- محافظة مأرب
- الجزيرة العربية .
- الكنائس والجدران تابع محرم بلقيس معبد أوام
- محرم بلقيس معبد أوام
- يبق من أثرها سوى بقايا المسامير التي كانت مثبتة بها في الجدران .
- عرش بلقيس معبد برأن
- للآثار بصنعاء .
- البئر القديمة تابع محرم بلقيس (معبد أوام )
- د - جبل البلق الجنوبي :-
- أهم المعابد والمواقع الاثرية
- ومن أهم المواقع الأثرية المواقع التالية :
محافظة مأرب
الموقع : تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ، ويحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء ، ومن الجنوب محافظتي البيضاء وشبوة ، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي .
السكان: يبلغ عدد سكان محافظة مأرب حسب نتائج التعداد السكاني لعام 1994م ( 183.053 ) نسمة .
المناخ : مناخ محافظة مأرب بشكل عام حار صيفاً وبارد شتاءاً أثناء الليل والصباح الباكر في المناطق الداخلية والأطراف الصحراوية .
التقسيم الإداري : تتكون محافظة مأرب من إربعه عشر مديرية إضافة إلى مدينة مأرب المركز الإداري للمحافظة وهي على النحو التالي :-
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث الأثرية أن الإنسان قد أستوطن أراضي مأرب منذ عصور غابرة ، فهناك بقايا مواقع العصور الحجرية في شرق مدينة مأرب في صحراء رملة السبعتين ، وهناك المقابر البرجية في منطقة الرويك والثنية والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ ، أما بالنسبة للمواقع التاريخية والتي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من مطلع الألف الأول قبل الميلاد وحتى فجر الإسلام فهناك الكثير منها يأتي في مقدمتها موقع مدينة مأرب القديمة والسد
وقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمنية القديمة هي دولة سبأ التي بدأت
في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً ، شيدت خلالها المدن والمعابد ، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار .
نشأت الدولة السبئية نتيجة لاتحادات قبلية كانت تقطن أراضي صرواح ومأرب ووادي رغوان …….. وبعض أجزاء من الهضبة ، وقد تزعمت وهيمنت قبيلة سبأ الكبيرة على بقية القبائل الصغيرة بالمقارنة معها ، وضمتها تحت جناحها ، فأعطت للدولة اسمها (سبأ) .
يقول الدكتور يوسف عبد الله عن سبأ في مقالة - بعنوان - ( سد مأرب ) الذي نشره في مجلة الإكليل العدد (1) ، (1985م) : " فسبأ الأرض والقبيلة والدولة هي عمود التاريخ اليمني القديم وتكوينه السياسي الكبير ، وقد ارتبطت بسبأ معظم الرموز التاريخية القديمة لليمن … فسبأ عند النسابة أبو حمير وكهلان ومنهما تسللت أنساب أهل اليمن جميعاً و( بلقيس) وإن اختلف الناس في اسمها وحقيقتها وتفاصيل قصتها ، هي عندهم في جميع الأحوال ملكة سبأ ، وهجرة أهل اليمن إلى بقاع الجزيرة وخارجها وما نتج عن ذلك من ملاحم قد ارتبطت بشكل أو بآخر بسبأ ، وقيل في الأمثال ( تفرقوا أيدي سبأ ) ، وآخر دولة في اليمن قبل الإسلام عرفت عند الإخباريين بدولة حمير ، ولكن ملوكها كانوا يحرصون على أن يتصدر ألقابهم الملكية لقب سبأ … فكانوا يلقبون بملوك سبأ وذي ريدان وذو ريدان هم حمير ، والبلدة الطيبة التي أشار القرآن الكريم عنها هي في الأصل سبأ ، فتاريخ سبأ في حقيقة الأمر هو تاريخ الحضارة اليمنية في فجرها وازدهارها وأفولها ، وسد مأرب في أرض سبأ هو رمز تلك الحضارة نشأ معها وصاحب أوج نفوذها وواكب فترات ضعفها وقوتها وشهد لحظات انهيارها وانهار على إثرها ؛ بل إن صدى تلك الحضارة ظل يتردد وعلى مسامع الزمن مرتبطاً بسد مأرب إحدى معجزات حضارة الدولة السبئية، والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية " .
وقد اعتمدت حاضرة دولة سبأ في اقتصادها إلى جانب الزراعة على دخل الضرائب التجارية؛ لأنها كانت تتحكم بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان والبخور الذي كان يمتد من ميناء قنا بير علي اليوم على ساحل البحر العربي إلى غزة في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، والتي كانت تمر بمدينة شبوة شبوة القديمة عاصمة مملكة حضرموت آنذاك ، ثم مدينة مأرب ومنها شمالاً إلى مدن معين في وادي الجوف ومنها إلى نجران لتصل بعدها إلى شمال
الجزيرة العربية .
وقد اشتهرت سبأ في القرن السابع قبل الميلاد بحاكمها " كرب إل وتر بن ذمر علي " مكرب سبأ
الذي اشتهر بنقشه المشهور بنقش النصر ، ويقول الدكتور محمد عبد القادر بافقيه في مقالة بعنوان موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام المنشورة في كتاب مختارات من النقوش اليمنية القديمة ، تونس ( 1985م ) : " إننا مدينون " لكرب إل وتر بن ذمر علي " ال : ( م ك ر ب) والملك السبئي بنقش يعد أطول وأهم النقوش اليمنية العائدة إلى عصر ما قبل الميلاد ( ربرتوار رقم (3945) ) ، وهو وإن جاء ، من الناحية الزمنية بعد فترة من الازدهار التجاري والحضاري وإقامة السدود والمعابد والقصور في الممالك اليمنية القديمة ليقدم لنا من خلاله حرص الملك الشديد على تعداد حملاته ونتائجها ، فكان أقدم مرجع يعرفنا بالجغرافية السياسية لليمن ، شملت تلك الحملات منطقة واسعة خارج الهضبة اليمنية الكبرى من أنحاء المعافر الحجرية اليوم في الجنوب الغربي قريباً من باب المندب مروراً بدلتا تبن (ت ب ن و !) ودلتا أبين ( ت ف ض ! ) حول عدن فيافع ( د هجري س ! ) ودثينة وسلسلة جبال الكور وأوديتها ، حتى أطراف حضرموت من ناحية ، والجوف فنجران من ناحية أخرى ، ويبدو من النقش أن " كرب إل " الذي يصفه البعض بنابليون اليمن لسعة وتعدد حروبه كان قد استفزه ( م ر ت و م ) ملك أوسان الذي كان – على ما يظهر – يسيطر على المناطق الجنوبية حتى البحر، بعد أن استحوذ على بعض أراضي جارتيه حضرموت وقتبان اللتين تحالفتا عندئذ مع " كرب إل " ، كما جاء في النقش ولا ننكر هنا أن دولة أوسان التي تكالبت عليها ثلاث قوى هي سبأ وحضرموت وقتبان لم تكن دولة عادية أو حتى تقترب في حجم أراضيها وقوتها مع واحدة من تلك القوى الأمر الذي جعل تلك الثلاث القوى تجتمع عليها لتقضي عليها لنجد بعدها دولة قتبان وقد ظهرت باعتبارها الوريث الشرعي لدولة أوسان.
الكنائس والجدران تابع محرم بلقيس معبد أوام
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو (120 كيلومتر ) ، الجدران والكنائس عبارة عن هضبتين تفصل بينهما مسافة بطول (10 كيلومترات ) تغطيها مقابر صخرية ، والمنطقة شهدت فترة ازدهار منذ عصور ما قبل التاريخ ، فالمقابر التي تنتشر على المساحة الفاصلة بين هضبتي الجدران والكنائس والتي تقدر( 10 كيلومترات ) وبأعداد هائلة ، تشير إلى استيطان واسع ، بنيت المقابر بأشكال إسطوانية مغطاة من أعلى بشكل قبة صغيرة من الأحجار غير المهذبة وأعدادها الكبيرة جداً مازالت مثار جدل لدى علماء عصور ما قبل التاريخ ، ولم يصل إلى تعليل واضح لها خاصة بسبب بعدها عن المستوطنات والحواضر القديمة أما مواقع العصور التاريخية ، خاصة العصر السبئي فهضبة الجدران تعتبر من أهم مواقع هذا العصر ، حيث استخرج منها السبئيون الرخام الأبيض والمرمر ، بمعنى أنها تعتبر واحدة من أهم مناجم الرخام ، والذي نقل إلى معابد مملكة سبأ في مأرب وغيرها من مدن الدولة لاستخدامه في أغراض شتى ، منها صناعة التماثيل .
وإلى جانب موقع هضبة الجدران هناك أيضاً عدد من المواقع الآثرية في هضبة الكنائس، فهناك في الجهة الشرقية من الهضبة ثلاثة مواقع عبارة عن تلال مغطاة بالرمال ، وموقعان في سفح الهضبة ، تقع جميع هذه المواقع على خط مستقيم يتجه من الشرق إلى الغرب .
محرم بلقيس معبد أوام
يقع هذا المعبد إلى الجنوب من مدينة مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنة وهو بناء كبير وضخم ، تغطي الرمال معظم المنشأة المعمارية وبشكل كثيف .
تشير المصادر النقشية إلى أن تاريخ بناء هذا المعبد يعود على أقل تقدير إلى عهد المكرب السبئي" يدع إل ذرح بن سمه علي " ، وهو الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد حيث ذكر في أحد نقوشه أنه قام بتسوير المعبد بحائط حجري .
أجرت المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان تنقيبات جزئية في ساحة مبنى المعبد وجوار السور وفى مقبرة المعبد ، كان ذلك في موسمين من عامي ( 51 - 1952 م ) ، وترأس بعثة التنقيب الأثرية الأمريكي ( ويندل فليبس ) كشفت تلك التنقيبات عن مخطط المعبد ، يتكون المعبد من سور بيضاوي الشكل تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخله ب ( 100 × 75 متراً ) ، وسمك جدار السور ما بين ( 3.90 متراً ) إلى ( 4.30 متراً ) ، ويوجد في الجهة الغربية منه فتحة في بناء السور اتساعها ( 88 سم ) ، وهذه الفتحة بمثابة باب في تلك الجهة بينما المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية ، يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها بين ( 4.65 - 5.30 م ) شكلت فيما بينها وبين الجدار ساحة مستطيلة الشكل أبعادها ( 23.97 × 19.15 متراً ) ، ثم يأتي بعد ذلك ساحة أخرى في مبني المعبد يليها ساحة كبيرة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة تقوم أسقفها الحجرية على أعمدة حجرية .
وقد عثرت البعثة أثناء التنقيب على كثير من القطع الأثرية إلى جانب أرشيف كبير من النقوش المكتوبة على الأحجار ، ومن الآثار المكتشفة مثلاً تمثالان من البرونز غير مكتملين ، منهما تمثال لأسد ورأس ثور من البرونز ، شاهد قبر من الرخام ، اثنا عشر ثوراً من الرخام ، جزء من تمثال لحيوان نصفه لنسر ونصفه الآخر لأسد ، تمثالان صغيران من الطين ، تمثال لجمل ، خمسة عشر إناءاً فخارياً ، جزء من حوض من البرونز ، زراير من البرونز ، خنجر منقوش ، جانب من صندوق حجري ، تميمتان ، لؤلؤتان ، بقايا أثنى عشر مسماراً برونزياً .
وتبرهن الشواهد على أن المعبد قد تعرض للسلب والنهب بصورة مستمرة منذ أن هجر ، وقد كانت معظم جدرانه الداخلية مغطاة بصفائح برونزية ربما كانت عليها كتابات وزخارف متنوعة لم
يبق من أثرها سوى بقايا المسامير التي كانت مثبتة بها في الجدران .
أما بالنسبة للنقوش فقد نشرت كثير من نقوش المعبد التي عثرت عليها البعثة والتي تعتبر أرشيفاً متكاملاً للكثير من الحوادث التاريخية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي تقريباً .
وقد عرف من خلال محتويات نقوش المعبد وآثاره أنه كان المعبد الرئيسي للإله ( المقة ) إله الدولة السبئية فهو يحتل مكانة متميزة بين بقية معابد هذا الإله سواءً المشيدة في مأرب وضواحيها أو تلك المشيدة في الهضبة في عمران وشبام كوكبان وصنعاء …. وغيرها ، وتمثلت هذه المكانة بدور المعبد القومي للإله ( المقة ) الإله الرسمي للدولة السبئية ، وكان رمزاً للسلطة الدينية في سبأ ، فقد كانت الشعوب والقبائل المنطوية تحت اتحاد قبائل مملكة سبأ ملزمة بتقديم القرابين والنذور للإله ( المقة ) سيد معبد ( أوام ) كتعبير عن خضوعها لولاية الدولة السبئية عليها .
وقد كان لهذا المعبد حجاً سنوياً يقام في شهر ( أبهي ) كانت القبائل والعشائر المنطوية تحت الولاية السبئية تحجه كطقس ديني ينم أيضاً عن تمسكها بوحدة قبائل مملكة سبأ ، ويوجد نقش في أراضي قبيلة ( سمعي ) التي كانت تمتد من شمال غرب صنعاء إلى أقصى شمالها الشرقي ، وهى قبيلة كانت تضم مجموعة من الشعوب من بينها ( حاشد ، خولان ، همدان ... وغيرها ) ، وهو النقش الموسوم ب ( RES . 4176 )، وفيه يأمر الإله ( تألب ريام ) إله قبيلة ( سمعي ) شعوب القبيلة في التوجه لأداء طقس الحج المقدس لإله سبأ ( المقة ) في معبده ( أوام ) في مأرب في شهر ( أبهي ) .
وهناك أيضاً طقس حج آخر هو الحج الفردي ، وهو الذي يتوجه فيه عباد الإله ( المقة ) إلى معبد ( أوام ) لأداء طقس الحج المقدس ، وهو طقس تختلف شعائره ومناسكه الدينية عن طقس الحج الجماعي ، وكان يقام هذا الطقس في شهر ( ذهوبس ) .
" تبرز النقوش النذرية والقرابين الكثيرة المقدمة في معبد ( أوام ) الدور الهام للمعبد باعتباره المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر وتعليمات الإله ، وفيه يقدم الناس قرابينهم ونذورهم للإله ( المقة ) إيفاءاً لنذر سابق أو لغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل وفرة
المحصول وكثرة الولد والصحة والعافية والسلامة ، والانتصار على الأعداء " .
المقبرة : تحتل المقبرة الجانب الشرقي لسور المعبد حيث حظيت هذه المقبرة بأهمية خاصة كونها تضم قبوراً لشخصيات غير عادية ، فهناك بعض القبور تضم رفات كُهان كانوا يمارسون مهام الكهانة للإله ( المقة ) في نفس المعبد ، وهناك قبور أخرى تضم رفاة أشخاص ينتمون للأسرة الملكية الحاكمة في مأرب ويظهر ذلك بجلاء من خلال أسمائهم .
والمقبرة عبارة عن حجرتين على الأقل مدفونتين تحت مستوى سطح الأرض عملت في جدرانها دخلات لتوضع فيها الجثث وهي بأشكال صفوف عمودية يحتوي كل صف منها على أربعة مواضع .
والأحجار التي شيدت منها المقبرة نحتت بعناية فائقة مما أعطاها جمالاً رائعاً ؛ ولا غرابة في ذلك فالمقبرة تضم رفاة شخصيات هامة ، ومعظم قبور هذه المقبرة قد تعرضت للنهب والسلب في عصور مختلفة ، ويؤكد ذلك العثور على قطع أثرية في طبقات مختلفة أثناء التنقيب مما يعني أنها حولت من مواضعها الأصلية ، ومن تلك القطع الأثرية الجنائزية عثرت البعثة الأمريكية على قدم لثور صغير من البرونز وأربعة تماثيل لوجوه آدمية من الرخام ، وتمثال لثور من الرخام ودمية طينية صغيرة ، وأواني فخارية ، وخرزة ذهبية قطرها ( 1 سم ) وغيرها من الأثاث الجنائزي .
عرش بلقيس معبد برأن
يقع هذا المعبد إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة ، ويبعد عنها نحو ( 4 كم ) ، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد ( 1 كم ) .
يعتبر هذا المعبد أحد أهم معابد مملكة سبأ التي بنيت للإله ( المقة ) في محافظة مأرب ، وتكمن أهميته في أنه المعبد الوحيد الذي أجريت فيه تنقيبات أثرية منهجية كاملة على أساس علمي ، ويعود تاريخ أقدم المراحل المعمارية فيه إلى عصر المكربين وبداية ( القرن السادس ق . م ) ، وقد زار هذا المعبد عدد من الرحالة وعلماء الآثار ، ونقب فيه فريق مشترك من الهيئة العامة
للآثار بصنعاء .
ويطلق على هذا المعبد المبني للإله ( المقة ) في النقوش اليمنية القديمة اسم ( برأن ) ، عثر على هذا الاسم على أحد أعمدة المعبد ، وقد اشتق أصحاب المعجم السبئي كلمة برأن من الجذر الثلاثي ( برأ ) مهموز الآخر بحذف النون ، وهي بمعنى شاد أو بنى أو بدى وتدل أيضاً على ( الإبراء ) ، أي التخلص من الذنوب أو الأمراض .
- التخطيط المعماري للمعبد : من خلال تخطيط المعبد الذي يقوم على أساس فكرة الفناء المكشوف الذي تحيط به الأروقة من ثلاث جوانب ووجود الهيكل في صدر الفناء وهو النموذج الذي استقر عليه تخطيط المعابد السبئية .
- وصف المعبد :عبارة عن بناء مستطيل الشكل في وسطه فناء على طول الجهات الشمالية والجنوبية والغربية للفناء ، تقوم ثلاثة أروقة محمولة على أعمدة مستطيلة الشكل ، وأركان المعبد موجهة حسب الاتجاهات الأجلية ، وتفتح في منتصف الضلع الشمالي بوابة تؤدي إلى الفناء ، ويبلغ عرضها ( 2 متر ) ، وهي مناظرة لبوابة ثانية تفتح في الضلع الجنوبي ويبلغ عرضها ( 1.85 م ) كما تفتح في منتصف الضلع الشرقي للفناء الهيكل ، وهو على منصة مستطيلة الشكل مرتفعة عن الفناء ، يصعد إليها من الفناء بواسطة سلم له أكتاف ، ويبلغ طولها من الشرق إلى الغرب ( 23.25 م ) ، وعرضها من الشمال إلى الجنوب ( 17.82 م ) ، ويبلغ ارتفاعها عن أرض الفناء ثلاثة أمتار ، وتتقدم المنصة ستة أعمدة من الحجر مستطيلة الشكل ، قطع كل منها من حجر واحد، وتوجد خلف هذه الأعمدة بقايا قواعد أربعة أعمدة موازية للأعمدة الأربعة الوسطى من أعمدة الصف الأمامي الستة ، وخلف هذا البهو يوجد الهيكل ، وهو عبارة عن أرضية مستطيلة الشكل مرصوفة بحجارة مستطيلة ، وعلى أطرافها بقايا أعمدة مستطيلة موزعة حول أرضية الهيكل على شكل أروقة ، وفي مركز الحرم يوجد حجر مستطيل في أربع حفر دائرية عثر فيها على بقايا برونزية ويرجح أنها كانت تستخدم كقاعدة لتمثال حيواني ربما يكون رمزاً للإله .
ومن الركن الجنوبي الغربي من الجهة الخارجية للفناء يوجد بناء مستطيل على شكل برج مبنٍ من الحجارة داخله مملوء بمربعات اللبن المدكوك ، ومن هذا الركن وعلى طول الجدار الغربي للفناء يمتد سور مبنٍ من اللبن يبلغ عرضه ( 3 م ) ، ويلتف من الركن الشمالي الغربي وعلى طول الضلع الشمالي حتى جدار الهيكل تاركاً مساحة بينه وبين جدار فناء المعبد على طول امتداده ،وأقيمت على طول امتداد السور الغربي من اللبن أربعة أبراج مبنية في الحجارة المشذبة ، يقع الأول في الركن الجنوبي الغربي من السور ، والثاني في منتصف الضلع الغربي ، والثالث في الركن الشمالي الغربي ، والرابع في منتصف الضلع الشمالي ، ويتم النزول إلى الفناء من قمة السور المبني من اللبن بواسطة سلم مبنٍ من الحجارة في الركن الشمالي والغربي في المساحة الموجودة بين جدار السور اللبن وجدار الفناء ، ويتم الدخول إلى الفناء بواسطة إحدى البوابات الثلاث السابقة الذكر .
البئر القديمة تابع محرم بلقيس (معبد أوام )
تقع إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ، على بعد نحو ( 6 كيلومترات ) على الخط الإسفلتي المؤدية إلى السد الجديد ( وادي أذنة ) ، على بعد ( 100 م ) يميناً منها ، وتعتبر طريقة بناء هذه البئر من أهم نماذج الآبار السبئية القديمة التي لازالت قائمة بكل محتوياتها
ظفرت جوانب هذه البئر بالأحجار المهندمة وهي بشكل مربع تتكون كل واجهة من واجهاتها الأربعة من حجرة واحدة مستطيلة الشكل أبعادها ( 1.5 × 0.35 م ) فقط ترتبط بشكل يشبه التعشيق بالجهتين الأخرويتين ويصل عمق البئر إلى ( 35 متراً ) ، ويرتفع بناؤها عن مستوى سطح الأرض الزراعية المجاورة قرابة ( 1.5 م ) على تلة ترابية .
د - جبل البلق الجنوبي :-
لقد كان العلماء ولفترة طويلة يعتقدون أن النقوش التي وجدت مؤخراً في جبل البلق الجنوبي هي من ( صرواح أرحب ) ، حيث حصل السيد (Glaser . E ) على صور لها مضغوطة على أوراق استنمباج ، قام بعملها بعض السكان الذين علمهم طريقة الحصول على صور مضغوطة على أوراق
استنمباج ، وسبب إعادتها إلى ( صرواح أرحب ) هو ورود اسم لقبيلة قديمة كانت تعيش فيها .
ولكن في عقد السبعينات استطاع المستشرق الفرنسي ( كرستيان روبن Robin . C ) العثور عليها في جبل البلق الجنوبي .
بدأ أول نشر لنقوش جبل البلق في سنة ( 1965 م ) ، وأول من نشرها كان المستشرق الروسي ( إبراهام لوندين Lundin . A.G ) .
تاريخ نقوش جبل البلق الجنوبي : تقدم نقوش جبل البلق الجنوبي معلومات قيمة عن بداية نشوء الكيان السياسي للدولة السبئية ، إذ تعود أقدمها إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد ومطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وتغطي تواريخها قرابة سبعة قرون ، كتبت جميعها على صخرة مسطحة في سفح الجبل .
موضوع النقوش : سجل هذه النقوش مجموعة من الكهنة الذين كانوا يمارسون مهام الكهانة للإله ( عثتر ) ، وقد سجلوها بمناسبة انتهاء فترة كهانته التي كانت تمتد لمدة سبع سنوات كانوا يمارسون خلال هذه المدة عدة مهام إلى جانب دورهم الديني في المعبد ، حيث كانوا يشرفون على ري الأراضي بنظام توزيع دقيق للمياه ، كما يشرفون على توزيع الأراضي وملكياتها ، وهذه المهام جعلت عامة الناس يهتمون بهم حيث كان يؤرخ الملوك والعامة أحداثهم بأسماء هولاء الكهان ، والتي تستمر كما ذكرنا سابقاً مهام الكاهن لمدة سبع سنوات يتوارثونها بشكل متتالي ، فيؤرخ عامة الناس بالسنة الأولى والثانية …… وهكذا حتى السابعة من كهانة الكاهن الفلاني ، ولا يؤرخون بأسماء ملوك المملكة السبئية لأنهم لا يستمرون في مناصبهم مدة زمنية محددة كما هو الحال عند الكهان ومهام الكهان الدينية والإدارية مكنتهم من المشاركة السياسية ، في صنع القرار السياسي إلى جانب ملك الدولة ، ويلاحظ أن بعض الكهان سجلوا في نقوشهم أنهم كانوا يمثلون نواباً للملك في المناطق التي كانت تقع تحت سلطتهم .
واختيار الكاهن لم يكن عشوائياً أو بطريقة الانتخاب ولكن وفق نظام صارم ، حيث لابد أن يكون منتمياً قبلياً إلى ثلاث عشائر كانت هي الوحيدة التي تقدم الكُهان للإله ( عثتر ) ، ثم لا بد من أن يكون ابناً بكراً ، ولا بد أن يختار له اسماً كهنوتياً من بين مجموعة أسماء محددة ، وأن تتم تربيته تربية كهنوتية خاصة ، وبذلك يصبح معداً ومرشحاً لمنصب الكهانة .
أهمية نقوش جبل البلق الجنوبي : تتجلى أهمية هذه النقوش من أنها تغطي فترة ( سبعة قرون ) تبدأ من ( القرن الحادي عشر قبل الميلاد ) ، ويمكن من خلالها معرفة نظام الحكم في الدولة السبئية منذ نشأتها وحتى ( القرن السابع ) حيث كان يعتمد النظام على الحاكم الذي كان يحمل لقب مكرب وإلى جانبه الكاهن الذي كان يقوم بمجمل النشاطات الإدارية في الجهاز الإداري للدولة ، هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر فهذه النقوش تقدم نموذجاً للحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية ، التي كانت تعيشها دولة سبأ خلال تلك الفترة .
أهم المعابد والمواقع الاثرية
أهمية الموقع : يمثل الموقع جواً طقوسياً شفافاً حيث تقع أسفل الصخرة التي كتبت عليها النقوش مقابر برجية كثيرة جداً تشابه تلك التي عُثر عليها في الثنية شرق مأرب ، وإلى جانب هذه المقابر هناك معبداً جنائزي مازالت جدرانه ترتفع قرابة متر ونصف .
أما المقابر فهي مقابر برجية مغطاة بسقف بشكل قبة كان يدفن فيها المتوفى بهيئة قرفصاء وإلى جواره الأثاث الجنائزي .
ومن أهم المواقع الأثرية المواقع التالية :
1 - معبد ودم ( ذو مسمعم ) : يقع في السفح الغربي لجبل البلق الشمالي في سهل ( رحب ) سمسرة والسمسرة كانت محطة للقوافل التجارية عند سفح سلسلة جبال ( البلق ) ، ويتم الوصول إليه من خلال طريق مأرب صرواح .
2- الإله ود ( ودم ) :- عُبد هذا الإله القديم في معظم الأراضي اليمنية القديمة ، ويرجح الدكتور محمد عبد القادر بافقيه ، أنه ربما المعبود الرسمي الأوساني ، حيث كان ملوك أوسان يعتبرون أولاد الإله ( ودم ) ، ثم ظهرت عبادته بعد ذلك في مناطق مختلفة من الأراضي اليمنية القديمة حيث أصبح يعرف من النقوش المعينية أنه الإله الرسمي لمملكة معين في الجوف ، ومعبود قبيلة مأذن التي كانت تستوطن حوض صنعاء .
3-
ليتك دعمت الموضوع بكم صورة