القاهرة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
عبدالله الداوود
19-10-2022 - 11:27 am
أخواني وأخواتي أعضاء وزوار هذا المنتدى الجميل ..
لا أخفي إعجابي بهذا المنتدى الرائع، والذي سعدت بالتواجد فيه مستمتعا بما حواه من مواضيع مختلفة مفيدة نافعة ..
أخوتي ..
في وقت مضى قمت بزيارة إلى مدينة القاهرة واستمرت عشر ليالي كانت من أروع الليالي وأجملها .. وكنت وقتها أسجل في دفتر صغير أبرز مشاهداتي .. وعندما وصلت إلى الرياض حولت تلك المشاهدات إلى كتاب بعنوان :
ليالي القاهرة
http://alglm.net/lyaly.jpgهذا الكتاب صدر عن دار الفكر العربي وهو متواجد الآن في كارفور والدانوب وبانوراما وقريبا في جرير والعبيكان وسيكون حاضرا أيضا في معرض الرياض الدولي للكتاب والمزمع اقامته في 16 ربيع أول لهذا العام 1431 ه
ولمعزة أعضاء وقراء هذا المنتدى الرائع فإني استأذنت الدار الناشرة في كتابة فصول من هذا الكتاب في هذا المنتدى المميز ،،
متمنيا أن تحوز هذه الليالي إعجابكم ،،،


التعليقات (9)
الامير عبدالله
الامير عبدالله
شكرا جزيلا لائقا بمكانتك في النفس..
أيها العزيز علي الاهداء الرائع لمقتطفاتك..
أتمني لك أكمل وأجمل التوفيق..
في مسارك الأدبي..
صديقك .. الامير عبدالله..

عبدالله الداوود
عبدالله الداوود
  1. " نورت مصر يا برنس "


1
مطار القاهرة

" نورت مصر يا برنس "

قالها عسكري مصحوبة بابتسامة جميلة ، وأنا أضع قدمي على أرض مطار القاهرة الدولي ، ثم أشار إلى حافلة كانت واقفة على بعد أمتار ، فتوجهنا إليها وعندما ضاقت بنا أغلقت أبوابها ، لتتهادى بنا على أرض المطار ، بينما ما زالت الطائرة تخرج من فيها من ركاب عبر سلم ممتد إلى جوفها.
ولجنا إلى الصالة الداخلية وسرنا صفًا خلف مكتب لطبع ختم الوصول على جوازاتنا ، كان الصف يتحرك ببطء ، ودخان السجائر المنبعث يكتم الأنفاس ، والحر يزيد الجو اختناقًا، والعسكري يبذل أقصى جهده كي لا يطول وقوفنا.
بعد أن ضاقت الصالة بالمسافرين ، هبَّ عسكريان لمساعدة زميلهما ، أحدهما وقف يشرف على وقوف الصف ، والآخر يفتح الجواز على الصفحة المطلوبة، ويقدمه لزميله.
بعد أمتار من ذلك المكتب توقفنا أمام عسكري آخر ، يتفحص كل جواز كي يتحقق من وجود الختم عليها ، ثم تجمعنا أمام مكان وصول الحقائب ، ولما طال وقوفنا توجهتُ إلى العازل الزجاجي أنظر إلى الطائرة التي أقلتنا ، وأفكر في تفاصيل هذه الرحلة.
" هذا هو موسم القاهرة " قالها راكبٌ عندما قادته بطاقة صعود الطائرة للجلوس بجانبي ، ثم أردف : بالكاد وجدت حجزًا .. انظر إلى الطائرة .. لا مقعد خالٍ فيها !
كان في الخمسينيات من عمره ، ذكر أنه تاجر ، وجاء إلى القاهرة ليحضر معرضا للعقار ، وينوي أن يشتري شقة ، ثم يبيعها بثمن مرتفع ، ووصف هذا الاستثمار بأنه مربح جدًا.
صمت الرجل يقلب أوراقه التي حملها في حقيبة جلدية سوداء ، فالتفتُّ إلى شابين يجلسان عن يميني ، ويبدوان في بداية العشرينيات ، شعر طويل ، وشفاه سوداء من أثر التدخين الشره ، ابتسم الذي بجانبي وقال لي : ما جنسيتها ؟ سألته في تعجب : من هي ؟ قال بحروف لا تخلو من خبث : المضيفة .
نظرت إلى حيث ينظر الشاب ، وقلت : لا أدري ! قال : يبدو أنها مغربية .. انتظر سأسألها .. كانت المضيفة تسير ببطء بين المقاعد كي تتحقق كد من ربط الركاب للأحزمة ، وعندما وصلت إلى ذلك الشاب سألها : مغربية ؟ ويبدو أنها لم تفهم ما يقصد ، فقالت : كيف ؟ عاد يوضح مقصده : هل أنت مغربية ؟ نظرت إليه بغضب وقالت : وأنت مالك !!
بعدما أقفلت الأبواب ،وارتفعت الطائرة في السماء ، تغيرت بعض الأجواء ، وساد الصمت على البعض ، فيما انشغل آخرون بالنظر إلى النوافذ ، وآخرون بالقراءة، بينما الشابان أخذا يمارسان هوايتهما في المشاغبة على المضيفات.
أخرج الرجل العقاري خريطة للقاهرة وفرشها على حامل الأطعمة وقال : سأشتري شقة هنا .. في حي الزمالك .. حي راق ومستقبله مضمون .. وسأبيعها بعد أقل من سنة .. سألته : وكيف تستطيع تحديد أسعارها ؟ ابتسم وهو يستند على مقعده ثم قال : أنا أعرف القاهرة جيدًا .. هذه زيارتي الثامنة ، كما سبق لي أن اشتريت شققًا كثيرة ، وكنا في السابق نشتري المزارع من الفلاحين ، ثم نبيعها إلى تجار سعوديين ... بعدما نحصل على ربح معقول ..
مرت مضيفة أخرى ، فسألها الشاب نفس السؤال ، فوقفت تستفهم سبب هذا السؤال ، فلم يستطع الشاب الرد ، هنا أشارت إلى زميلها الذي جاء سريعًا ، وتحدثت معه قليلا ثم انصرفت ، بينما تلقى الشابان درسًا في الأخلاق والتربية .
" هل جئت من أجل السياحة ؟ " سألني الرجل العقاري ، قلت : نعم ، ثم عاد إلى الاستناد إلى المقعد ، ورفع رأسه إلى الأعلى ، ويبدو أنه يفعل ذلك عندما يريد الحديث عن شيء يحبه : القاهرة بلد جميل ، أهلها طيبون ومحبون للحياة ، لكن البحث عن لقمة العيش جعل نفوسهم متعبة.
هدأ الشابان عما قبل ، وتركا التحرش بالمضيفات ، وتشاغلا بالحديث معا ، وما لبثا أن استند أحدهما إلى النافذة محاولاً الخلود إلى إغفاءة سريعة ، وفضل الثاني النظر من النافذة إلى الفراغ الداكن.
رفع الرجل العقاري خريطته مرة أخرى وهو يقول : ارتفعت الأسعار هناك كثيرًا ، وتظاهر الكثيرون ضد الأسعار ، لكن الحكومة أكدت أن لا يد لها في هذا الموضوع ، قلت : في السابق كان العذر في رفع الأسعار هو اليورو ، أما الآن فهم يرمون كل ارتفاع على البترول ، عاد يقول : البترول سلاح ذو حدين ، ارتفاعه مشكلة وهبوطه أيضا مشكلة ، نحن نشعر بذلك عقاريا ، يؤثر على أنشطتنا.
ترك الشاب النظر من النافذة ، ثم لكز زميله النائم ، لكنه لم يستيقظ ، وعندما دار بنظره إلى الأمام لم يجد سوى المضيف الذي أعطاه درسا ، ليخرج كتيب إرشادات السلامة من الجيب الذي أمامه ويتصفحه في رتابة مملة.
لم يكن الوحيد الذي يشعر بالملل ، فعلى الرغم من أن الرجل العقاري يتحدث معي بين حين وآخر ، لكن حديثه عن العقار جعل المتعة قليلة ، وأفسح الطريق إلى الملل كي يتسلل إلى أعماقي ، وبدأت أخمن كم بقي من ساعتي الرحلة ، وخاصة أني لا أحمل ساعة في يدي ، فأصبحت تائها في مكاني لا أعرف شيئا عن الوقت وما بقي منه، كما ندمت على عدم حملي لكتاب ، أو ورقة أدون فيها ما قد يخطر ببالي.
جاء الفرج عندما وصل إلينا صوت قائد الطائرة يعلن عن وجوب ربط الأحزمة والبقاء في المقاعد من أجل الهبوط في مطار القاهرة الدولي ، عندها التفت الرجل إليَّ وقال : أين ستسكن في فندق أم شقة ؟ قلت : حسب الأسعار ؟ قال : أنصحك بفندق ، ستتعب في البحث عن فندق مناسب ، لكنه مريح أكثر.
قطع حبل هواجسي صوت سير الأمتعة وهو يتحرك معلنا عن وصول دفعة من الحقائب ، فتحلقنا حوله ، كلٌ منا ينتظر وصول حقيبته كي ينهي إجراءاته سريعا ، لم أمكث طويلا حتى جاءتني حقيبتي تتهادى ، وكأنها حزينة على ابتعادي عنها ، ولم تعرف أنهم لن يسمحوا لي باصطحابها معي ، وأن عليها أن تأخذ مسارا يختلف عن مساري.
حملت حقيبتي واتجهت نحو شباك صغير لتحويل النقود ، وكان أمامي أربعة رجال ، وكانت العيون تنظر إلى من حولها نظرات وجل وحذر ، وعندما حان دوري جاء رجلٌ من خارج الصف ، وأطل بوجهه يستفسر عن سعر الصرف ، فأثار ذلك بعض الواقفين.
أنهيت صرف ما معي من نقود ، ثم سرت نحو طاولة طويلة أشار أحد الضباط بأن أضع حقيبتي عليها ، لكنه لم يفتحها واكتفى بسؤالي سؤالا واحدًا : هل أحمل أجهزة كهربائية ، فقلت : لا .. ملابس فقط .. ابتسم وقال : تفضل .. أهلا بك.
حملت حقيبتي وخرجت من المطار إلى أجواء مدينة القاهرة ، وكلي شوق لرؤية هذه المدينة التاريخية ، مدنية الملايين ، مدينة الألوان المتعددة ، مدينة التاريخ والآثار ، مدينة العلماء والمشهورين ، مدينة الليل والنهار ، مدينة العشاق والمحبين ، مدينة العمال والكادحين.

فوق الجليد
فوق الجليد
الله حلوه ليالي القاهره
بالتوفيق أن شاء الله ومنتظرين باقي الكتاب

ترفيان
ترفيان
حلو شوقتنا اكمل اخي الكريم

الامير عبدالله
الامير عبدالله
كلام جميل كله لطافة ورقة وأدب..
ها وبعدين....؟!!

khaldabuyosef
khaldabuyosef
بصراحة انا طماع
انا عايز الكتاب ينور مكتبتى الاكترونية لو سمحت

هزني رحيلها
هزني رحيلها
مرحبا ياعزيزي كلام جميل عن القاهره ولكن اعتقد انه مستهلك مضمونه ليس هناك مايجذبني ياريت تضع المجهر على المحضور بالنسبه الى زوار القاهره لن يستفيدوا من الكتاب انما الشريحه التي ترغب بالسفر وتكون متعطشه اكثر ويوجد شريحه تحب انت تسافر وهي في مكانه والكتاب يخدم الشريحه هذي ايضا .... سعدت بقراءه الموضوع ويضل هذا راي ............. تحياتي لك

هيمان فيك
هيمان فيك
وصف جميل ومشوق وعشنا معاك الرحلة .. واصل وسجلني متابع معك .. لك تحية من القلب

أبن السعودية
أبن السعودية
الحمدلله على سلامتك أكمل أخي الفاضل ،،


خصم يصل إلى 25%