أبن زيدون
01-03-2022 - 04:23 pm
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أحبتي واخواني في بوابتنا الحبيبه الأندلس أحببت ان انقل لكم هذي القصه المعبره والحزينه بعد سقوط الاندلس وبدايه مأسي المسلمين فيها....
وهي من القصص المشهوره في الأندلس.. ومن أهم المرافعات التي حدثت مع الحق في وجه الظلم والظالمين.. بين صاحب الحق والارض المسلوبه وبين الطاغي المستبد إبان محاكم التفتيش.
وبطل قصتنا لهذا اليوم هو سعيد حفيد أبي عبدالله وصديقته فلوريندا القشتاليه الوفيه بعهده
فلنتذكر كلمات فلورندا فيليب الأسبانية .. وهي تقول ل (سعيد) بن يوسف بن ابي عبد الله آخر فتى من سلالة بني الأحمر .. عاش في افريقيا وكان يتوق ان يرى ُملك الاجداد .. وبالفعل هاهو قد رحل ليستكشف ملك أجداده في الأندلس .. بعد 24 سنة من رحيل جده ابو عبد الله الصغير عائدا مغلوبا الى افريقيا ..،،
ليلتقى سعيد فلورندا بالصدفة . وهي مارة الى الكنيسة ... لتراه مكباً على احد القبور.. كأنما يقبل صفائحة ويبل تربته بدموعه .. .. فرثت لحاله ومشت نحوه حتى دنت منه فرفع رأسه ..
لتقول له انك تبكي ملوكك بالأمس أيها الفتى فابكهم كثيرا فقد جف تراب قبورهم لقلة من يبكي عليهم .. قال أترثين لحالهم يا سيدتي ؟
قالت نعم .. لأنهم كانوا عظماء فنكبهم الدهر .. وليس أحق بدموع الباكين من العظماء الساقطين ..
. عطفت فلورندا على ذلك الغريب العائد ليبكي على ملك غاب .. ومآذن خنق منها صوت الأذان .. وقصور الحمراء.. التي تطاول السماء..
كان الدون رودريكو .. يحب فلورندا .. وما ان رآها يوما تسير مع الشاب العربي ..
إلا ان دبر مؤامرة .. للشاب.. ليساق ذليلاً مهاناُ متهما اياه بمحاولة إغراء فتاة مسيحية بترك دينها ..
وهي عندهم افظع الجرائم وأهولها ..
وكانت مرافعة .. سعيد سليل بني الأحمر وهم ملوك البلاد بالأمس ومؤسسي مجدها وعظمتها وحصونها
أمام قضاة محكمة التفتيش ..
سأله رئيس المحكمة عن التهمة فأنكرها ..
فلم يحفل بإنكاره
وقال له انه لا يدل على براءتك إلا أمر واحد .. وهو ان تترك دينك وتأخذ بدين المسيح ..
فطار الغضب في دماغه وصرخ صرخة دوت بها أرجاء القاعة ..
وقال: في أي كتاب من كتبكم وفي أي عهد من عهود انبياءكم ورسلكم أن سفك الدم عقاب الذين لا يؤمنون بإيمانكم ولا يدينون بدينكم ..
من أي عالم من عوالم الأرض أو السماء أتيتم بهذه العقول بأن الشعوب تساق الى الايمان سوقا وان العقائد تسقى كما يسقى الماء والخمر..
أين العهد الذي قطعتموه على أنفسكم يوم وطئت أقدامكم هذه البلاد ان تتركونا أحرارا في عقائدنا ومذاهبنا وأن لا تؤذونا في عاطفة من عواطف قلوبنا .. ولا في شعيرة من شعائر ديننا .. ؟
نعم إن العهود التي تكون بين الأقوياء والضعفاء إنما هي سيف قاطع في يد الأولين وغل ملتف على اعناق الآخرين .. فلا أقال الله عثرة البلهاء ولا أقر عيون الأغبياء ..
اسفكوا من دماءنا ما شئتم واسلبوا من حقوقنا ما أردتم واملكوا علينا مشاعرنا وعقولنا حتى لا ندين الا بما تدينون ولا نذهب الا حيث تذهبون فقد عجزنا عن ان نكون من أقوياء فلابد آن ينالنا ما ينال الضعفاء ..
ثم حاول الاستمرار في حديثه فقاطعه الرئيس و أمر أن يساق الى ساحة الموت.. التي هلك فيها .. من قبله عشرات الآلاف من المسلمين قتلا وحرقا فسيق إليها واجتمع الناس حول مصرعه رجالا ونساء وما ان جرد الجلاد سيفه فوق رأسه حتى سمع صرخة امرأة بين الصفوف فالتفتوا فلم يعرفوا مصدرها .. وما هي الا غمضة وانتباهه أن سقط الرأس .. يرى المار اليوم بجانب مقبرة بني الأحمر في ظاهر غرناطة قبرا جميلا هو قطعة واحدة من الرخام الأزرق الصافي ..
ونقش عليها .. هذا قبر آخر بني الاحمر .. من صديقته الوفيه بعهده حتى الموت فلورندا فيليب ....
أخوكم: أبن زيدون
( أبن الأندلس)
لا أدري أأشكرك ام الومك على اختياره !! .. ولكن الاصح ان أشكرك على جهدك ومشاركتك
وعندي سؤال .. هل هذه المقبرة لاتزال موجودة؟ والقبر لا يزال موجود؟ والكلام المكتوب عليه لا يزال موجود؟ وبأي لغة كتب الكلام؟
وفي السلام ختام ..