وئام نهّاب
02-09-2022 - 11:57 pm
ما من شك أن الكثير من السواح يحبون السياحة والسفر بأرخص التكاليف والحصول على أجمل وأرقى الخدمات المقدمة المتاحة لهم في البلد المضيف ، ولكن يوجد بعض السواح وهم فئة قليلة يحبون دفع التكاليف الباهظة ولو لقاء خدمات متدينة اذ يكفيهم انهم يحدثون الآخرين عن قيمة الفاتورة التي دفعوا ! وهذه الفئة الأخيرة ليست مجال حديثي هنا
وانما مجال حديثي هو عن السائح العادي الذي يريد أن يسافر ويتستمتع ويدفع لقاء كل خدمة ما تستحقه من مال لا أكثر مما تستحق ولا ايضا أقل مما تستحق ! اذ انني كثيرا ما سمعت بعض السواح وهو يتعارك كلاميا مع الجرسون على فاتورة وحينما يعدد الاشياء التي طلب ويذكر اسعارها بصوت عال أجد أن الاسعار التي ذكر هي فعلا الاسعار الطبيعية للتي طلب او استهلك ولكنه يزبد ويرعد ويهدد ويتوعد متهما المكان بالنصب والجشع !! وهذا غير صحيح
أي نعم يوجد الكثير من الاماكن السياحية العربية من مطاعم وخلافه تزيد في فاتورة الخليجي زيادة عمدا او تضيف له طلبات لم يطلبها وعندما ينادي أقرب ويتر ويقول له فاتورتي غلط او يقول له هذه الطلبات لم اطلبها اصلا ! فورا يعتذر له الويتر ويأتيه بفاتورته الحقيقية لماذا؟ لأن نظام هذا المطعم هو (زد فاتورة الزبون ، ان دقق فاتورته وانتبه فاعتذر له فورا لأن الحق معه ، وان لم ينتبه ودفع -وما اكثر الذين لا يراجعون فواتيرهم- فخير وبركة ونصبة جيدة !)
فهكذا اماكن سياحية لا تراهن الا على الزبون الذي لا يدقق فاتورته ، اما من يراجع فاتورته فهو زيون خاب الرهان عليه
وأيضا هذا الحديث عن هذه الاماكن هو الحديث العرضي وليس الحديث الاصلي لي لأن الحديث الأصلي هو عن السائح الذي يريد أن يستمتع بالخدمات ويدفع لكل خدمة ما تستحقه من مال
نعم من حق المواطن العادي في كل بلد ان يستمتع ويسافر من غير ان يكون من الاثرياء ! نعم من حقه ، ولكن نظرة بعض الدول العربية بقضها وقضيضها ان بلدا من البلدان او اقليما من الاقاليم كل اهله اثرياء ! وليسوا اثرياء وحسب بل اثرياء واغبياء عندهم الاموال المكدسة ولا يعرفون التصرف بها ولا يعرفون قيمة الخدمات المقدمة لهم فخذ منهم لقاء كل خدمة ما تريد فهم سيدفعون أي رقم تنطق به !!
هذه النظرة هي اكبر مسبب لما يحصل للسائح من توتر وتشنج ومشادات كلامية مع اصحاب الخدمات لا مبرر لها لولا انهم ينظرون لهذا السائح هذه النظرة ولكنه خيب أملهم اذ كان سائحا من تلك البلد ولكنه يعرف القيمة الحقيقية لتلك الخدمة !
واستغرب لماذا يصر صاحب الخدمة المقدمة على النصب على السائح مع سبق الاصرار والترصد وعنوة !! وكلما قال له الزبون لا ازداد صراخا واصر على المبلغ المتوجب دفعه !! لماذا لا يتعامل كما يتعامل صاحب المطعم الذي اشرت اليه سالفا انه يدبل الفاتورة عليك ان كنت عارفا ونبيها فنصبته لم تمر عليك ولم يكن بحاجة الى ان يصيح ويصرخ ويقسم لك ان قيمة الخدمة هي ما قال لك تماما !! بل يكتفي بان يعطيك الفاتورة الحقيقة !! لماذا هذا يريد من العارف ان يدفع كغير العارف تماما وكأنه لا يعرف !!
وعودا على بدء اقول لكل سائح عادي من غير المرضى الذين يباهون بقيمة فاتورة ما دفعوا ولو انها لا تستحق الخدمة المقدمة : اعرف قيمة الخدمة التي تريد ان تطلبها في بلادك أولاً ، ثم انظر لحال هذه البلد التي انت بها ربما تكون غالية فحتما ستكون هذه الخدمة اغلى من بلادك ولكن بقليل غالبا ، وان كانت هذه البلاد ارخص من بلادك فهذه الخدمة ستكون اقل من بلادك بقليل غالبا ، الا بعض الخدمات تحديدا فهي بحسب نظام وجمارك البلد ، مثلا كانت في سوريا المكيفات والاشياء الكمالية غالية جدا وياتي الخليجي مثلا ويحسب ان قيمة جهاز التكييف هو نفس قيمته في بلاده او انه في سوريا ارخص لأن بقية الخدمات يراها ارخص من بلاده !! وهذا خطأ لأنه لا يعرف قانون البلاد !
مثلا في مصر .. يسترخص الخليجي الكثير من الخدمات نسبة الى بلاده ولكنه يتفاجأ حينما يريد ان يشتري هاتفا جوالا انه اغلى من بلاده فيقول ان صاحب هذا المحل نصاب !! لأنه لا يعرف نظام البلد !
فيجب ان تعرف نظام البلد وتعرف بكم الخدمة في بلدك فان وجدت ان قيمة هذا الشيء العادي مضاعفة فحتما هذه ليست بحاجة الى ان تعرف ان هذا الذي تتعامل معه نصاب ! فلا تعتقد ان كل الخدمات ارخص من بلادك ولا تعتقد ان كل الخدمات اغلى من بلادك بل يجب ان تعرف ان المستوى في اغلب الخدمات متقارب عدا الاشياء التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر وعدا بعض اشياء ربما لا تتوفر في بلادك
فما الحل؟ الحل هو الا يشتري السائح أي سلعة من اول محل يدخله بل يجب ان يتنقل ويسأل ويرى الكثير من المحلات هذا ان كانت السلعة ذات مبلغ يستحق عناء التنقل والاطلاع على المحلات اما الاشياء الصغيرة فهذه من اضاعة الوقت عبثا التنقل والسؤال عنها لأنها بالعقل والمنطق وان ازداد سعرها فهي ارخص من دفع قيمة تكسي لسوق آخر لتأخذها بأقل بخمسة ريالات بينما انت دفعت للسائق 10 ريالات مثلا !!
عزيزي السائح العادي غير المريض .. انزل في فندق ثلاث او اربع نجوم شريطة ان يكون نظيفا وكل أكلا نظيفا في مطاعم راقية كمطاعم الفنادق الخمس نجوم مثلا ، لا غبار على هذا الخيار لأن الاكل لا يستهان به ، اما السكن فالفنادق الخمس نجوم هي تبالغ في سعرها لا لشيء عدا ان الكثير من الاثرياء هي محل اقامتهم الوحيد لأنه لا يوجد افخم منها
في المحلات غير الموثوقة لا تستهلك سلعة الا وقد سألت عن قيمتها ، ولا تأكل في مطعم الا وتطلب المنيو لترى الاسعار أولاً اما المطاعم الشعبية التي لا منيو فيها فيجب ان تسأل عن قيمة كل شيء تحتاجه سلفا
لا تركب مع التكسي الا وقد عرفت كم سيكلف مشوارك او على الاقل على العداد وانت تعرف الاتجاه والطريق والا فان بعض التكاسي يشغل لك العداد ويبدأ يلف بك المدينة كلها
وطالما نحن في لبنان هناك من يتهم مطاعم السوليدير بالفحش بالاسعار والجشع وان كل شخص يجب ان يدفع كمنيموم شارج (50) دولار !! واقول يحكم مثل هذه الخدمات العرض والطلب !! فلو كان الاقبال عليها قليلا لما رأيتها قد وضعت منيموم شارج اصلا !! ولكن اما ان تدفع او ان تنصرف ، اما الدخول معهم في جدل واتهامهم بالنصب فهو غير مجد البتة !
لأن هذا النظام معمول به في العالم كله ، المحل الذي يكون عليه اقبال لأي سبب يرفع سعره ويضع منيموم شارج والمحل الذي "يكش الذباب" يضع الجوائز المحفزة للزبائن
ولي بعض التعليقات من واقع تجاربي مع لبنان وغير لبنان: