البحــر
12-07-2022 - 07:00 pm
مخاوف المرأة السعودية تغلق بوابة المغرب كوجهة للسياحة العائلية؟!
الخبراء المغاربة يعترفون بأنها «لغز كبير
مراكش: عمر المضواحي
كانت المرأة السعودية الحاضر الغائب في ورش عمل مكثفة نظمت اخيرا في مدينتي «اغادير ومراكش» لبحث اسباب عزوف العائلات السعودية عن السياحة في المغرب الذي يستعد لجذب نحو 10 ملايين سائح بحلول عام 2010.
خبراء السياحة المغربية لم يترددوا في مكاشفة نظرائهم في مكاتب ووكالات السفر السعودية على تحميل المرأة السعودية جزءا كبيرا من مسؤولية استبعاد بلادهم كوجهة تقليدية لسياحة العائلة السعودية.
عبد المجيد زحزوحي وهو مدير العلاقات العامة في المكتب الوطني المغربي للسياحة يصف موقف المرأة السعودية من السياحة في بلاده بأنه «لغز كبير». واكد ان هناك ازمة ثقة بين السياحة المغربية والمرأة السعودية لكننا لا نعرف اسبابها!.
ويقول السيد مصطفى البروجي مدير عام الخطوط الملكية المغربية في جدة ان شركته تراهن على السياحة العائلية في السعودية «وضعنا سعرا مخفضا للسفر الى المغرب يشمل اضافة الى التذاكر والاقامة المجانية لليلتين في احد الفنادق بالمغرب، الى جانب وضع سعر مخفض للعائلات حيث تستفيد الزوجة والاولاد بخصم 50 في المائة من سعر تذكرة الزوج او الاب».
وحسب احصاءات شبه رسمية اظهرت ان حصة السوق السعودية لا تزيد عن %1 فقط من حجم السياحة في المغرب خلال السنوات الثلاث الماضية. وعلى الرغم من تواضع هذه النسبة الا ان حجم ما ينفقه السائح السعودي يضعه في المرتبة الثالثة من حيث الانفاق بعد السائح الفرنسي (مليون سائح سنويا) والسائح الايطالي (700 الف سائح).
ويدلل محمد حجي وهو ممثل وزير السياحة في مدينة مراكش على هذه الحقيقة بلغة الارقام فيقول: «في الثمانينات كنا نستقبل نحو 98 الف عائلة سعودية سنويا. وفي عام 2003 الماضي لم يزد عددهم عن 30 الف سائح فقط معظمهم من الشباب».
ويقول محمد الاسماعيلي ان الخطوط الملكية المغربية بالتعاون مع المكتب الوطني للسياحة شاركا في تنظيم نحو سبعة برامج ترويجية للسياحة في المغرب موجهة اساسا للمرأة السعودية «استقطبنا عددا كبيرا من الصحافيين والصحافيات والاعلاميات والمثقفات السعوديات واطلعناهم على حقيقة السياحة في المغرب وتنوع منتجاتها السياحية الجبلية والبحرية والصحية والترفيهية المنتشرة في طول البلاد وعرضها». وخلص الى انه «لم يتطابق حساب الحقل مع البيدر».
السيدة ميلوديا حازب وهي خبيرة في مجال السياحة المغربية اقرت بأن «المنتوج السياحي المصمم على توفير الخصوصية للعائلات السعودية ما زال دون المطلوب». لكنها عبرت عن قناعتها بأن «تبادل اللقاءات بين المتخصصين في صناعة السياحة بين البلدين لم يعط نتائج ايجابية رغم غنى وتنوع معطيات السياحة المغربية».
وتساءلت لماذا لم نستطع خلق هذه العلاقة بين الطرفين سواء في مجال السياحة او التجارة؟ واضافت هل لدى الطرفين قوة الارادة للتعامل مع العراقيل وكشف مسببات التقصير؟ وهل نحن جادون في الوصول الى الحلول المقترحة لجذب السائح السعودي للمغرب؟
الحاج خليفة لموضة مدير مكتب سمية للاسفار في مراكش، وجه اصابع الاتهام مباشرة الى نظرائه في مكاتب السفر السعودية من غير المواطنين. يقول: «اعتقد انهم يؤثرون في خيارات المسافر السعودي عند تخطيطه لبرامج سياحية. ولو اجريت دراسة مسحية مستقلة لوجدنا ان حصة الوجهات السياحية للسعوديين تتناسب طرديا مع جنسيات العاملين بمكاتب السفر في السعودية»!
وبالعودة الى الاسماعيلي الذي امضى نحو 8 سنوات كمشرف مبيعات في مكتب الخطوط الملكية المغربية بكل من مدينتي الخبر اقصى الشرق وجدة غرب السعودية يقول: «المرأة السعودية تعتقد ان المغرب هو السحر!» يضيف:«هو فعلا موطن سحر الشرق.. لكنه السحر الحلال!».. واضاف «بيدها مفاتيح الاسرة السعودية، وهي تملك تأثيرا واضحا في اختيار وجهاتهم السياحة وامامنا عمل كبير لتغيير نظرتها المغلوطة!».
لكن عبد الله صالح الزهراني مدير فرع شركة المكتب السعودي للسياحة في جدة يدفع هذه الاتهامات في قوله: «المرأة السعودية مثقفة سياحيا، وهي تدقق في التفاصيل عند تخطيطها لرحلة سياحية عائلية». يضيف «من المهم توفير اجواء من الخصوصية للعائلة السعودية في المرافق السياحية، كما ان السعوديات يولين اهتماما خاصا بتوفر مراكز التسوق العالمية، وتوفر مدن الالعاب والملاهي الترفيهية لاطفالهن، وهن يفضلن ايضا الحصول على امتيازات خاصة يجب ان تراعى في البلد الذي يرغبن في السفر اليه».
وكشف طارق مظفر مدير المبيعات في شركة توكيلات الزاهد للسياحة في جدة عن تصوره في ان جهود السياحة المغربية لا تزال قاصرة في اغراء العائلة السعودية.
وقال: «الطريق الى السياحة العائلية في السعودية يمر عبر كوالالمبور ودبي والقاهرة وبيروت». واضاف «عليهم ان يضعوا ايديهم على المفاتيح الذهبية المكتشفة هناك، والاستفادة من عوامل النجاح في تجارب الآخرين».
وترى نادية زياني مديرة قطاع المنتجات بفندق بالم بيتش غولف بالاس بمراكش «ان مشاكل السياحة المغربية يمكن تلخيصها في ثلاث مسائل وهي عدم مشاركة مكاتب السفر والسياحة المغربية في الترويج للسياحة المغربية، وضعف مساهمة الفنادق المغربية في رعاية برامج ترويجية لمنتجاتها الفندقية داخل السوق السعودية، علاوة على ضعف وجود المرافق الترفيهية والتسويقية التي تهتم بها العائلات السعودية. وهي تؤكد ان هذه المشاكل انعكست على حصة السياحة المغربية من السوق السعودية».
لكن فارس محمد وهو ممثل وزير السياحة في مدينة مراكش يقول: «بعد احداث 11 سبتمبر سعت المغرب الى التوسع في مجال الاستثمار السياحي بهدف اعطاء دفعة جديدة لاستقطاب السياحة العربية». واضاف متسائلا: «هناك مكونات تجمعنا كعرب، اللغة والعادات والتقاليد وغيرها، ومع ذلك يظل السياح الاوروبيون والاميركيون هم الخزان الرئيسي المغذي للسياحة في المغرب». واضاف «علينا ان نتعرف على احتياجات العائلة السعودية، ومتطلبات المرأة والطفل من خلال مكاتب السفر والسياحة، ووسائل الاعلام بين البلدين».
ويقول جميل سبع وهو مدير عام مكتب الواحة للطيران في مدينة جدة: «ان المنتجات السياحة في المغرب مصممة لتلبية مطالب السائح الغربي، باعتباره صاحب الحصة الاكبر. وعندما تكتمل الاستعدادات المبذولة من الجانب المغربي فإن السائح السعودي لن يتردد في جلب عائلته لقضاء اوقات ممتعة في المدن المغربية».
السيد زكريا نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة في اغادير يؤكد على «ان الخدمات السياحية في المدينة متوجهة بالكامل الى السائح الاوروبي»، معبرا عن تخوفه على مستقبل السياحة في المدينة من تقلبات الاحداث السياسية وتأثيرها المباشر على صناعة السفر والسياحة وقال: «يهمنا تنمية اسواق جديدة لضمان استمرارية تدفق السياح على اغادير».
واعترف ممثل وزير السياحة في مدينة اغادير بوجود نواقص تجاه تلبية احتياجات العائلات السعودية. وقدم وصفة لعلاج اوجه القصور تتلخص في العمل على تطوير وسائل النقل الجوي بين البلدين وتوسيع حجم التبادل السياحي وبخاصة العائلية الى جانب تطوير الانشطة السياحية مثل تطوير السياحة الجبلية والقروية مقارنة بالسياحة البحرية، وانشاء مراكز استقبال سياحي للقادمين الى مدينة اغادير.
واكد ان المدينة الساحلية تعيش مرحلة استثمار سياحي سريع وقال: «خلال سنتين على الاكثر ستكون مدينة اغادير منافسة لكل المحطات السياحية في البحر الابيض المتوسط». مشيرا الى ان عدد القادمين الى اغادير من السياح السعوديين عام 2003 كان بحدود تسعة آلاف ومائتي سائح فقط معظمهم من العزاب امضوا نحو 85000 ليلة سياحية.
أما نوال من فندق شيراتون اغادير فتشير الى ان هناك فرصة لزيادة السياحة من خلال استغلال اختلاف الموسم السياحي بين منطقة الشرق الاوسط والخليج من جهة والسياح الاوروبيين والغربيين من جهة اخرى، لكنها تعبر عن قناعتها بانها لا تحبذ حضور العائلات السعودية من دون تهيئة ظروف سياحية تتوافق مع متطلباتهم الخاصة.
ارجوا ممن يريد ان يعلق او يتحفنا برأيه ان يقراء الموضوع كاملا
حتى نتفادى التكرر في الاراء والتعليقات
الشرق الاوسط june04 2004
وتحياتي
زمان على مشاركاتك حبيبي ، ونتمنى أن تكون عودتك هذه بقوه ونرى المزيد والمزيد من التداخل ، وأنت كبير وراعي بلد ، والكل راح يستفيد من تواجدك هنا.
عموما الكلام صحيح ، وفيه أيضا بعض الأمور في إعتقادي غير مؤثره ، أنا أعرف أحد المعلقين على الموضوع من الأسماء التي ذكرتها ، ولي به علاقه وإتصال ، لدي تعليقات ولكن لقصر الوقت الآن راح أذكر قليلا والباقي على دفعات عند التفرغ.
يوجد عائلات سعودية كثيره تصيف في المغرب ، ولها مساكن هناك يقضون فيها كل صيفيه ، وأنا شخصيا أعرف كثيرا منهم. كما يوجد شباب وشابات سعوديات يعملون أو يدرسون أو يذهبوا للسياحه هناك ، وقد سبق لي شخصيا أن قابلت معظمهم في المغرب ، حبيبي راح يكون هناك تعليق أكثر قريبا. وهذا الموضوع جيد ياليت لو نناقشه قد نطلع بفائده جميله تجعل للمنتدى صدا واسعا في هذا الموضوع وغيره ، ولكن نريد المناقشة الموضوعيه والهادفه والتي لاتتعارض مع قوانين المنتدى ، يعني مو رمي من تحت لتحت ، حتى نخرج بالفائده. ولتقرأوا توقيعي قد يوضح الصوره أكثر.
وتقبلوا تحياتي
المسافر