تعتبر قلعة الشقيف من اقدم وابرز ‏ ‏المعالم الاثرية فى لبنان اذ تحدت على مر العصور الغزاة من الفرس والرومان ‏ ‏والصليبيين والصهاينة اخرهم.‏
وتقع قلعة الشقيف فى جنوب لبنان على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر اذ بنيت ودمرت ‏ ‏عدة مرات. ‏ ‏ واستخدمت قلعة الشقيف التي كان آخر محتل لها الاسرائيليين الذين اندحروا لدى ‏ ‏تحرر جنوب لبنان فى شهر مايو من عام 2000 كحصن لسد الثغرات من ناحية البحر كما هو ‏ ‏معروف عبر التاريخ.‏ ‏
وتعرضت هذه القلعة ذات الموقع الإستراتيجي الذي يشرف على لبنان وفلسطين المحتلة ‏ ‏وأجزاء من الجولان السوري المحتل الى هدم وتخريب من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وتعد المديرية العامة للآثار بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية مشروعا ‏ ‏لتأهيل وترميم القلعة بعد الدمار الذي لحق بها لتصبح من المعالم الأثرية التي ‏ ‏تجذب السياح.‏ ‏وانتقلت هذه القلعة على مر العصور من الخلفاء الأمويين إلى الخلفاء العباسيين ‏ ‏فالطولونيين فخلفاء مصر العلويين فالسلاجقة فالأتابكة من الترك فالصليبين ومنهم ‏ ‏ثم الى الأتراك.‏
ويعود تاريخ بنائها الى ما قبل العصور الوسطى اذ يعتقد أن السائح الفرنسي ‏ ‏كيران الذي زار سورية في القرن التاسع عشر هو أول من كتب عنها وقام بالتعريف ‏ ‏بأبنيتها.
ومما كتب "لهذه القلعة مدخل واحد من الجنوب وشكلها مثلث الزوايا وقياسها ‏ ‏(160) مترا طولا و(100) متر عرضا يحيط بها من بقية جهاتها آبار منقورة في الصخر ‏ ‏ويحميها من الجهة الشرقية مجرى ماء مهيب يسمى (نهر الليطاني) تسيل مياهه في واد ‏ ‏عميق.
وفي الجنوب خارجا يوجد حوض في الصخر وفي الغرب صهاريج فيها أحواض جمة منقورة ‏ ‏في الصخر الصلد مسقوفة بعقود حجرية وفي الشمال حوض قسم منه منقور في الصخر وقسم ‏ ‏يقوم عليه بناء وجدرانها المحيطة بها منحدرة وفي داخل القلعة أحواض كثيرة كان ‏ ‏يجتمع فيها من المياه ما يسد حاجة المحاصرين فيها مدة الحصار
وقد قام على الحائط الجنوبي برجان على شكل نصف دائرة أما القلعة من حيث البناء ‏ ‏فهي مستطيلة وضيقة جدا بحسب الأرض التي بنيت عليها ولا يوجد تناسب هندسي بين ‏ ‏طولها وعرضها وأما حجارتها فكلها مربعة الزوايا إلا انها ليست بكبيرة كالحجارة في ‏ ‏القدس وبعلبك.
ولم يتعرض المؤرخون العرب لهذه القلعة قبل الحروب الصليبية قبل عام 1189 ‏ ‏ولكن أسقف صور وليم تعرض لذكرها قبل هذا التاريخ بعشرين سنة وبعض مؤرخي الافرنج ‏ ‏أعاد ذكرها إلى أبعد من هذا الزمن بكثير حيث يقال إنها وقعت في قبضة (فولك) ملك ‏ ‏القدس عام 1139.‏ ‏ وستظل قلعة الشقيف شاهدا خلال العصور الفائته والقادمة على مقاومة الشعب ‏ ‏اللبناني للغزاة والمحتلين لارضهم