنيس في القرن الثاني عشر فوق قلعة قديمة.
اوريولة
تقوم اوريولة على ضفاف نهر شقورة وتاريخها مرتبط بخصوبة فحصها، وقد أجاد العرب استغلال ثروتها المائية فبنوا في القرن العاشر نظاما من السواقي والأقنية حولت تلك الربوع الى جنة. ولعل
تراث الري هذا هو أثمن ما بقي لاوريولة من عهود الاندلس. بنى المرابطون قصبتها في النصف الاول من القرن الثاني عشر، وهي تشرف على المدينة وانتظمت باقسام مسورة مختلفة. لم يبق منها سوى بعض الاطلال سور متعدد الزوايا وصهريج للمياه في أعلى نقطة من الموقع.
دانية
ترتع على مرتفع يطل على البحر، وكانت المدينة بمثابة رأس يدخل في البحر اذ احاطت به المياه من كل جانب في الماضي بفضل الملاّحات المجاورة. وقد جذبت هذه المدينة البحرية اناسا من كافة الانحاء فتردد عليها البحّارة وتجار من الفرنجة والكتالونيين والجنويين الى جانب القادمين من شمال افريقيا. جعل منها صاحبها مجاهد ومن بعده ابنه اقبال الدولة أبرز مملكة بحرية في الأندلس تتعامل مع شرق المتوسط. أمّها علماء وادباء كسعيد البغدادي وابن سيده المرسي وعلماء قرطبة البرّ والباجي. لكن سرعان ما تركت النزاعات بين الطوائف آثارها على المدينة، فقد احتلها ملك سرقسطة المقتدر سنة 1076. وقد حدث هذا في فترة كثرت في المنطقة غزوات السيد كمبياطور الذي أثقل على سكانها الاتاوات واكثر من نهبهم حتى صاروا يتمنون قدوم الاخوة المغاربة، الأمر الذي تم بدخول المرابطين في المدينة سنة 1092.
ان ربض ديل فورتي del Forti يدل على انتعاش المدينة تجاريا تحت حكم المرابطين. بعد سقوط دانية في أيدي النصارى عمد هؤلاء على طرد سكانها المسلمين من المدينة وبحرها واراضيها.
شاطبة
تتشبث شاطبة على سفح جبل فيرنيسا Vernissa لتشرف على سهل خصب كان في أزمنة غابرة ثغرا حدوديا. ما زالت جدران قلعتها القديمة بادية للعيان، وقد اعتبرت بعد سقوطها في يد النصارى من أمنع قلاع مملكة أراغون. في الطرف الجنوبي من المدينة تصادفنا بعض آثار قصبتها الاسلامية كأجزاء من السور والأبراج. أفل الاسلام في شاطبة سنة 1248 بعد أربع سنوات من سقوطها في يد ملك أراغون خايمي الاول اذ أقدم النصارى على طرد أهلها من المدينة.
صدقنى أستفدت من معلوماتك الطيبة بخصوص أسبانيا الكثير ......
لدرجة أننى أصبحت أتابع مواضيعك وكأنى معاك فى رحلا تك خطوة بخطوة .......
فجزاك الله خير هذه الجهود المباركة وماقصرت ....
يالغالى ....