يوه
تحمست كمل
حاسه ان هالحاله بتصير لي

دخلت في الاجواء . اسلوبك جميل . تابع على هذا النسق ولا تنسانا بالنصائح والمعلومات المهمة

حياكم الله اخواني وتشرفني متابعتكم جميعا ....
وان شالله راح أكتب الآن الجزء الثاني ...

قرادة بلا حدود ولكن لا شيء يعكر (الهوى اللندني) :

بعد أن أتممت تلك المهمة - الشاقة – في طريق عودتي إلى البيت كانت هناك بحدود أربع دوريات مرور
مغلقين الأنوار وعاملين تفتيش , يعني بالعربي وقعت في فخهم

• العسكري : عطني رخصتك واستمارتك...

أخرجتها له .

• وقف على جنب ..

علمت أنه يقصد حزام الأمان ، نزلت من السيارة ..
أنا : يالطيب والله بكرة راح اسافر وانا مستعجل و...

• وين بتروح ؟
• لندن

أعطى الرخصة والاستمارة لصاحبه في الدورية , قال له ..

• شوف بو لندن اذا تمشيه وللا لا

حرر لي المخالفة وانتزعها من دفتر المخالفات
واعاطني اياها بقوله

• (تروح وترجع بالسلامة)

ابتسمت : الله يسلمك .

مع الدكتور مالكوم في الطائرة :
من الأسئلة التي دارت في ذهني , من هو الذي سيكون بجانبي في الطائرة ؟
هل سيكون شخصًا مرح ؟ هل هو ثقيل دم ؟ هل سيتحملني لو طلبت منه أكثر من مرة أن يفسح لي المجال لأذهب إلى دورة المياه ؟
طائرة الخطوط الهولندية تصل لأرض المطار , الناس يصطفون في الطابور , المضيفات المبتسمات , التهامس وأصوات الحقائب لا تتوقف حتى تمر عشر دقائق من دخول الطائرة .
الكل في مقعده , وإذا برجل عجوز غربي الملامح , يعرض علي بلطف أن يأخذ عني الشنطة التي معي ليضعها بدلا مني في الرف المخصص لها في الطائرة .
ومن ثم عرفت أنه صاحب الدرب واسمه الدكتور مالكوم , بريطاني يعمل طبيبًا عاما في مستشفى سعد التخصصي بالخبر .
بدأت معه الحديث بكلمات مقتضبة , أعقبها نوم واسترخاء ومن ثم انهال الحديث بيننا كما لو كان كل منا يتحدث ويتقن لغة الآخر بطلاقة .
والحق أنه فعلا يجيد اللغة العربية إجادة لا بأس بها لكونه يعمل في السعودية منذ ما يقرب من ال 25 عام , ساعدتني إجادته للغة العربية في الحديث عندما لا أعرف أن أقول ما أريد باللغة الانكليزية .
فكان حديثنا كما قال الدكتور مالكوم (نصو عربي ونصو انكليزي)
كان الحديث معه بسيطا وتلقائيا ويخلو من التكلف .
تكلمنا عن كل شيء بعفوية ودون تحضير عن الحضارة عن الغرب والشرق , الدين والسياسة , وعلى ذكر السياسة بدا لي السيد مالكوم أكثر فهما واطلاعا بأوضاع الدول العربية من كثير من العرب أنفسهم .
ما جعل لقائي بالدكتور مالكوم مميز هو أنني ولأول مرة ألتقي برجل وجها لوجه , دون أن تكون لي أي خلفية عنه ومن هو ومن يكون وما يكون , وأتحدث معه فيما أشاء وأقول ما أشاء بدون أن أضع أي حواجز أو اعتبارات .
وفي نفس الوقت يتقبل هو الآخر الاختلاف معه بكل رحابة صدر وأريحية , فما أحوج بعضنا أن يتعلم من هؤلاء كلمة "حوار" .
من الأمور التي جعلت اللقاء مع الدكتور مالكوم مميزا هو أنني تعلمت أول درس قبل دخولي لبريطانيا .
عندما مرت المضيفة قلت لها :
اكسكيوزمي آي نيد وتر .
التفت إلي الدكتور وقال : أنصحك هذه النصيحة , من السيء جدا جدا استخدام مثل هذا التعبير لما تكون في بريطانيا ؟
نظرت إليه باستغراب !!!

• لماذا ؟!!
• لما ترغب بأي شيء هناك من أحد يجب عليك أن تجعل في كلامك كلمة Please , لأن كلمة I need يفهمونها هناك على أنها نوع من أنواع الأمر والتعالي .

في
بريطانيا إذا أردت أن تتلقى معاملة طيبة عليك أن تعامل الشعب بطريقة طيبة وبكلمات مهذبة وإذا أردت المعاملة الخشنة فقابلهم بطريقة وكلمات خشنة , هذه قاعدة بسيطة ويسير عليها الجميع هناك .
ولم يكن الدكتور مبالغًا فيما قال , فما التمسته شخصيًا أن الكلمات المهذبة والأسلوب اللطيف , يؤثر جدا على معاملتهم في المقابل لك , ويمكنك من خلال المعاملة الهادئة والكلمات المهذبة أن تحصل على أي نوع من أنواع المساعدة .
شخصيًا , لولا تعاون الناس معي ورحابة صدورهم , ولولا نصيحة الدكتور مالكوم باستخدام هذه الكلمة السحرية "بليز" , لما استطعت أن أتجاوز مطار هيثرو .

عندنا في ديننا الأسلام الكلمة الطيبة حسنة فماالمانع من ذلك

أول ركوب لي في ال أندرجروند :

بعد ما انتهى الطابور الطويل في مطار هيثرو والانتظار الممل والتفتيش
خرجت أخيرا حر طليق لأرض لندن ، دخلت أول بقالة اشتريت بطاقة الأويستر للاندرقراوند والباص ب 30 باوند
ركبت القطار ، سألت الفلبينية جنبي ..

• لو سمحتي حجية أنا هذا السكن حقي أبي أعرف وين أروح
• قالت يا ولدي اذا جات محطتكم بقول لك

وكان اسم محطتي هو Earl's court
وقف القطار عند المحطة المنشودة , أومأت لي الفلبينية بأن هذي هي محطتك
لكن حضرتي متعود على القطار اللي يودي للرياض ، لما وصلنا المحطة كنت أتمدد شوي وأتمغط
وألملم أغراضي ما أمداني بقوم إلا طار فيني للمحطة اللي بعدها
طالعتها أقول لها والحل ؟
قالت تنزل المحطة الجاية وترجع
ومن يومها تعلمت ثاني درس لي في لندن وهو
"لما تريد أن تذهب لأي محطة في الاندر قراوند فيستحسن ألا تجلس إذا بقي على الوصول محطة واحد فقط"

الشارع حيث تقع الشقة :
بعد الوصول لمحطة إيرلس كورت سألت العاملين هناك عن موقع الشقة
وبعد إرشادي إليها ، مشيت في الشارع قابلت عاملة تنظيف في ذاك الشارع وأرشدتني للموقع التقريبي للمبنى
حيث أنها لا تعلم أين يقع بالضبط
توقفت عند مبنى مهمل ، شبه خرب نبت العشب والطحالب على جدرانه من فرط الإهمال
أظلم لم أجد فيه أي أثر لحركة أو حياة .
وفوق ذلك كان الباب مقفلا .
قلت في خاطري " أنا فعلا قرأت في تقييم الفندق أنه سيء لكن ما تصورته بهذي الدرجة"
لكن ما لفت إنتباهي أكثر ، أنني لاحظت في الشعب هناك بأنه لا يمكن لأحد أن يلتفت إليك أو يهتم بما تصنع
إلا في حالات نادرة جدا ، ووقوفي بشنطة السفر في بوابة ذلك المبنى كانت من هذه الحالات التي جعلت من جميع
من يمر في الشارع يلتفت إلي وينظر لي بعين فيها نوع من الاستغراب والدهشة
هنا زاد القلق قليلا
يا ان هالمكان فيه مصيبة أو فيه مصيبة !!!!
توقفت بجانبي سيارة نزل منها عمال ، هم بدورهم لم يمنعوا انفسهم من نظرة الاستغراب تلك
بادرت أحدهم

• العفو سيدي هل هذا المكان عبارة عن شقق مفروشة ؟
• نعم ..!
• إذن لماذا الباب مقفل ؟
• في الواقع هو مقفل من أربع سنوات !!

في الحقيقة رأسي صار فوقه ألف علامة استفهام
وتقلبت ألوان وجهي ألف لون ولون
استوت يا محترف جدا
عز الله ما بتنام إلا في الشارع
والله كلتها لآبو البوكينج ولابو اللي يحجز من النت
أعطيت للعامل الورقة التي فيها حجز الفندق وفيه العنوان
قرأه

• أوه مكانك ليس هذا سيدي

طلع الفندق هو المبنى اللي جنبه

متابع .
ننتظر تقييمك للخطوط الهولندية وكيف وجدت مطار امستردام ؟
كم اخذ منك وقت الذهاب بالاندرقراوند من المطار الى محطة سكنك ؟